ليبيا: مقتل 14 جنديا في سرت وأصابع الاتهام تشير إلى المتطرفين

«إرهابيون» يتحدون الجيش في بنغازي.. وسلاح الجو يقصف أهدافا بمصراتة

ليبيا: مقتل 14 جنديا في سرت وأصابع الاتهام تشير إلى المتطرفين
TT

ليبيا: مقتل 14 جنديا في سرت وأصابع الاتهام تشير إلى المتطرفين

ليبيا: مقتل 14 جنديا في سرت وأصابع الاتهام تشير إلى المتطرفين

في تأكيد عملي على صعوبة مساعي الأمم المتحدة للجمع بين الفرقاء السياسيين في ليبيا، قُتل أمس 14 جنديا من عناصر كتيبة 136 مشاة (الجالط) التابعة للجيش الليبي، كانوا مكلفين بتأمين وحماية محطة كهرباء الخليج البخارية الواقعة غرب مدينة سرت الساحلية التي تبعد نحو 450 كلم شرق العاصمة طرابلس.
وقال عبد الفتاح السيوي رئيس المجلس المحلي لمدينة سرت، إن «مسلحين أطلقوا الرصاص على العسكريين الذين كانوا يتمركزون عند البوابة الرئيسية لمحطة كهرباء الخليج البخارية»، في حين روى آمر الكتيبة أن مسلحين اقتحموا بوابة موقع المشروع ما بين الساعة الثالثة والنصف والرابعة من فجر أمس، وقاموا بقتل قوة الحماية الموجودة ببوابة المحطة. ويتبع العسكريون الكتيبة 136 مشاة بالجيش الليبي المكلفة بتوفير الحماية الأمنية لمحطة الخليج الواقعة على بعد 30 كيلومترا غرب المدينة. وأدنت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الحادث الذي وصفته بـ«الهجوم الإرهابي»، واتهمت في بيان لها «ميليشيات فجر ليبيا الإجرامية والجماعات الإرهابية بالمسؤولية عن حوادث الاغتيالات والخطف بمدينة سرت والمناطق التي تجتاحها أو تسيطر عليها».
لكن إسماعيل شكري المتحدث الإعلامي لما يُسمى بعملية الشروق، التي تشنها ميليشيات مسلحة للسيطرة على منطقة الهلال النفطي، أدان الحادث.. وتعهد بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بالمدينة في التحقيق والتحري لمعرفة الجناة وتقديمهم للعدالة. وطالب مجلس الحكماء والشورى بسرت في بيان له جميع الجهات المسؤولة بالدولة بسرعة التحقيق في هذه الجريمة، وناشد جميع أبناء قبائل سرت بضبط النفس، وعدم الانجرار وراء الشائعات المغرضة التي هدفها إثارة الفتن حتى تظهر نتائج التحقيق.
وبعدما دعا إلى حقن دماء وإنهاء حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تعيشها البلاد، أعلن المجلس الحداد في مدينة سرت ترحما على أرواح هؤلاء الضحايا، اعتبارا من اليوم. إلى ذلك، أصاب صاروخ صهريجا في ميناء السدر النفطي بشرق ليبيا التي أصبحت لا تنتج النفط حاليا إلا من عملياتها في البريقة والسرير والحقول البحرية بالبلاد. وقال مسؤول بوزارة النفط الليبية إن «الميناء توقف عن العمل قبل أسبوعين بسبب اشتباكات بين فصائل متحالفة مع حكومتين متنافستين في ليبيا».
والسدر هو أكبر ميناء لتصدير النفط في البلاد، وأغلق لمدة أسبوعين بسبب اشتباكات قريبة بين مقاتلين متحالفين مع حكومتين متنافستين.
وقال مسؤول في جهاز أمني متحالف مع الحكومة المعترف بها دوليا، التي تعمل من شرق ليبيا: «أصيب صهريج، لكن الضرر محدود»، بينما أكد موقع إلكتروني غير رسمي يحمل اسم وزارة النفط والغاز، سقوط الصاروخ في ميناء السدر. وكانت غرفة ما يُسمى بعملية الشروق قد أعلنت رسميا صباح أمس، البدء الفعلي في المرحلة الثانية من عملية الشروق لتحرير الموانئ النفطية، مشيرة إلى أن الساعات المقبلة ستحمل الكثير من الانتصارات على من سمتهم بـ«العصابات المارقة».
وأكدت وزارة النفط التي تسيطر عليها حكومة منافسة في العاصمة طرابلس عبر موقعها الإلكتروني سقوط الصاروخ. في غضون ذلك، قصف سلاح الجو الليبي للمرة الأولى من نوعها مواقع تابعة لقوات فجر ليبيا في مدينة مصراتة. وفى بنغازي (شرق البلاد) تحدى المتطرفون، أمس، سطوة الجيش الليبي، الذي يقول إنه «يقترب من إعلان تحرير المدينة والقضاء على الجماعات الإرهابية بداخلها، عبر نشر صور فوتوغرافية عن الاشتباكات في منطقة الليثي».
وأظهرت الصور التي حصلت «الشرق الأوسط» عليها عناصر مسلحة وملثمة بثياب مدنية لعناصر يُعتقد أنها تابعة لتنظيم «أنصار الشريعة» و«مجلس شورى ثوار بنغازي»، وكلاهما من الجماعات التي تضم خليطا من المتطرفين العرب والأجانب في بنغازي. وقال ما يُسمى «المكتب الإعلامي لولاية برقة» إنه قتل نحو 20 من المرتدين، في إشارة إلى قوات الجيش، وتفحم جثث بعضهم، مشيرا إلى أنه تم حرق وهدم أكثر من 30 منزلا وحرق بعض السيارات. من جهته، أعلن وزير الداخلية الليبي عمر الصنكي، عقب اجتماعه، أمس، مع مدير مديرية الأمن ومديري مراكز الشرطة والقيادات الأمنية بمدينة بنغازي، أن «الوزارة ستنتقل إلى المدينة ابتداء من الأسبوع المقبل»، لافتا إلى أنه سيتم الاثنين المقبل تشكيل غرفة أمنية من الشرطة لحماية المدينة.
من جهة أخرى، تحدثت تقارير عن نجاة علي الهوني وزير الإعلام فيما يُسمى بحكومة الإنقاذ الوطني، برئاسة عمر الحاسي، من محاولة اغتيال بالعاصمة الليبية طرابلس.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.