مصر: متحف «كفر الشيخ» لاستقبال الجمهور بعد 30 عاماً من التأجيل (صور)

يحكي أسطورة إيزيس وأوزوريس

لقطات من داخل متحف كفر الشيخ (وزارة السياحة والآثار المصرية)
لقطات من داخل متحف كفر الشيخ (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: متحف «كفر الشيخ» لاستقبال الجمهور بعد 30 عاماً من التأجيل (صور)

لقطات من داخل متحف كفر الشيخ (وزارة السياحة والآثار المصرية)
لقطات من داخل متحف كفر الشيخ (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد ما يقرب من 30 عاماً على بدء إنشائه، وبعد سنوات طويلة من العمل والتوقف لأسباب مالية وسياسية، بدأت وزارة السياحة والآثار المصرية وضع اللمسات الأخيرة على متحف كفر الشيخ القومي تمهيداً لافتتاحه قريباً، في حفل يتوقع أن يحضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفق بيان صادر اليوم من وزارة السياحة والآثار المصرية.

ويقع متحف كفر الشيخ القومي، بحديقة صنعاء بجوار جامعة كفر الشيخ، وتبلغ مساحته 6670 متراً، وهو مكون من 3 قاعات عرض متحفي، وقاعات للندوات إضافة إلى مبنى خدمات.
ولا تسعى وزارة السياحة والآثار لتحقيق عائد مالي أو سياحي من المتحف، بحسب الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف من المتاحف الإقليمية مثل سوهاج وطنطا وكفر الشيخ، هو هدف توعوي لخدمة أبناء هذه المحافظات، فهي بالتأكيد لن تعيد المبالغ التي أنفقت عليها، لكن دورها في خدمة المجتمع المحيط بها مهم جداً»، مشيراً إلى أن «متحف كفر الشيخ سيكون له دور تعليمي من خلال معروضاته خاصة وأنه مجاور لجامعة كفر الشيخ».

وفي إطار الاستعداد للافتتاح، استقبل المتحف خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي مجموعة من القطع الأثرية الضخمة من منطقة تل الفراعين، تضم تماثيل تصور الملك رمسيس الثاني مع المعبودة سخمت، ولوحة تقدمية للملك تحتمس الثالث، وكتلتين حجريتين، وتمثالا رأسيا لأحد ملوك الأسرة الـ30.
وقال وزيري إن «المتحف سيعرض الآثار المكتشفة بمحافظة كفر الشيخ، وخاصة آثار تل الفراعين ومدينة بوتو»، مشيرا إلى أن «لجنة سيناريو العرض المتحفي تعكف حالياً على وضع اللمسات الأخيرة، واختيار المعروضات التي سيضمها المتحف».

ومحافظة كفر الشيخ هي إحدى محافظات الدلتا وتضم عدداً من المواقع الأثرية، التي تؤرخ لعدة عصور، فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية، حيث تضم أكثر من 50 تلاً أثرياً، ومن أشهر آثار المحافظة مدينة بوتو، عاصمة مملكة الشمال، قبل توحيد مصر، ومن أهم آثارها تمثالان من البازلت على هيئة أبو الهول، وتمثال للمعبود حورس، ولوحة من الجرانيت الأسود من عهد الملك تحتمس الثالث.
بينما تضم مدينة سخا كنيسة العذراء وبها آثار قدم السيد المسيح، أما مدينة فوه الواقعة على نهر النيل، والمشهورة بصناعة السجاد اليدوي، فتضم مجموعة من المساجد والتكيات الأثرية، كما يوجد بمدينة كفر الشيخ، قصر الملك فاروق، الذي يشغله حالياً المعهد العالي للخدمة الاجتماعية.

وأوضح وزيري أن «سيناريو العرض المتحفي أسطورة إيزيس وأوزوريس، والصراع بين حورس وست، كما يستطيع الزائر التعرف على تاريخ مدينة بوتو القديمة، ومشاهدة آثار تحكي تاريخ العلوم في مصر القديمة، وخاصة الطب والصيدلة والطب البيطري والهندسة والفلك والزراعة والتجارة والصيد، حيث يهدف القائمون على وضع سيناريو العرض إلى تحويله إلى متحف علمي يفيد طلاب جامعة كفر الشيخ، كما يلقي الضوء على مسار العائلة المقدسة، والتي كانت مدينة سخا، إحدى مدن كفر الشيخ إحدى نقاطه، كما يضم مجموعة من آثار مدينة فوه الإسلامية».

ويعود تاريخ إنشاء المتحف إلى بداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث ظهرت فكرة المتحف في 1992، وتم البدء في تنفيذه عام 1994، ليتوقف العمل بالمتحف بعد ذلك أكثر من مرة لأسباب تتعلق بضعف الموارد المالية، خلال الفترة ما قبل 2010، حيث استؤنف العمل بالمتحف بعد اتهامات من المحافظة للآثار بإهمال آثار كفر الشيخ، ليتوقف العمل مرة أخرى عام 2011، بسبب الأحداث السياسية، وفي بداية عام 2018 وقعت وزارة الآثار بروتوكول تعاون مع المحافظة، لاستكمال المتحف بتكلفة تقديرية 49 مليون جنيه.
وفي أبريل (نيسان) 2019 بدأ العمل في استكمال مشروع المتحف، وكان من المقرر افتتاحه في النصف الأول من العام الجاري، لكن تداعيات فيروس «كورونا» أجلت الافتتاح.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون ثلاث قطع أثرية من موقع الدُّور في أم القيوين

قطع أثرية يونانية من موقع الدُّور

يحتل موقع الدُّور مكانة بارزة في سلسلة المواقع الأثرية التي كشفت عنها أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات العربية

محمود الزيباوي

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
TT

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

يُشكّل «مهرجان ضي للشباب العربي» الذي يُطلقه «أتيليه العرب للثقافة والفنون» في مصر كل عامين، تظاهرة ثقافية تحتفي بالمواهب العربية الشابة في الفنون التشكيلية، وتعكس عمق التعبير وتنوعه بين الفنانين المشاركين عن القضايا الجماعية والتجارب الذاتية.

وتشهد نسخته الخامسة التي انطلقت تحت شعار «بلا قيود»، وتستمر لشهر كامل في قاعات غاليري «ضي» بالقاهرة، مشاركة 320 فناناً من الشباب، يمثلون 11 دولة عربية هي مصر، والسعودية، والسودان، وسوريا، وفلسطين، والعراق، والأردن، واليمن، ولبنان، والعراق، وتونس.

تُقدم سلمى طلعت محروس لوحة بعنوان «روح» (الشرق الأوسط)

وبين أرجاء الغاليري وجدرانه تبرز مختلف أنواع الفنون البصرية، من الرسم والتصوير والحفر والطباعة والخزف والنحت. ومن خلال 500 عملٍ فني تتنوع موضوعاتها وتقنياتها وأساليبها واتجاهاتها.

ويحفل المهرجان في دورته الحالية بأعمال متنوعة ومميزة للشباب السعودي، تعكس إبداعهم في جميع ألوان الفن التشكيلي؛ ومنها عمل نحتي للفنان السعودي أنس حسن علوي عنوانه «السقوط».

«السقوط» عمل نحتي للتشكيلي السعودي أنس علوي (الشرق الأوسط)

يقول علوي لـ«الشرق الأوسط»: «استلهمت العمل من فكرة أن كلمَتي (حرام) و(حلال)، تبدآن بحرف الحاء، وهما كلمتان متضادتان، وبينهما مساحات شاسعة من الاختلاف».

ويتابع: «يُبرز العمل ما يقوم به الإنسان في وقتنا الراهن، فقد يُحرّم الحلال، ويُحلّل الحرام، من دون أن يكون مُدركاً أن ما يقوم به هو أمر خطير، وضد الدين».

ويضيف الفنان الشاب: «لكنه بعد الانتهاء من فعله هذا، قد يقع في دائرة الشكّ تجاه تصرّفه. وفي هذه المرحلة أردت أن أُجسّد تلك اللحظة التي يدخل إليها الإنسان في مرحلة التفكير والتشكيك في نفسه وفي أعماله، فيكون في مرحلة السقوط، أو مراجعة حكمه على الأمور».

وتأتي مشاركة الفنانة السعودية سمية سمير عشماوي في المهرجان من خلال لوحة تعبيرية من الأكريلك بعنوان «اجتماع العائلة»، لتعكس عبرها دفء المشاعر والروابط الأسرية في المجتمع السعودي.

عمل للتشكيلية السعودية سمية عشماوي (الشرق الأوسط)

وتقول سمية لـ«الشرق الأوسط»: «تُعدّ اللوحة تجسيداً لتجربة شخصية عزيزة على قلبي، وهي لقاء أسبوعي يجمع كل أفراد أسرتي، يلفّه الحب والمودة، ونحرص جميعاً على حضوره مهما كانت ظروف الدراسة والعمل، لنتبادل الأحاديث، ونتشاور في أمورنا، ونطمئن على بعضنا رغم انشغالنا».

ويُمثّل العمل النحتي «حزن» أول مشاركة للتشكيلية السعودية رويدا علي عبيد في معرض فني، والتمثال مصنوع من خامة البوليستر، ويستند على رخام. وعن العمل تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُعبّر التمثال عن لحظة حزن دفينة داخل الإنسان».

عمل نحتي للفنانة السعودية رويدا علي عبيد في الملتقى (الشرق الأوسط)

وتتابع رويدا: «لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام، وأن تستدرجك المواقف إلى البكاء، فتُخفي دموعك، وتبقى في حالة ثبات، هكذا يُعبّر عملي عن هذه الأحاسيس، وتلك اللحظات التي يعيشها المرء وحده، حتى يُشفى من ألمه وأوجاعه النفسية».

من جهته قال الناقد هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة «أتيليه العرب للثقافة والفنون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مهرجان الشباب العربي يمثّل خطوة مهمة في تشجيع الفنانين الشباب ودفعهم إلى الابتكار، وتقديم أفكارهم بلا قيود؛ وانطلاقاً من هذا الفكر قرّرت اللجنة المنظمة أن يكون موضوع المهرجان 2025 مفتوحاً من دون تحديد ثيمة معينة».

وأضاف قنديل: «اختارت لجنتا الفرز والتحكيم أكثر من ثلاثمائة عملٍ فني من بين ألفي عمل تقدّمت للمشاركة؛ لذا جاءت الأعمال حافلة بالتنوع والتميز، ووقع الاختيار على الإبداع الفني الأصيل والموهبة العالية».

ولفت قنديل إلى أن الجوائز ستُوزّع على فروع الفن التشكيلي من تصوير، ونحت، وغرافيك، وخزف، وتصوير فوتوغرافي وغيرها، وستُعلن خلال حفل خاص في موعد لاحق يحدده الأتيليه. مشيراً إلى أن هذه النسخة تتميّز بزخم كبير في المشاركة، وتطوّر مهم في المستوى الفني للشباب. ومن اللافت أيضاً في هذه النسخة، تناول الفنانين للقضية الفلسطينية ومعاناة سكان غزة من خلال أعمالهم، من دون اتفاق مسبق.

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

وبرؤية رومانسية قدّمت الفنانة المصرية الشابة نورهان إبراهيم علاجاً لصراعات العالم وأزماته الطاحنة، وهي التمسك بالحب وتوفير الطفولة السعيدة للأبناء، وذلك من خلال لوحتها الزيتية المشاركة بها في المهرجان، التي تغلب عليها أجواء السحر والدهشة وعالم الطفولة.

وتقول نورهان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «براءة الأطفال هي بذرة الإبداع التي ستعالج العالم كله»، وتتابع: «أحب الأطفال، وأتعلم كثيراً منهم. وأدركت أن معظم المشكلات التي تواجه العالم اليوم من الجرائم الصغيرة إلى الحروب الكبيرة والإرهاب والسجون الممتلئة لدينا، إنما هي نتيجة أن صانعي هذه الأحداث كانوا ذات يومٍ أطفالاً سُرقت منهم طفولتهم».

«بين أنياب الأحزان» هو عنوان لوحة التشكيلي الشاب أدهم محمد السيد، الذي يبرز تأثر الإنسان بالأجواء المحيطة به، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «حين يشعر المرء بالحزن، يبدأ في الاندماج مع الطبيعة الصامتة، ويتحوّلان إلى كيان واحد حزين. وحين يسيطر الاكتئاب على الإنسان ينجح في إخفائه تدريجياً».

لوحة للتشكيلية المصرية مروة جمال (الشرق الأوسط)

وتقدم مروة جمال 4 لوحات من الوسائط المتعددة، من أبرزها لوحة لبناية قديمة في حي شعبي بالقاهرة، كما تشارك مارلين ميشيل فخري المُعيدة في المعهد العالي للفنون التطبيقية بعملٍ خزفي، وتشارك عنان حسني كمال بعمل نحت خزفي ملون، في حين تقدّم سلمى طلعت محروس لوحة عنوانها «روح» تناقش فلسفة الحياة والرحيل وفق رؤيتها.