حالة من الغضب سادت شوارع طرابلس أمس، مع تشييع الشاب محمد الحصني، الذي وُجدت جثته في البحر، بعد محاولته الهرب في أحد قوارب الموت التي باتت تنطلق من شواطئ الشمال، باتجاه قبرص وأوروبا.
محمد واحد من عشرات اللبنانيين الذين باتوا يفضلون ركوب هذه القوارب هرباً من الجوع، معرّضين حياتهم وحياة أطفالهم للخطر أحياناً كثيرة للموت، حيث يصبحون ضحايا مهربين يحصلون منهم على ما تبقى لهم من مال مقابل وعد بإيصالهم إلى شواطئ أوروبا.
وقد يكون محمد محظوظاً لأنه تم العثور على جثته، فيما لا يزال ما يقارب عشرة أشخاص، كانوا على القارب نفسه في عداد المفقودين. وتقول زينب القاق (34 عاماً) التي كانت على متن قارب الموت، مع زوجها وأربعة أطفال، إن المركب توقف وفرغ من الوقود، وانقطع اتصالهم بالعالم وهم في عرض البحر، يهلكون واحدهم بعد الآخر. وروت لـ«الشرق الأوسط» كيف اضطرت لدفن جثة طفلها الرضيع في البحر وتحكي وهي تجهش بالبكاء أن طفلها فارق الحياة بعد ثلاثة أيام ولحقه طفل ابن خالها.
وقالت القاق «أقنعني من كانوا معنا أن نربط جثتي الطفلين معاً بحبل وسيبقيان معنا إلى أن نبلغ شط الأمان. لم يكن أمامي من خيار آخر. كنت أراقبه ينتفخ ولا أصدق ما أرى». وأضافت «فهمنا أننا جميعنا ذاهبون إلى الهلاك}.
وأضافت {رضيت أن أفك الحبل لأنني ميتة أيضاً وسألحق بابني ولا أريد أن أراه مشوهاً. هكذا دفنته في البحر».
ويروي أحد صيادي مدينة الميناء في طرابلس، أن موجة 2015 للهجرة غير الشرعية كانت تتم من تركيا، ويتوجه لبنانيون وسوريون إلى هناك للعبور إلى أوروبا. لكن منذ ما يقارب الشهر تفاقم الوضع من نقاط عدة على سواحل طرابلس. ويقدر بعضهم أن مركبين في اليوم على الأقل ينطلقان من هذه النقاط.
قوارب الموت تغدر باللبنانيين الهاربين من الجوع
سيدة روت لـ«الشرق الأوسط» كيف اضطرت لدفن جثة طفلها في البحر
قوارب الموت تغدر باللبنانيين الهاربين من الجوع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة