«الشاباك» يعلن عن ضبط خلية نسائية في القدس

تعمل لصالح «حزب الله» وإيران وتتواصل عبر رسائل مشفرة

صورة وزعها جهاز (الشاباك) لياسمين جابر المتهمة بتجنيدها من قبل فيلق القدس الإيراني و«حزب الله» اللبناني
صورة وزعها جهاز (الشاباك) لياسمين جابر المتهمة بتجنيدها من قبل فيلق القدس الإيراني و«حزب الله» اللبناني
TT

«الشاباك» يعلن عن ضبط خلية نسائية في القدس

صورة وزعها جهاز (الشاباك) لياسمين جابر المتهمة بتجنيدها من قبل فيلق القدس الإيراني و«حزب الله» اللبناني
صورة وزعها جهاز (الشاباك) لياسمين جابر المتهمة بتجنيدها من قبل فيلق القدس الإيراني و«حزب الله» اللبناني

أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك)، في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الخميس، عن اعتقال فلسطينية من سكان القدس الشرقية المحتلة، للاشتباه بأنها كلفت بتشكيل خلية تجسس تعمل لصالح «حزب الله» اللبناني وفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وتخطط لتنفيذ عمليات لاحقا.
وقال البيان إنه «سُمح بالنشر، أنه في إطار نشاط مشترك لجهاز الشاباك والشرطة الإسرائيلية وجهات أمنية أخرى، تم مؤخرا وبعد نشاط استخباري متواصل كشف النقاب عن نشاط لفيلق القدس الإيراني وتنظيم (حزب الله) اللبناني، هدفه تجنيد مواطنين إسرائيليين وفلسطينيين ليقوموا بعمليات إرهابية داخل دولة إسرائيل».
وأضاف البيان: «خلال شهر أغسطس (آب) 2020، تم اعتقال المدعوة ياسمين جابر من سكان البلدة القديمة في القدس، والتي تعمل في مكتبة إسرائيل الوطنية، للتحقيق معها بعد الاشتباه بتجنيدها لصالح تنظيم (حزب الله) اللبناني. كما تم اعتقال عناصر آخرين من معارف ياسمين في القدس ورام الله، ممن يشتبه بتورطهم في نشاطات الخلية، وبينهم تسنيم القاضي، من سكان رام الله، التي أقامت خلال السنوات الأخيرة في تركيا».
وقال البيان إنه «في أثناء التحقيقات تبين أن (حزب الله)، يقوم بتنظيم مؤتمرات في لبنان يشارك فيها شباب فلسطينيون، بهدف فرز المرشّحين للتجنيد من داخل إسرائيل والضفة الغربية، لصالح تنفيذ أعمال إرهابية داخل دولة إسرائيل. وأن عناصر (حزب الله) قاموا بفرز ياسمين جابر للتجنيد عند حضورها مؤتمرا في لبنان عام 2015؛ وحفاظا على سرية هويتها قامت الوحدة بإعطاء ياسمين اسما حركيا وهو راحيل. وخلال زيارة أخرى قامت بها ياسمين جابر إلى لبنان عام 2016، قام المدعو عطايا سمهدانة والمدعو محمد الحاج موسى وهما عنصران في وحدة العمليات المشتركة التابعة لفيلق القدس ولـ(حزب الله)، بجمع ياسمين مع إرهابي مسؤول في الوحدة يلقب فارس عودة. ويعود هذا اللقب لجعفر قبيسي في إطار نشاطه في (حزب الله) ويُعرف بتورطه بمحاولات أخرى لتجنيد عملاء داخل إسرائيل والضفة الغربية، للقيام بعمليات إرهابية. وقد تواصلت ياسمين جابر منذ تجنيدها في صفوف الحزب مع مشغلها، بواسطة نقل الرسائل السرية المتفق عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (مثل الفيسبوك والإنستغرام)، بناء على توجيهات أمنية تلقتها من (حزب الله). وعُقدت معها لقاءات في تركيا وتم خلالها تسليمها توجيهات للعمل من قبل رند وهبة التي تعمل لصالح (حزب الله) ضمن وحدة العمليات المشتركة، وكانت رند قد عرفت نفسها بلقبها السري في الوحدة، وهو وفاء، عند تعاملها مع ياسمين جابر».
ويضيف بيان المخابرات الإسرائيلية، أن مسؤولي «حزب الله» وفيلق القدس، شرحوا لياسمين جابر، أن مهمتها ستكون تجنيد المزيد من العملاء داخل دولة إسرائيل لتشكل مجموعة تتلقى منها التوجيهات. وتم أيضا التأكيد على أهمية تجنيد عملاء من عرب إسرائيل، خاصة النساء اللواتي يتميزن بقدرتهن على التحرك بحرية في أنحاء البلاد والعمل في إطار خلايا محلية، على جمع المعلومات للاعتماد عليها في تنفيذ العمليات الإرهابية المستقبلية. وتبيّن في التحقيق مع تسنيم القاضي صديقة ياسمين جابر، أنها شاركت أيضا في مؤتمر لبنان عام 2015 وتعرفت هناك على أفراد وحدة العمليات المذكورة، واستمرت في التواصل معهم بعد ذلك.
وأكد الشاباك أنه سيتم تقديم لوائح اتهام بحق كل من ياسمين جابر وتسنيم القاضي، تنسب لهما ارتكاب هذه المخالفات، خلال الأيام القريبة. وقال إن التحقيقات في هذه القضية أفضت إلى كشف طرق العمل المتبعة لدى «حزب الله»، ومنها، استخدام الوسائل السريّة للتواصل، بما فيها نقل الرسائل المشفّرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وعقد لقاءات سرية في دول مختلفة خصوصا تركيا، واستخدام كنى وهمية من قبل عناصر «حزب الله» أثناء قيامهم بمهامهم العملياتية، وذلك بهدف إخفاء انتمائهم التنظيمي خلال عملية تجنيد العملاء.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.