السيسي يعدد «إنجازات» حُكمه ويحذر من «المشككين»

تحدث عن محاولات لـ«التجنيد بالمال» ضد مصر

السيسي خلال افتتاح الجامعة المصرية - اليابانية أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال افتتاح الجامعة المصرية - اليابانية أمس (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يعدد «إنجازات» حُكمه ويحذر من «المشككين»

السيسي خلال افتتاح الجامعة المصرية - اليابانية أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال افتتاح الجامعة المصرية - اليابانية أمس (الرئاسة المصرية)

عدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، «المشروعات القومية والإنجازات» التي نفذتها مؤسسات الدولة منذ توليه حكم البلاد، محذراً في الوقت نفسه ممن وصفهم بـ«المشككين الذين يرددون الإشاعات و(يزعمون) أن تلك الإجراءات تستهدف الضغط على المواطنين».
وجاء حديث السيسي، أمس، خلال افتتاحه لجامعة مصرية - يابانية في محافظة الإسكندرية، وهو الثاني ضمن السياق نفسه خلال أسبوعين تقريباً، إذ أشار نهاية الشهر الماضي إلى ما أسماه بـ«القنوات الفضائية المسيئة» التي تسعى إلى «تخريب وتدمير الشعوب»، والتشكيك فيما تنفذه المؤسسات المصرية.
ورغم أن الرئيس لم يشر في المناسبتين إلى أسماء أو قنوات بعينها، فإنه وكثيرين من المسؤولين في بلاده دائماً ما ينتقدون ممارسات وسائل إعلام تبثها وتدعمها دولتا قطر وتركيا، وغالباً ما تركز رسائلها وبرامجها على انتقاد سياسات النظام المصري، عبر رسائل «حادة مُحرضة»، وأدانتها أحكام قضائية محلية.
وقال السيسي بلهجة حاسمة: «أحذر المواطنين من محاولات التشكيك المستمرة التي تصل إلى حد التآمر ضد الدولة. نحن نجحنا في إنهاء مشكلات الطاقة والوقود والقضاء على الإرهاب... وبدلاً من أن يساعدوا يحاولون هدم البلد، ويدفعون فلوس، ويجندون إعلامهم لهدم مصر، وأقول للمصريين حذار أن يهدموا بلدكم، فأنا قدمت نفسي فداءً لمصر، ولم أضيعكم».
وذكّر السيسي مواطنيه بالمشروع الذي تبناه في مطلع حكمه عام 2014 والمعروف بـ«قناة السويس الجديدة»، وقال: «تعرضنا لهجوم شديد، ولكن تم تنفيذ المشروع بالفعل، وسكت المشككون حينها... أي موضوع تحقق فيه الدولة إنجازاً ستجد من يشكك فيه، لكننا مستمرون في تنفيذ هذه المشروعات التي تخدم الشعب وتحقق طموحاته».
وتطرق إلى ملف إصلاح التعليم، قائلاً إن «مؤسسات الدولة عندما بدأت (خلال حكمه) في تطوير التعليم الأساسي والجامعي من أجل الدخول في التصنيف العالمي للتعليم كانت هناك حالة من القلق لدى المواطنين، ولم يصدقوا وقتها أننا سنحقق هذا التطور». وأضاف أن «مصر دخلت الآن التصنيف بعد سنوات طويلة كانت خارجه، مع الوضع في الاعتبار أن هناك جامعات يتم افتتاحها للمرة الأولى هذا العام، والبرنامج الذي حققناه كدولة فيما يخص التعليم سواء كان التعليم الأساسي أو الجامعي، ما زال حتى الآن في مراحله الأولى».
ملف الزيادة السكانية في مصر، كان من بين ما عرج عليه السيسي، مشيراً إلى أن «تعدادنا السكاني سيبلغ نحو 194 مليون نسمة في عام 2050، أي بعد 30 سنة سنزيد نحو 100 مليون إضافية، وهذا يتطلب من الدولة خلال الثلاثين عاماً المقبلة التخطيط لهذه الزيادة، ونحن الآن نوصّف حالتنا ونرى بعضنا مع بعض الحقيقة، وليس الكذب والزيف والافتراء والتشكيك الذي يفتعله الآخرون».
وبرر إصراره على «إنجاز المشروعات بمعدلات سريعة» بالقول: «إنني أقود الدولة في مسارين؛ الأول، التغلب على الفجوة التي حدثت لمصر خلال المائة سنة الماضية وما تضمنته من تراكمات وترهلات في المجالات كافة، والثاني، الثلاثون عاماً المقبلة التي يجب أن تخطط الدولة فيها لاستيعاب الزيادة السكانية وما يتضمنه ذلك من بناء مدن جديدة وجامعات ومدارس ومصانع لاستيعاب هذه الزيادة السكانية وخلق فرص عمل جديدة للشباب للانطلاق نحو آفاق أفضل». وبحسب تعديلات أجريت على دستور البلاد العام الماضي، يحق للسيسي الترشح لفترة رئاسية جديدة تنتهي عام 2030. وطالب الرئيس المصري وسائل الإعلام والجامعات المنتشرة في أنحاء البلاد بأن «تعقد الندوات وتتحدث عن واقع مصر الحالي والمستقبلي والتطور الذي حدث خلال السنوات الماضية، لتشكيل رأي عام حقيقي واعٍ بقضاياه ومتفهم لتحدياته».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.