لبنان: ماكرون يمدّد مهلة تشكيل الحكومة إلى الخميس

بومبيو ينتقد موقف باريس تجاه «حزب الله»

الرئيس ميشال عون خلال استقباله  أمس النائب محمد رعد (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون خلال استقباله أمس النائب محمد رعد (دالاتي ونهرا)
TT

لبنان: ماكرون يمدّد مهلة تشكيل الحكومة إلى الخميس

الرئيس ميشال عون خلال استقباله  أمس النائب محمد رعد (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون خلال استقباله أمس النائب محمد رعد (دالاتي ونهرا)

كشفت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية لتسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوعز إلى الجهات المعنية بتأليفها بأنه يرغب في تمديد المهلة التي كان حدّدها، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس ماكرون أبلغ من يعنيهم الأمر بأن تمديد المهلة ليوم أو يومين تنتهي (غداً) الخميس يفسح المجال أمام تكثيف الاتصالات لتهيئة الظروف التي تدفع باتجاه تجاوز المأزق الذي لا يزال يؤخر عملية تأليف الحكومة.
وأكدت المصادر نفسها، أن ماكرون لم ينقطع عن التواصل مع جميع القيادات اللبنانية لتذليل العقبات التي ما زالت تعرقل تشكيل الحكومة. ولفتت إلى أن الاتصالات الفرنسية لم تتوقف مع الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة السفير مصطفى أديب، وقالت إن الأخير يواكب الاتصالات التي يتولاها ماكرون ومعه الفريق الفرنسي المكلّف متابعة الملف اللبناني.
وفيما واصل الرئيس اللبناني ميشال عون أمس مشاوراته مع الكتل النيابية، كان أديب، كما تقول المصادر المطلعة، يتعرض لحملات من التجنّي، اضطرته إلى الخروج عن صمته أمام عدد من الأصدقاء الذين نقلوا عنه قوله: «أنا باقٍ على موقفي ولن أكون مطيّة لكسر الطائفة الشيعية الكريمة أو الطوائف الأخرى، وإن ما يهمني بعد تكليفي تشكيل الحكومة الجديدة، هو التعاون مع الجميع بلا مواقف مسبقة لإنقاذ بلدي».
وأضاف أديب بحسب أصدقائه: «لن أدخل في سجال مع أحد، لأن البلد في غنى الآن عن إقحامه في تجاذبات سياسية، وإن يدي ممدودة للجميع للتعاون، وسيكون لي الموقف المناسب، في حال اصطدمت مساعي تشكيل حكومة إنقاذية بحائط مسدود».
من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الرئيس ماكرون من أن جهوده لحل الأزمة في لبنان قد تبقى بلا نتيجة إذا لم يتم التعامل على الفور مع مسألة سلاح «حزب الله». وانتقد بومبيو في حديث إلى إذاعة فرنسية رفض فرنسا تصنيف «حزب الله» تنظيماً إرهابياً.
كما نشرت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أمس مقالاً للوزير بومبيو انتقد فيه موقف فرنسا من الفصل بين جناح سياسي وآخر عسكري لـ«حزب الله». وأضاف بومبيو «للأسف فرنسا ترفض أن تسمي (حزب الله) منظمة إرهابية كما فعلت سائر الدول الأوروبية وتحافظ على وهم أن هناك جناحاً سياسياً لهذا الحزب، مع أنه كله تحت سيطرة (الأمين العام للحزب) حسن نصر الله».

... المزيد

 



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.