قفزة إصابات تنذر بموجة ثالثة للوباء في إيران

طفلة إيرانية تنظر من أعلى جسر فوق طريق وسط زحمة سير بينما طهران في «الوضع الأحمر» على صعيد فيروس «كورونا»... (تسنيم)
طفلة إيرانية تنظر من أعلى جسر فوق طريق وسط زحمة سير بينما طهران في «الوضع الأحمر» على صعيد فيروس «كورونا»... (تسنيم)
TT

قفزة إصابات تنذر بموجة ثالثة للوباء في إيران

طفلة إيرانية تنظر من أعلى جسر فوق طريق وسط زحمة سير بينما طهران في «الوضع الأحمر» على صعيد فيروس «كورونا»... (تسنيم)
طفلة إيرانية تنظر من أعلى جسر فوق طريق وسط زحمة سير بينما طهران في «الوضع الأحمر» على صعيد فيروس «كورونا»... (تسنيم)

أعلن نائب لوزير الصحة الإيراني عن قفزة جديدة يسجلها فيروس «كورونا» المستجد في طهران ومحافظات إيرانية عدة، فيما قال رئيس «لجنة مكافحة (كورونا)» في طهران، علي رضا زالي، إن بلاده على وشك الدخول في موجة ثالثة من تفشي الفيروس.
وقال نائب وزير الصحة، علي رضا رئيسي، في مؤتمر صحافي، أمس، إن طهران وعدداً آخر من المحافظات، شهدت قفزة لتفشي فيروس «كورونا» منذ الأسبوع الماضي، مقارنة بالأسابيع السابقة له.
وأعاد المسؤول الإيراني القفزة الجديدة إلى تراجع الالتزام بالمعايير الصحية، لافتاً إلى أن بلاده شهدت مستويات عدة من المرض خلال الأشهر الماضية.
وتأتي القفزة الجديدة بعد نحو أسبوعين من عطلة سنوية في إيران بمناسبة عاشوراء. وخلال هذه الفترة شهدت إيران عودة المدارس في أنحاء البلاد.
والقى رئيسي باللوم على العطلة الأخيرة التي شهدتها إيران، من دون الإشارة إلى إقامة مراسم عاشوراء. وقال في هذا الصدد: «في الوقت الحالي وبعد العطلة الأخيرة، عدد قليل من الناس لم يلتزم وبدأت الرحلات، في حين أنه أثبت أن السفر يسبب القفزة الثانية من المرض، وهذا ما يحدث مع الأسف».
وتابع رئيسي: «نرى قفزة جديدة للمرض، على سبيل المثال، فإن عدد الإصابات في طهران وصل من 900 إصابة يومية في الأسبوعين الماضيين، إلى 1800 إصابة حالياً، ما يعني أنه خلال أسبوع واحد تضاعف عدد الإصابات والوافدين إلى المستشفيات».
وتخشى إيران أن تزداد قدرة فيروس «كورونا» على الانتشار مع ازدياد عدد الإصابات بالإنفلونزا في فصل الخريف، غير أن رئيسي أشار إلى توقعات بأن يحد استخدام 74 في المائة من الإيرانيين الكمامات من انتشار الإنفلونزا مقارنة بالأعوام السابقة، محذراً من يتلقون لقاح الإنفلونزا بأنه يمكن أن يمنع الإصابة بنسبة 40 في المائة فقط.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة «ايسنا» الحكومية عن رئيس «لجنة مكافحة كورونا»، علي رضا زالي، أن عدد الإصابات تصاعدي في طهران مقارنة بالأسبوع الماضي، متوقعاً أن تشهد العاصمة طهران موجة ثالثة قبل غيرها من المحافظات الإيرانية.
وقال زالي إن «طهران ستجرب أوضاعاً جديدة خلال الأسابيع المقبلة مع زيادة عدد المرضى بفيروس (كورونا)».
وأبلغت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، عن 2705 إصابات جديدة بفيروس «كورونا» المستجد، ووفاة 140 شخصاً خلال 24 ساعة، ما رفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 407 آلاف و353 شخصاً، فيما وصلت الوفيات إلى 23 ألفاً و453 حالة.
واستقبلت المستشفيات الإيرانية 1299 مريضاً خلال 24 ساعة، فيما بلغت الحالات الحرجة في غرف العناية المركزة أمس 3811.
وتشير بيانات وزارة الصحة الإيرانية إلى شفاء 349 ألفاً و984 شخصاً منذ الإعلان عن تفشي الفيروس في 19 فبراير (شباط) الماضي. وخلال هذه الفترة تقول السلطات الإيرانية إنها أخذت 3 ملايين و614 ألف عينة من المرضى لتشخيص الوباء في مختبراتها الصحية.
ولا تزال 28 من أصل 31 محافظة منذ أسابيع تحت طائلة أعلى درجات تفشي الفيروس. وتأتي العاصمة طهران في صدارة 13 محافظة في «الوضع الأحمر»، فيما أبقت وزارة الصحة «حالة الإنذار» في 15 محافظة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.