الجيش اليمني يستعيد مواقع في مأرب ويتقدم في الجوف

صورة وزّعها الجيش اليمني للقصف على مواقع الميليشيات في تعز
صورة وزّعها الجيش اليمني للقصف على مواقع الميليشيات في تعز
TT

الجيش اليمني يستعيد مواقع في مأرب ويتقدم في الجوف

صورة وزّعها الجيش اليمني للقصف على مواقع الميليشيات في تعز
صورة وزّعها الجيش اليمني للقصف على مواقع الميليشيات في تعز

ذكرت مصادر عسكرية يمنية رسمية أن قوات الجيش الوطني تمكنت من تحقيق تقدم جديد، أمس (الاثنين)، على حساب الميليشيات الحوثية في جبهات مأرب والجوف، بالتزامن مع ضربات لتحالف دعم الشرعية وبإسناد من رجال القبائل.
جاء ذلك في وقت كشفت القوات اليمنية المشتركة المرابطة في الساحل الغربي عن تحقيق إنجاز أمني، تمثل في توقيف زورق في عرض البحر على متنه عناصر خلية حوثية تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني يقومون بتهريب الأسلحة للميليشيات.
وفي هذا السياق، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر نت» بأن القوات المسلحة نفذت عملية نوعية ناجحة على مواقع الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، في منطقة دحيضة، شرق المزاريق، بمحافظة الجوف. ونقل الموقع عن مصادر ميدانية قولها إن «عناصر الجيش من المنطقة السادسة نفذوا هجوماً سريعاً على مواقع الميليشيا في دحيضة، شرق المزاريق، وتمكنوا من قتل وإصابة عشرات من عناصر الميليشيا، وأسر أكثر من 10 آخرين، وتدمير وإحراق آليات عسكرية متنوعة، إضافة إلى استعادة أسلحة وذخائر».
وفي جبهة المخدرة، شمال غربي محافظة مأرب، أفادت المصادر العسكرية بأن قوات الجيش الوطني «تمكنت من تحرير منطقة القدة، بعد هجوم مباغت على ميليشيا الحوثي التي تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد، واضطرت تحت ضربات أبطال الجيش إلى الاندحار والفرار»، وفق ما ذكره الموقع الرسمي للجيش.
وتزامنت المعارك، بحسب المصادر ذاتها، مع غارات مكثفة لمقاتلات تحالف دعم الشرعية، استهدفت تعزيزات الميليشيا في بئر المزاريق، مخلفة عدداً من القتلى وتدمير آليات عسكرية مختلفة، كما أعطبت غارة أخرى لمقاتلات تحالف دعم الشرعية عربة مدرعة في مديرية رحبة، جنوب مأرب.
وتتكبد الميليشيا الحوثية الخسائر المتواصلة على طول الجبهات الممتدة من شرق الحزم في محافظة الجوف مروراً بمفرق الجوف وجبهات صلب ونهم والمخدرة وصولاً إلى شمال البيضاء، وفق ما ذكرته المصادر العسكرية اليمنية.
وفي سياق ميداني متصل، شهدت جبهات جنوب غربي محافظة تعز محاولات فاشلة للميليشيا الحوثية، حاولت من خلالها اختراق تحصينات الجيش، إلا أنها تكبدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح. وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن قوات الجيش كسرت في اليومين الماضيين هجوماً للميليشيا الحوثية تركز على مناطق الخط الأمامي للجبهة الغربية لمدينة تعز ومنطقة الضباب.
وعلى إثر الهجوم، أفاد الموقع بأنه «دارت المواجهات في محيط معسكر الدفاع الجوي والمطار القديم، شمال غربي المدينة؛ حيث حشدت عناصر الميليشيا قوة كبيرة من مناطق تمركزها للهجوم الذي انكسر أمام صمود عناصر الجيش المرابطين في معسكر الدفاع الجوي، وجبل هان».
إلى ذلك قصفت مدفعية الجيش مواقع وتجمعات الميليشيا الحوثية، في جبهة الضباب غرب المدينة، فيما تستمر الميليشيا في قصف الأحياء السكنية، واستهداف تحركات المواطنين. ونهاية الأسبوع الماضي، أفادت المصادر نفسها بأن الميليشيات حاولت اختراق الخطوط الأمامية للجبهة، والتقدم إلى منطقة الصياحي وماتع والمقبابة إلا أن قوات الجيش كبّدتها الخسائر، وأجبرتها على الفرار.
ورداً على الهجوم، أكد الموقع الرسمي للجيش اليمني أن المدفعية نجحت في تدمير تعزيزات للجماعة واستهداف خطوطها الكائنة في حذران والربيعي.
على صعيد آخر، أعلن العميد صادق دويد المتحدث الرسمي باسم ألوية «المقاومة الوطنية» المنضوية ضمن القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي عن عملية استخباراتية لقوات خفر السواحل لضبط عملية تهريب حوثية لأسلحة إيرانية. وقال عبر «تويتر» إن الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة سيورد تفاصيل العملية الاستخباراتية والأمنية «النوعية». وأوضح أنها «تكللت باعتراض قوات خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر لقارب في عرض البحر، وإلقاء القبض على أفراد خلية حوثية تعمل ضمن شبكة تهريب الأسلحة الإيرانية التابعة لـ(الحرس الثوري) الإيراني».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.