الكاظمي يعين مجموعة جديدة من المسؤولين في مناصب عليا

الكاظمي
الكاظمي
TT

الكاظمي يعين مجموعة جديدة من المسؤولين في مناصب عليا

الكاظمي
الكاظمي

أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، سلسلة تغييرات جديدة في الوظائف الحكومية العليا، في خطوة هي الثانية من نوعها منذ تسنمه منصب رئاسة الوزراء في مايو (أيار) الماضي؛ إذ أجرى في يونيو (حزيران) الماضي سلسلة تعيينات طالت مناصب أمنية رفيعة، شملت رئيسي جهازي مكافحة الإرهاب والأمن الوطني ومستشارية الأمن الوطني ورئاسة أركان الجيش.
وجاءت إجراءات الكاظمي بعد يوم واحد من حزمة توجيهات للحكومة أصدرها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني طالب خلالها الحكومة بمحاربة الفساد وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف دولي ومحاسبة قتلة المتظاهرين، وهي المطالب ذاتها التي تصر عليها جماعات الحراك الاحتجاجي.
ولم تسلم الوظائف الحكومية من انتقادات لاذعة وجهها ناشطون للمعايير التي اعتمدت لاختيار الشخصيات الجديدة، نظراً للتقسيم «المحاصصي والمكوناتي» الذي بدا واضحاً فيها، إلى جانب اختيار شخصيات سبق أن شغلت مناصب رفيعة في الحكومات السابقة ولم تثبت كفاءة استثنائية فيها، الأمر الذي لطالما رفضته جماعات الحراك.
وفي حين رحب النائب عن «تحالف عراقيون» علي البديري، بالتغييرات الجديدة، عدّ أنها «تندرج ضمن ما تعهد به الكاظمي أمام الشعب وممثليهم في مجلس النواب من أنه سيتحمل المسؤولية الكاملة للذهاب بالبلد إلى بر الأمان».
ويرجح مراقبون محليون أن تكون المناصب الجديدة ذهبت بالطريقة المحاصصاتية والحزبية ذاتها إلى «تيار الحكمة» و«التيار الصدري» و«تحالف الفتح» و«حزب الفضيلة» و«ائتلاف دولة القانون»، وائتلاف سياسي عن سنّة الموصل وآخر عن سنّة الأنبار.
وطالت التغييرات الوظيفية للدرجات الرفيعة منصب محافظ البنك المركزي العراقي الذي كان يشغله علي العلاق منذ أكثر من 10 سنوات، وحل محله مدير الدائرة القانونية في البنك مصطفى غالب مخيف.
وحصل وزير العدل في حكومة نوري المالكي السابقة حسن حلبوص الشمري، العضو في حزب «الفضيلة» الإسلامي والحاصل على شهادة في القانون، على منصب «رئيس هيئة الأوراق المالية».
وأسند الكاظمي إدارة جهاز المخابرات التي كان يشغلها قبل أن يصبح رئيساً للوزراء، إلى النائب الحالي عن محافظة نينوى عضو «ائتلاف النصر» خالد العبيدي الذي سبق أن شغل منصب وزير الدفاع في العراق في حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي قبل أن يصوت مجلس النواب على إقالته عام 2016 بسبب تهم مالية وإدارية.
وذهب منصب رئاسة «هيئة النزاهة» إلى القاضي علاء الساعدي، الذي كان رئيساً للهيئة ذاتها في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي عام 2011، وشغل حتى الآن منصب رئاسة «هيئة نزاعات الملكية».
وحصل المهندس المعماري الشاب منهل عزيز رؤوف الحبوبي على منصب «أمين بغداد» الذي يعدّ من أرفع المناصب الحكومية في الدولة العراقية، نظراً لما تتمتع به أمانة العاصمة من إمكانات مالية ومسؤوليات كبيرة، وهي بالتالي مطمح جميع الكتل والشخصيات السياسية. وسبق للحبوبي، الذي لم يشغل أي منصب حكومي فيما مضى، أن صمم بمشاركة فريق شاب، مبنى مجلس الوزراء العراقي عام 2011، وفاز بجائزة في «مؤتمر (تيدكس) للإبداع العالمي» بنسخته الذي عقدت في العاصمة بغداد، رغم دخوله في منافسة مع مشروع مماثل للمعمارية الراحلة زها حديد. وصار منصب وكالة جهاز الأمن الوطني من نصيب النائب فالح العيساوي عن «تحالف القوى العراقية» الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
وحصلت مستشارة رئيس الوزراء سهى داود إلياس نجار، على منصب رئيسة «الهيئة الوطنية للاستثمار» الذي يشغله سامي الأعرجي منذ نحو 15 عاماً.
أما منصب مدير عام «مصرف التجارة العراقي»، فصار من نصيب سالم الجلبي؛ وهو ابن شقيق السياسي الراحل أحمد الجلبي، وسبق أن ترأس المحكمة العراقية الخاصة المكلفة النظر في جرائم الحرب، وأصبح مدير المحكمة الجنائية المختصة بمحاكمة رئيس النظام السابق، صدام حسين وأركان نظامه في عام 2003.
وأسند إلى الشيخ سامي المسعودي، وهو من أبرز الوجوه التي اشتركت في الحرب ضد «داعش» ويرتبط بعلاقات وثيقة مع غالبية فصائل «الحشد الشعبي»، منصب رئاسة «هيئة الحج والعمرة».



اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
TT

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)

أوقفت الجماعة الحوثية، خلال الأيام القليلة الماضية، صرف المساعدات النقدية المخصصة للحالات الأشد فقراً في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها، في ظل اتهامات لها باستقطاع مبالغ مالية من المساعدات التي تُخصصها المنظمات الأممية والدولية لمصلحة الفقراء في اليمن.

وذكرت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تعمدت وضع صعوبات وعراقيل عدة، لمنع صرف المساعدات النقدية للمستحقين في نحو 35 مركزاً خاصاً في 6 محافظات يمنية تحت سيطرتها، وهي صنعاء، وإب، والمحويت، وذمار، وريمة، وعمران، من خلال ما سمته «المرحلة الـ18 لمشروع الحوالات النقدية للمستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية».

إشراف عناصر حوثية على عملية صرف مساعدات نقدية طارئة في محافظة إب (إعلام حوثي)

ويستهدف مشروع الحوالات النقدية المموَّل من البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف)، في هذه المرحلة، ما يزيد على مليون ونصف المليون أسرة، تضم نحو 10 ملايين شخص في صنعاء وبقية المحافظات، بينما يبلغ إجمالي المبلغ المخصص بوصفه معونات نقدية في هذه المرحلة أكثر من 63 مليون دولار.

واشتكى مستفيدون من تلك الحوالات في صنعاء ومدن أخرى لـ«الشرق الأوسط»، من عراقيل وصعوبات مستمرة تتعمد الجماعة وضعها، وتؤدي لإيقاف عملية صرف المساعدات النقدية ساعات وأحياناً أياماً، في مراكز عدة؛ الأمر الذي يزيد من معاناتهم ومتاعبهم نتيجة الوقوف ساعات طويلة أمام تلك المراكز.

وتتم عملية الصرف التي يُشرِف عليها عناصر يتبعون ما يسمى «المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية»، وهو هيئة مخابراتية شكَّلتها الجماعة للرقابة على أنشطة الإغاثة والمنظمات الدولية والمحلية، إضافة إلى موظفين في بنك الأمل وصندوق التنمية الاجتماعي، عبر أكثر من 2500 مركز صرف تنتشر في نحو 40 ألف قرية.

جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

ويبرر هؤلاء المشرفون إيقاف عمليات الصرف في تلك المراكز وحرمان المستفيدين من الحصول على مستحقاتهم المالية الزهيدة، بزعم عدم انتظام المستفيدين في طوابير خاصة بعملية التسلُّم، وعدم تجهيز كشوفات أسماء بعض المستفيدين، إضافة إلى التحجج بوجود أعطال فنية في المراكز.

استقطاع متكرر

كشف مستفيدون آخرون من تلك الحوالات في قرى عدة في مديريات العدين وحبيش ومذيخرة في محافظة إب، ومديريات الجبين والجعفرية في محافظة ريمة، والرجم وحفاش في المحويت، وعتمة في ذمار، والعشة في عمران، ومناطق أخرى في صنعاء، عن وجود استقطاعات حوثية حالية من مستحقاتهم الزهيدة لدعم جبهات القتال.

ولفت المستفيدون إلى أن تلك الاستقطاعات يسبقها في كل مرة عمليات إيقاف متعمدة للصرف ساعات طويلة، دون إبداء الأسباب.

الجوع والفقر يدفعان يمنيين في صنعاء للتسول (الشرق الأوسط)

وبيَّن (أمين ع.)، وهو أحد المقربين من أحد المستفيدين من الضمان الاجتماعي في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن قريبه لم يتسلم هذه المرة سوى مبلغ يساوي 15 دولاراً أميركياً تقريباً (8 آلاف ريال يمني)، وتفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار يساوي (536 ريالاً) كمساعدة نقدية مخصصة له، وذلك بعد عناء وجهد من أحد مراكز الصرف في ضواحي مدينة العدين.

وأوضح أن قريبه سبق له أن تَسَلَّمَ في المرحلة السابقة مبلغ 22 دولاراً (12 ألف ريال)، أي أنه تم استقطاع ثلث مستحقاته هذه المرة.

واتُّهم أمين الجماعة باستهداف الفقراء بشكل متكرر، ونهب كل مدخرات وموارد برامج الحماية الاجتماعية (شبكات الضمان الاجتماعي)، ما أدى إلى تعميق الفقر وارتفاع نسبته، وفقدان اليمنيين في عموم مناطق سيطرتها للحماية.

تدمير شبكة الضمان

ليست المرة الأولى التي تعرقل فيها الجماعة الحوثية صرف المساعدات العينية أو النقدية لصالح الفقراء والنازحين؛ إذ سبق أن اشتكى مستفيدون في مدن تحت سيطرتها مرات عدة من عمليات نهب واستقطاع مستحقاتهم.

وكشفت مصادر حقوقية في يونيو (حزيران) من العام قبل الماضي عن استقطاع قيادات انقلابية تدير مكاتب الشؤون الاجتماعية في المحافظات التي تحت سيطرتها، مبالغ من مستحقات الفقراء المستفيدين من مشروع الضمان الاجتماعي، تراوحت في حينها بين 6 و12 دولاراً (3 آلاف و7 آلاف ريال) عن كل حالة.

أسر يمنية في صنعاء تلجأ للحصول على وجبات طعام من مخلفات القمامة (الشرق الأوسط)

كما اتهمت المصادر الجماعة حينها بعدم مراعاة معاناة آلاف الأسر المعوزة المستفيدة من تلك المبالغ، وقد باتت مُعظمها لا تملك أي مصادر دخل غير تلك المستحقات الزهيدة التي تُصْرف لها كل 3 أشهر بعد انقطاع دام أعواماً، بفعل سطو قادة الجماعة على أرصدة صندوق الضمان الاجتماعي.

وأظهرت تقارير محلية وأخرى دولية تعرُّض عدد من الصناديق الإيرادية بما فيها «صناديق التقاعد» في مناطق سيطرة الجماعة لعمليات سطو منظمة، من بينها صندوق الضمان الاجتماعي، وصندوق النشء والشباب، وصندوق مؤسسة التأمينات الاجتماعية.

وعمدت الجماعة عقب انقلابها، وفق التقارير، إلى نهب أموال صناديق التقاعد، وأوقفت في المقابل مشاريع البنية التحتية، كما أحجمت عن تسديد ديونها للبنوك ومؤسسات التمويل الأصغر، ما قاد هذه المكونات التي تقدم العون والمساعدة لشريحة كبيرة من اليمنيين، إلى التوقف عن العمل.