بعد أشهر من الإصابة... متعافون من «كورونا» يشكون من صعوبة في التنفس وإرهاق مفرط

أطباء يودّعون أحد المتعافين من «كورونا» بالصين (أ.ف.ب)
أطباء يودّعون أحد المتعافين من «كورونا» بالصين (أ.ف.ب)
TT

بعد أشهر من الإصابة... متعافون من «كورونا» يشكون من صعوبة في التنفس وإرهاق مفرط

أطباء يودّعون أحد المتعافين من «كورونا» بالصين (أ.ف.ب)
أطباء يودّعون أحد المتعافين من «كورونا» بالصين (أ.ف.ب)

أبلغ عدد من الأشخاص المتعافين من فيروس «كورونا» المستجد عن معاناتهم من صعوبة في التنفس وإرهاق مزمن بعد أشهر من تعافيهم من المرض، حسبما نقلته دراسة بريطانية جديدة.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أجرى باحثون من جامعة بريستول البريطانية دراسة على 110 مرضى بفيروس «كورونا»، تطلبت حالتهم الصحية بقاءهم في المستشفى لمدة 5 أيام في المتوسط، في الفترة ما بين 30 مارس (آذار) و3 يونيو (حزيران) الماضيين.
وبعد 12 أسبوعاً من خروج هؤلاء المرضى من المستشفى، أبلغ 74 في المائة منهم عن معاناتهم من ضيق التنفس والإرهاق المفرط.
وقالت إحدى المريضات، وتدعى لوسي غاهان، وهي طبيبة نفسية، إن حياتها لم تعد إلى طبيعتها بعدُ رغم تعافيها من الفيروس منذ أشهر عدة.
ولفتت غاهان إلى أنها تشعر باستمرار بضيق في التنفس وخدر (تنميل) في يديها وقدميها وسرعة في ضربات قلبها بعد أدائها أي مهام بسيطة.
من جهته، قال كوري كوبرسميث، مستشار اللياقة البدنية البالغ من العمر 36 عاماً، إنه أصبح غير قادر على العمل رغم تعافيه من «كورونا» منذ فبراير (شباط) الماضي، وذلك بسبب شعوره الدائم بصعوبة في التنفس.
وأضاف كوبرسميث: «دفعني ذلك إلى إجراء فحوصات على الرئة، وقد جاءت نتيجتها طبيعية جداً؛ بل قال الطبيب لي: (وظيفة رئتيك مذهلة)، ومن ثم لم يكن أمامي حل إلا شراء جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP)، وهو جهاز به قناع وجه يدفع الأكسجين إلى الرئتين».
ومن المعروف أن فيروس «كورونا» يهاجم كثيراً من أجزاء الجسم خارج الجهاز التنفسي، مما يتسبب في تلف يبدأ من مُقَل العيون إلى أصابع القدم، مروراً بالأمعاء والكلى. كما أن الأجهزة المناعية للمرضى قد تتخذ رد فعل مفرطاً لمحاربة العدوى، مما يضاعف الضرر الناتج.
وسبق أن أفادت «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها» في شهر يوليو (تموز) الماضي، بأن عدداً كبيراً من مرضى «كورونا» لا يتعافون بسرعة، وبأنهم يعانون من أعراض «طويلة الأمد» قد تستمر معهم لسنوات.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر بعض الدراسات الصغيرة التي أجريت في هونغ كونغ ومدينة ووهان الصينية، أن المتعافين من الفيروس يعانون من مشكلات في الرئتين والقلب والكبد بعد أشهر من شفائهم.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ الولايات المتحدة تزيد القيود على تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة ستزيد القيود على لقاحات كوفيد

تعتزم الولايات المتحدة زيادة القيود على تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد، مع حصر التوصية بها للأشخاص في سن 65 عاماً وما فوق أو لأولئك المعرضين للخطر بصورة أكبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)

«منظمة الصحة» تتبنى اتفاقاً تاريخياً لمكافحة الجوائح العالمية

شكّلت جائحة «كوفيد 19» صدمة عالمية، وذكّرت بأن الفيروسات لا تعترف بالحدود، وبأن أي بلد، مهما بلغت قوته، لا يستطيع بمفرده مواجهة أزمة صحية عالمية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
علوم «لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

«لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

لا تؤثر على الحمض النووي للإنسان ولا تندمج مع الجينوم

آسيا رجل يمر أمام مجسمَيْن لفيروس «كورونا» (رويترز)

الصين: «كوفيد - 19» نشأ في الولايات المتحدة

أعادت الصين تكرار مزاعمها بأن «كوفيد - 19» ربما نشأ في الولايات المتحدة، وذلك في تقرير أصدرته أمس الأربعاء حول استجابتها للجائحة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

حفل «هولوغرامي» كامل العدد لـ«العندليب» بالمغرب رغم الأزمات

الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)
الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)
TT

حفل «هولوغرامي» كامل العدد لـ«العندليب» بالمغرب رغم الأزمات

الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)
الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)

استعان مهرجان «موازين»، في دورته الـ 20 والتي تقام فعالياتها حالياً في العاصمة المغربية الرباط، بشخص شبيه للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، ليجسد صورته «الهولوغرامية»، مع الاستعانة بصوته الأصلي لتقديم عدد من أغنياته، التي تعود ملكيتها للمنتج محسن جابر، وذلك لتجاوز الأزمة التي نشبت قبل الحفل بين ورثة العندليب وإدارة المهرجان.

وخرج الحفل «الهولوغرامي»، الذي أقيم على خشبة «المسرح الوطني... محمد الخامس» للنور، ورفع شعار «كامل العدد»، حسب إدارة المهرجان، بعد أزمة كبيرة دارت خلال الأيام الماضية بين ورثة العندليب، وإدارة مهرجان «موازين»، التي استعانت بشركة أخرى غير التي تتعاون مع الورثة، نظراً لأنها ليست شركة مغربية خالصة، وفق بيان للمهرجان.

جانب من حفل العندليب الهولوغرامي في «موازين» (إدارة المهرجان)

الحفل الذي رفع شعار «كامل العدد»، حضره نخبة من الشخصيات الرسمية، وفق بيان المهرجان، الذي أكد أن كل ما نشر عن إلغائه أو منعه لا يمت للحقيقة بصلة، وكان الغرض منه إثارة الجدل فقط، وأنه أُقيم بشكل قانوني، بعد حصولهم والشركة المنظمة على جميع التصريحات الرسمية من المنتج محسن جابر، صاحب الحقوق الحصرية لأرشيف عبد الحليم.

وتعليقاً على الحضور اللافت للحفل، «الهولوغرامي»، من جميع المراحل العمرية، حسب البيان، وبعيداً عن أزمة «الملكية الفكرية»، يرى نقاد أن الحنين للكلمة واللحن، وحضور أحد نجوم «الزمن الجميل»، مجدداً هو أساس جماهيرية هذه الحفلات.

الناقد الموسيقي المصري محمد شميس يرى أن هذا النوع من الحفلات الغنائية ينعش الحنين لمطرب تابعه جمهوره، وارتبطوا بأعماله وأغنياته على الشاشة، لافتاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن رؤيته مجدداً على المسرح عن طريق هذه التقنية والتفاعل معه، أمر رائع وشعور جيد، لذلك تحظى هذه الحفلات غالباً بحضور، خصوصاً إذا كانت لمطرب له جماهيرية طاغية.

الملصق الترويجي للحفل الهولوغرامي للعندليب عبد الحليم حافظ (حساب المهرجان بـ فيسبوك)

وافتتح الحفل، بأغنية «الماء والخضرة والوجه الحسن»، التي قدمها عبد الحليم خصيصاً للمملكة المغربية، كما استمع الجمهور خلال الحفل لباقة من أغنيات «العندليب» الشهيرة من بينها، «أول مرة تحب يا قلبي»، و«بلاش عتاب»، و«أسمر يا أسمراني»، و«جبار»، و«بتلوموني ليه»، و«جانا الهوا»، و«حبك نار»، و«سواح».

ورغم شعار «كامل العدد»، الذي رفعه الحفل، وفق إدارة المهرجان، لكن حساب «عبد الحليم»، بـ«فيسبوك»، وصفه بأنه «مهزلة وفضيحة كبري، ومثير للاشمئزاز»، حيث ظهر حليم بشكل كارتوني مضحك، حسبما كتبت الصفحة، واستكمل الحساب الذي يدار بمعرفة «ورثة» العندليب، بأن «الحفل سيكون سقطة في حق المهرجان».

وبدأت أزمة الحفل التي أثيرت خلال الأيام الماضية، عقب إعلان صفحات المهرجان «السوشيالية»، عن إقامته، الأمر الذي أثار حفيظة أسرة العندليب، والتي أعلنت عبر بيان صحافي، أنها ستقوم بمقاضاة القائمين على المهرجان، والشركة المنفذة للحفل، لعدم التواصل أو الاتفاق معهم بشأن استخدام اسم أو صورة عبد الحليم.

جانب من حفل العندليب الهولوغرامي في «موازين» (إدارة المهرجان)

ويقول الناقد الموسيقي المصري أمجد مصطفى: «إن هذا النوع من الحفلات يحظى بحضور كبير، نظراً للحنين الجارف لهؤلاء النجوم، وأعمالهم التي أثرت الساحة الفنية»، وأوضح مصطفى لـ«الشرق الأوسط»، أن إقامة هذه الحفلات في إطار منظم وعدم الإساءة لاسم النجم وشكله، أمر رائع ومتاح لتوثيق حضورهم مجدداً، كي تتعرف عليهم الأجيال الحالية.

وأكد مصطفى أن من حق «ورثة»، عبد الحليم، الاعتراض على إقامة الحفل إذا كان يسيء له، لكن خلاف ذلك فوجود اسمه، وغيره من النجوم بأعمالهم في حفلات وأعمال درامية أيضاً، أمر مهم للتوثيق الفني.

لم يكن حفل «العندليب»، الهولوغرامي، الأول من نوعه خلال مهرجان «موازين»، فقد تم استخدام التقنية نفسها، العام الماضي، في حفلين سابقين لـ«أم كلثوم»، وفق إدارة المهرجان.

الناقد الفني المصري محمد شوقي أكد أن نجاح هذه الحفلات يعود لكون الأغنيات التي تقدم بها تحمل مشاعر وأحاسيس ومعاني افتقدناها بشكل كبير في الإنتاجات الفنية الحالية، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الحفلات تعد فرصة جيدة للتحليق في سماء الفن، وظاهرة صحية نتيجة الظروف القاسية التي نعيشها».

وقدم عبد الحليم حافظ عدداً كبيراً من الأفلام العربية، التي اتسمت بالطابع الغنائي من بينها، «لحن الوفاء»، و«أيامنا الحلوة»، و«موعد غرام»، و«دليلة»، و«الوسادة الخالية»، و«شارع الحب»، و«يوم من عمري»، و«الخطايا»، «أبي فوق الشجرة»... وغيرها.