إردوغان لماكرون: ستواجه مشكلات معي شخصياً

أنقرة تدعو أثينا إلى {عدم الوقوع في فخ} مصالح دول أخرى

إردوغان خلال خطاب هاجم فيه الرئيس الفرنسي  (أ.ب)
إردوغان خلال خطاب هاجم فيه الرئيس الفرنسي (أ.ب)
TT

إردوغان لماكرون: ستواجه مشكلات معي شخصياً

إردوغان خلال خطاب هاجم فيه الرئيس الفرنسي  (أ.ب)
إردوغان خلال خطاب هاجم فيه الرئيس الفرنسي (أ.ب)

تصاعد التراشق بين تركيا وفرنسا وازداد سخونة مع استمرار التوتر في شرق البحر المتوسط واتهامات أنقرة لباريس بتحريض اليونان للعبث بمصالح تركيا. فيما دعت أنقرة جارتها الأوروبية إلى عدم الوقوع في فخ دول أخرى تسعى لتحقيق مصالح في المنطقة.
ووجه الرئيس التركي طيب رجب طيب إردوغان، تحذيراً شديد اللهجة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه «سيواجه مشكلات معه شخصياً» واتهمه بالجهل وبتحريض اليونان والعبث بمصالح تركيا. وقال إردوغان، في كلمة أمس (السبت): «سيد ماكرون... سيكون لديك المزيد من المشكلات معي شخصياً»، مضيفاً: «لا تمتلك معلومات تاريخية وتجهل حتى تاريخ فرنسا، فدعك من الانشغال بتركيا وشعبها».
ورأى إردوغان أن اليونان تقوم بأعمال خاطئة، ودعاها إلى عدم سلك السير في هذا الطريق وتوعدها بـ«العزلة الشديدة». وفي خطوة تصعيدية جديدة مع تركيا، ورداً على استئناف سفنها أنشطة التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص، أمر ماكرون بتعزيز مؤقت للقوات البحرية والجوية الفرنسية شرق المتوسط، أمس، ليؤكد مجدداً أن شرق المتوسط «خط أحمر» أمام تركيا، كما صرح بذلك من قبل.
في السياق ذاته، دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليونان إلى تجنب الوقوع في فخ الاستغلال من قِبل دول أخرى، قال إنها تسعى لتحقيق مصالحها، في إشارة ضمنية إلى فرنسا. وقال أكار، بمناسبة افتتاح السنة الدراسية في قيادة قوات المشاة البحرية والبرمائية بمدينة إزمير (غرب تركيا)، إن الدول التي تحيك المكائد لتركيا في مسألة شرق المتوسط، سيكون مصيرها الخسران، كما حدث في التاريخ. وعبّر عن أمله ألا تكون اليونان «طَبقاً على مائدة دول أخرى تريد استغلالها»، قائلاً: «نحن دائماً نذكّرهم بهذا، أتمنى أنهم يعون هذا الأمر».
ورأى وزير الدفاع التركي أنه من أجل خفض التصعيد في شرق المتوسط ينبغي على بعض الدول التزام الصمت، مضيفاً: «لا داعي لأن يقوموا بشيء، كل ما عليهم أن يفعلوه هو الصمت».
وقال أكار إن تركيا دائماً تؤيد حل الخلافات في شرق المتوسط استناداً إلى القوانين الدولية، ومراعاة حسن الجوار، والحوار بناءً على الاحترام المتبادل، مشيراً إلى أن منطقة شرق المتوسط شهدت في الأيام الـ15 الأخيرة 4 مناورات حربية مشتركة بين دول عدة، ومناورة غير مشتركة، متسائلاً: «إن لم تكن هذه المناورات تهديداً لنا، فما التهديد إذن؟». وأشار إلى أن بعض الدول التي ليست لها علاقة بشرق المتوسط قدمت إلى المنطقة، قائلاً: «على الجميع أن يعلم أن المجيء إلى هنا والقيام بأنشطة في سبيل أدوار مختلفة لن يساعد بأي شكل من الأشكال في تحقيق السلام والاستقرار، بل على العكس من ذلك، سيزيد التوتر ويصعده». ولفت إلى أن هناك من يحاولون إيجاد دور يؤججون به الأزمات في ليبيا وسوريا والبحر المتوسط ​​وأفريقيا بأفعالهم وخطاباتهم. وأكد أن بلاده مصممة على مواصلة حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشعب التركي والقبارصة الأتراك في شرق المتوسط.
وأطلقت تركيا، أمس، مناورة للرماية بالذخيرة الحية، تستمر 3 أيام، قبالة سواحل قبرص. وقالت وزارة الدفاع التركية إن سفنها الحربية تواصل حماية سفن التنقيب والمسح الجيولوجي، في البحرين المتوسط والأسود. وأضافت في بيان أن السفن الحربية ستواصل مرافقة سفن التنقيب والمسح الجيولوجي، وهي «أوروتش رئيس»، و«خير الدين بربروس باشا»، و«ياووز» التي تعمل في البحر المتوسط و«الفاتح» التي تعمل في البحر الأسود.
في الوقت ذاته، بحث إردوغان مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية وفي مقدمتها التوتر في شرق المتوسط. كما بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، التطورات في الشرق في شرق المتوسط مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو.



التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
TT

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

تم اختيار مراقب من الأمم المتحدة لقيادة تحقيق خارجي في مزاعم سوء سلوك جنسي ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وفقا لما علمته وكالة أسوشيتد برس أمس الثلاثاء.

ومن المرجح أن يثير هذا القرار مخاوف تتعلق بتضارب المصالح نظرا لعمل زوجة المدعي العام السابق في الهيئة الرقابية.

وقدم خان تحديثات حول التحقيقات الحساسة سياسيا التي تجريها المحكمة في جرائم حرب وفظائع في أوكرانيا وغزة وفنزويلا، وغيرها من مناطق النزاع خلال اجتماع المؤسسة السنوي هذا الأسبوع في لاهاي بهولندا. لكن الاتهامات ضد خان خيمت على اجتماع الدول الأعضاء الـ124 في المحكمة الجنائية الدولية.

فقد كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس في أكتوبر (تشرين الأول) أنه بينما كان خان يعد أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، كان يواجه في الوقت ذاته اتهامات داخلية بمحاولة الضغط على إحدى مساعداته لإقامة علاقة جنسية معها، واتهامات بأنه تحرش بها ضد إرادتها على مدار عدة أشهر.

وفي اجتماع هذا الأسبوع، قالت بايفي كاوكرانتا، الدبلوماسية الفنلندية التي تترأس حاليا الهيئة الرقابية للمحكمة الجنائية الدولية، للمندوبين إنها استقرت على اختيار مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، حسبما أفاد دبلوماسيان لوكالة أسوشيتد برس طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المحادثات المغلقة.

وأعربت منظمتان حقوقيتان مرموقتان الشهر الماضي عن قلقهما بشأن احتمال اختيار الأمم المتحدة لهذا التحقيق بسبب عمل زوجة خان، وهي محامية بارزة في حقوق الإنسان، في الوكالة في كينيا بين عامي 2019 و2020 للتحقيق في

حالات التحرش الجنسي. وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومبادرات النساء من أجل العدالة القائمة على النوع، في بيان مشترك إنه يجب أن يتم تعليق عمل خان أثناء إجراء التحقيق، ودعتا إلى «التدقيق الشامل في الجهة أو الهيئة المختارة للتحقيق لضمان عدم تضارب المصالح وامتلاكها الخبرة المثبتة».

وأضافت المنظمتان أن «العلاقة الوثيقة» بين خان والوكالة التابعة للأمم المتحدة تتطلب مزيدا من التدقيق. وقالت المنظمتان: «نوصي بشدة بضمان معالجة هذه المخاوف بشكل علني وشفاف قبل تكليف مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة بالتحقيق».