من يكون المرشح السابع لترؤس البعثة الأممية في ليبيا؟

البلغاري ملادينوف عاصر قضية «الإيدز» الشهيرة إبان حكم القذافي

نيكولاي ملادينوف
نيكولاي ملادينوف
TT

من يكون المرشح السابع لترؤس البعثة الأممية في ليبيا؟

نيكولاي ملادينوف
نيكولاي ملادينوف

بدا أن الأمم المتحدة بصدد تسمية السياسي والدبلوماسي البلغاري المخضرم، نيكولاي ملادينوف، رئيساً لبعثتها في ليبيا، كسابع مبعوث أممي في هذا البلد الذي تمزقه الحرب الأهلية، المستمرة منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
وقالت مصادر ليبية ووسائل إعلام محلية إن نيكولاي، وزير الخارجية والدفاع السابق في بلغاريا، الذي يشغل حالياً منصب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، والذي تقلد في السابق منصب ممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، سيتم تعيينه رئيسا جديدا للبعثة الأممية، خلفا لستيفاني ويليامز، الدبلوماسية الأميركية التي تتولى حالياً رئاسة البعثة بالإنابة.
ونقلت تقارير عن دبلوماسيين أن مجلس الأمن الدولي، الذي اتفق على تعيين نيكولاي، سيعلن ذلك خلال تصويته مطلع الأسبوع المقبل على مشروع قرار يستهدف أيضا تمديد بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عاماً إضافياً.
وبحكم توليه مناصب رسمية في الحكومة البلغارية، يعتبر نيكولاي أحد أبرز ساستها الذين عاصروا قضية «الإيدز» البلغارية المعروفة، وذلك عندما اتهم نظام القذافي عام 1999 خمس ممرضات بلغاريات، وطبيبا فلسطينيا بإصابة أكثر من 400 طفل ليبي بفيروس (إتش. آي. في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، قبل أن يفرج لاحقا عنهم بعد اتفاق شبه دولي عام 2007.
وتقول سيرته الذاتية إن ملادينوف المولود في الخامس من مايو (أيار) 1972 في العاصمة البلغارية صوفيا، تولى منصب وزير الدفاع في بلغاريا لنحو سبعة أشهر، ما بين يوليو (تموز) 2009 إلى يناير (كانون الثاني) 2010، قبل تعيينه وزيرا للخارجية حتى ربيع عام 2013.
وفي الثاني من شهر مارس (آذار) الماضي أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا، غسان سلامة، الاستقالة من المنصب الذي شغله لأكثر من عامين بشكل مفاجئ نظرا لحالته الصحية، وبسبب شعوره بالإجهاد، إثر تعليق ممثلين عن طرفي الصراع الرئيسيين في ليبيا مشاركتهم في محادثات سلام، كانت مقررة في مدينة جنيف السويسرية.
وخلال الأسبوع الماضي، طلب سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة، كريستوف هويسجن، من الولايات المتحدة ألا تمنع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تعيين مبعوث جديد للمنظمة الدولية في ليبيا. وقال بهذا الخصوص: «لقد كانت هناك تساؤلات أثارها شركاؤنا الأميركيون فيما يتعلق بهيكل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا. نعتقد أنه يمكن مناقشة ذلك، لكن يجب على الولايات المتحدة ألا تمنع الأمين العام من تعيين شخص يحل محل غسان سلامة».
وراجت تكهنات دبلوماسية بأن واشنطن تريد اختيار رئيس لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وشخص آخر يركز على التوسط من أجل السلام في ليبيا، رغم اعتراض بعض الأعضاء الخمسة عشر، رفضوا المقترح الأميركي بتقسيم الدور.
وقال دبلوماسيون إن غوتيريش اقترح أن تحل وزيرة خارجية غانا السابقة ومبعوثة الأمم المتحدة الحالية لدى الاتحاد الأفريقي، حنا تيته، محل سلامة. فيما تقول واشنطن إنها يمكن أن تدعم ترشيحها بعد أن يعين غوتيريش وسيطا خاصا.
وسبق أن اقترحت الولايات المتحدة أن تكون رئيسة الوزراء الدنماركية السابقة، هيلي ثورنينغ شميت، مبعوثا خاصا، لكن دبلوماسيين قالوا إنها انسحبت من نفسها. وفي شهر أبريل (نيسان) الماضي، سحب وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة موافقته المبدئية لتولي المنصب، بعدما فشلت مشاورات غوتيريش في الحصول على إجماع مجلس الأمن الدولي حول شخصه.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.