الصومال: انتحاري يقتل 7 في هجوم على مطعم قرب القصر الرئاسي

حركة «الشباب» ضالعة في التفجير

TT

الصومال: انتحاري يقتل 7 في هجوم على مطعم قرب القصر الرئاسي

قالت الشرطة الصومالية إن انتحاريا نفذ هجوما استهدف مطعما شعبيا بالقرب من قصر الرئاسة في العاصمة مقديشو، أسفر عن مقتله وسبعة آخرين. وقال ضابط الشرطة، علي حسن، لوكالة الأنباء الألمانية أول من أمس إن القتلى ضابط شرطة وستة مدنيين. وأصيب عشرات آخرون من رواد المطعم». ودخل الانتحاري وهو يرتدي سترة مفخخة، مطعم «بلو سكاي» حوالي الساعة 30 :5 مساء بالتوقيت المحلي ( 14:30 بتوقيت غرينتش).
وقال الضابط إن المطعم يقع على مسافة 600 متر من القصر الرئاسي، في حي حمروين بالعاصمة الصومالية، ويرتاده مسؤولون حكوميون بشكل دوري. وتتوقع الشرطة الصومالية ارتفاع حصيلة القتلى، حيث إن إصابات عدد من الجرحى خطيرة. وقال شاهد عيان من الحي الذي شهد الانفجار، إنه رأى جثة صبي بين القتلى. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، وتشتبه الشرطة أن جماعة الشباب المتطرفة ضالعة في التفجير. وتشن جماعة الشباب، التي لها صلات بتنظيم «القاعدة»، هجمات بشكل دوري تستهدف مسؤولين حكوميين وصحافيين ورجال أعمال بارزين وكذلك المدنيين في الصومال التي تعاني من الاضطرابات. في غضون ذلك. لقي ما لا يقل عن 15 شخصا حتفهم أول من أمس جراء قيام مسلحين من حركة «الشباب» بمهاجمة مقار حكومية ونقاط تفتيش تابعة للجيش في بلدة «بلعد» الاستراتيجية. وقال المتحدث باسم الحكومة الصومالية إسماعيل مختار عمر إن الهجوم أعقبه إطلاق نار كثيف بين قوات الأمن الصومالية والمسلحين في البلدة، الواقعة على مسافة 30 كيلومترا شمال العاصمة مقديشو. وقالت مصادر، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «الإرهابيين حاولوا السيطرة على البلدة بالكامل، لكنهم دفعوا ثمنا باهظا، حيث تصدت قواتنا الأمنية لهم ما أسفر عن مقتل 14 منهم على الفور». وأضاف: «الوضع في «بلعد» هادئ الآن. فقدنا جنديا، وأصيب سبعة مدنيين بطلقات عشوائية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.