أعادت الولايات المتحدة، سراً، إلى العراق نهاية الشهر الماضي أرشيف وثائق مهمة لحزب البعث المنحل، يزن 48 طناً، يُنذر بفتح جراح ماضٍ مؤلم.
وبعد أشهر قليلة من الإطاحة بنظام صدام حسين عبر الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003، عُثر على خمسة ملايين صفحة في مقر لحزب البعث، واستعانت القوات الأميركية آنذاك بالمعارض القديم كنعان مكية والكاتب والناشط مصطفى الكاظمي الذي أصبح اليوم رئيس وزراء العراق، للاطلاع على محتويات تلك الوثائق. وقال مكية لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنا نقرأ الوثائق وأدركنا أننا أمام شيء كبير». وبين الوثائق، كانت هناك إضبارات لأعضاء في حزب البعث ورسائل مخاطبات بين الحزب ووزارات تتعلق بأمور إدارية، وإعدامات تقارير كُتبت من عراقيين يتهمهم جيرانهم بانتقاد صدام حسين، وأخرى تتحدث عن شكوك حول خيانة جنود عراقيين تعرضوا للأسر خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988). وبعد إعادته إلى العراق في 31 أغسطس (آب) خُزنت الوثائق على الفور في موقع مجهول.