«الصحة العالمية»: الفيروس يتسارع في دول عربية سيطرت عليه

تونس تسجل قفزة في الحالات... وإصابات في مخيم الزعتري بالأردن

ممرضة تخضع تونسياً لفحص «كورونا» في مستشفى عسكري الشهر الماضي (أ.ف.ب)
ممرضة تخضع تونسياً لفحص «كورونا» في مستشفى عسكري الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية»: الفيروس يتسارع في دول عربية سيطرت عليه

ممرضة تخضع تونسياً لفحص «كورونا» في مستشفى عسكري الشهر الماضي (أ.ف.ب)
ممرضة تخضع تونسياً لفحص «كورونا» في مستشفى عسكري الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن عدد الإصابات بوباء «كوفيد- 19» في منطقة شرق المتوسط تجاوز مليوني حالة، محذرة من أن بعض الدول التي نجحت في السيطرة على الوباء تسجل تسارعاً في انتشار العدوى.
وقال أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في بيان: «وصل إقليمنا هذا الأسبوع إلى مرحلة مهمة أخرى، إذ تجاوز عدد حالات الإصابة بمرض (كوفيد- 19) مليوني حالة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وطالبت المنظمة البلدان الـ22 في المنطقة بـ«مواصلة تنفيذ تدابير الوقاية المعروفة والمُثْبَتة»؛ خصوصاً مع بدء العام الدراسي واقتراب فصل الشتاء وموسم عدوى الإنفلونزا. وقال المنظري إن «هناك بلداناً عديدة نجحت في السيطرة على سريان المرض قبل بضعة أشهر، منها المغرب وتونس والأردن ولبنان؛ لكنها تشهد الآن تسارعاً في وتيرة ظهور الحالات». وأضاف أن «بلداناً أخرى تشهد اتجاهات متزايدة، مثل ليبيا والأرض الفلسطينية المحتلة والبحرين والإمارات العربية المتحدة».
وحتى الآن، أودى فيروس «كورونا» المستجد بنحو 900 ألف شخص في العالم، منذ ظهوره في الصين في ديسمبر (كانون الأول)، حسب إحصاءات المنظمة.
وفي هذا السياق، أحصت وزارة الصحة في تونس أمس حصيلة إصابات قياسية بـ465 حالة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد خلال 24 ساعة، وهو رقم غير مسبوق في البلاد منذ مارس (آذار) الماضي.
وتشهد تونس زيادات متسارعة للفيروس منذ أسابيع، ليبلغ إجمالي الإصابات 4681 إصابة و49 حالة وفاة منذ 27 يونيو (حزيران) الماضي، تاريخ إعادة فتح الحدود أمام الرحلات الدولية، بعد فترة إغلاق استمرت أكثر من ثلاثة أشهر.
من جهتها، أعلنت حكومة الإمارات تسجيل 930 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد، وهو أكبر رقم يومي مسجل للإصابات منذ أربعة أشهر. بينما أكد الأردن أمس تسجيل أول حالات إصابة بفيروس «كورونا»، وعددها ثلاث، في أكبر مخيم للاجئين السوريين بعد أيام قليلة من اكتشاف حالتي إصابة في مخيم لاجئين أصغر حجماً، وفق وكالة «رويترز».
ونقل تلفزيون «المملكة» عن محافظ المفرق ياسر العدوان، قوله إن الحالات في مخيم الزعتري تشمل أردنيين يعملان هناك ولاجئة سورية. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، إن اللاجئة المصابة أرسلت لمنطقة عزل، ويجري الآن تتبع المخالطين لها. ويضم المخيم نحو 77 ألف لاجئ سوري.
كما أكدت المفوضية، الثلاثاء، أن السلطات الأردنية سجلت أول حالتي إصابة بفيروس «كورونا» في مخيم الأزرق للاجئين السوريين منذ الكشف عن الجائحة في المملكة.
وهناك عدد من السوريين المصابين بالمرض خارج المخيمات من بين نحو 2739 حالة إصابة حتى الآن في الأردن، منذ تسجيل حالة الإصابة الأولى في الثاني من مارس. ويعيش معظم اللاجئين السوريين المسجلين لدى الأمم المتحدة في الأردن، وعددهم 665 ألف لاجئ، في مناطق حضرية، كما ذكرت «رويترز».
على صعيد متصل، قالت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية أمس، إن قرار شركة «أسترازينيكا» وقف تجربة لقاحها لفيروس «كورونا» بعد مرض أحد المشاركين هو «جرس إنذار»؛ لكن لا ينبغي أن يثبط عزيمة الباحثين.
وقالت سمية سواميناثان، في إفادة إعلامية افتراضية، من جنيف: «هذه دعوة للتنبه لإدراك أن هناك تقلبات في التطور الإكلينيكي، ويجب أن نكون مستعدين». وأضافت: «لا يجب أن يثبط ذلك عزيمتنا. هذه الأشياء تحدث».
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى جمع 35 مليار دولار إضافية، منها 15 ملياراً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لتمويل برنامج تابع لمنظمة الصحة العالمية يدعم توفر لقاحات للوقاية من «كوفيد- 19» في أنحاء العالم.
وبلغ إجمالي المساهمات في ذلك البرنامج حتى الآن ثلاثة مليارات دولار، وهو ما وصفه غوتيريش أمس في اجتماع عبر الإنترنت بأنه «تمويل أولي زهيد» لما تستهدفه منظمة الصحة العالمية، ويشكل أقل من عشرة في المائة مما تحتاجه للبرنامج الذي يسمى اختصاراً «آكت» في إشارة للأحرف الأولى من التوفير السريع لأدوات الوقاية من «كوفيد- 19».
وقال غوتيريش لاجتماع مجلس تشكل للترويج للبرنامج: «نحتاج الآن إلى 35 مليار دولار إضافية لننقل البرنامج من نقطة الانطلاق إلى توسيع النطاق والتأثير... هناك احتياج عاجل وحقيقي لتلك المبالغ. دون ضخ 15 ملياراً في الأشهر الثلاثة المقبلة، اعتباراً من الآن، سنخسر الفرصة السانحة حالياً».


مقالات ذات صلة

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.