أعلنت وزارة الزراعة في دمشق توقيف عدد من المشتبه بهم في التسبب بالحرائق التي تشهدها منطقة الغاب في محافظة حماة وسط سوريا منذ بداية الشهر الجاري.
وجاء في بيان للوزارة حول نتائج التحقيقات الأولية أن الحريق الأول الذي اندلع في ناحية عين الكروم يوم 31 أغسطس (آب) الماضي تم «بفعل فاعل»، في حين اشتعلت حرائق أخرى في المنطقة بسبب الإهمال، حيث جرى توقيف ثلاثة أشخاص مشتبه بهم على ذمة التحقيق في الحريق الأول، ومصادرة خمس سيارات تنقل الأخشاب في ناحية عين الكروم قادمة من مناطق أخرى وفيها سبعة أشخاص تم توقيفهم وما تزال التحقيقات جارية معهم.
أما الحريق الثاني والأخطر، الذي طال محمية الشوح في محافظة اللاذقية وانتقل إلى المناطق الحراجية من جهة الغاب ووصل إلى قرى جورين والفريكة وعين سليمو ونبل الخطيب وعين بدرية وشطحة في شمال غربي سهل الغاب، فقد أظهرت التحقيقات أنه حدث «نتيجة إهمال» من أحد الأشخاص أشعل نارا في متنزه المحمية ولم يستطع السيطرة عليها، وقد تم توقيفه. وكذلك الحريق الثالث الذي حصل في موقع الشيخ زيتون وامتد إلى بيرة الجرد والمجوي والمشرفة في منطقة مصياف فقد تسبب به إحراق أحد الأهالي بقايا مخلفات زراعية في أرضه، وامتدت النار إلى الحراج وجرى توقيفه أيضا. وعن الحرائق الأخرى في حزور وعين حلاقيم والمنطقة المحيطة بهما قال البيان إن التحقيقات ما تزال جارية.
وشككت مصادر محلية في منطقة الغاب بنتائج التحقيقات التي أعلنتها وزارة الزراعة لعدم وجود أراضٍ زراعية في المناطق التي وصلتها الحرائق. وحملت المسؤولية لموظفي دائرة الحراج المعنيين بالحفاظ على الغابات. وأكدت: «أغلب الحرائق تتم بفعل فاعل وهناك من يقوم بعمليات تفحيم داخل الغابات». ولفتت المصادر إلى أن «الطيران لم يستخدم لإطفاء الحرائق طيلة أسبوع من اندلاعها وتمددها، إلا عندما وصلت إلى محيط منطقة عسكرية إيرانية»، مؤكدة أن «الأهالي ومعهم جنود من قوات النظام شاركوا في إطفاء الحرائق بأيديهم ريثما وصلت سيارات الإطفاء التي لم تكن مجهزة للتعامل مع الحرائق في المناطق الجبلية الوعرة، كما أن طواقم الإطفاء المتواجدة في محافظة حماة والطواقم التي جاءت من المحافظات الأخرى لم تكن كافية ولا قادرة على إخماد الحرائق وشاهد الجميع ذلك على شاشات التلفزيون الرسمي الذي قام في الأيام الأخيرة بنقل أنباء الحرائق ووصولها إلى المناطق السكنية، كما أظهرت تقارير التلفزيون الرسمي قيام الأهالي بقطع أغصان الأشجار واستخدامها بإطفاء الحرائق». وتابعت: «كل ذلك حصل على مرأى الجميع قبل أن يتحرك الطيران لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حراج منطقة الغاب».
وتداول ناشطون صورا تظهر عمليات تفحيم داخل الغابات السورية، قالوا إنها ملتقطة الصيف الحالي ضمن محمية الشوح، وما عزز الشكوك بافتعال الحرائق، التقاعس عن استخدام الطائرات في الإطفاء، حيث عبر الكثير من السوريين عبر السوشيال ميديا عن غضبهم من حلفاء النظام لا سيما القوات الروسية المرابضة في محافظتي اللاذقية وطرطوس لعدم مساهمتها في إطفاء الحرائق القريبة من قواعدها، وذلك في الوقت الذي زار فيها وفد روسي سياسي واقتصادي رفيع دمشق لتوقيع المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية.
وبعد أن سجلت الحرائق التي اندلعت في غابات وحراج منطقتي مصياف والغاب في الريف الغربي لمحافظة حماة رقماً قياسيا من حيث أعدادها واتساع مساحات الثروة الحراجية والزراعية التي التهمتها، انضم عدد من حوامات قوات النظام وطائرة إيرانية ضخمة محملة بـ40 طناً من المياه إلى عمليات الإطفاء، وذلك بعد نحو أسبوع من اشتعال الحرائق. حيث تمكنت الطائرات التي تحركت يوم الثلاثاء من إخماد أغلب الحرائق التي شبت في أحراج جبال شطحة، والمنطقة بين اللقبة والحيلونة حسب ما أفادت به وسائل الإعلام الرسمية، مع الإشارة إلى الجهود «المضنية والاستثنائية» التي بذلتها طواقم الإطفاء بالتعاون مع الأهالي وقوى الأمن الداخلي للسيطرة على الحرائق رغم الإمكانيات المحدودة.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن حوامات بمؤازرة من طائرة إيرانية ضخمة «استطاعت السيطرة على معظم الحريق في منطقة شطحة المتاخمة للحدود الإدارية مع محافظة اللاذقية بعد مجابهة النيران في مناطق جبلية وعرة للغاية وكذلك الأمر بالنسبة لحريق الحراج الواقعة بين الحيلونة واللقبة وحريق آخر نشب في جبال منطقة عين الشمس بالريف الغربي لمحافظة حماة وتم إخماد الحريق بشكل شبه كامل. كما أخمد حريق آخر في غابات عين القضيب التابعة لمحافظة طرطوس والمتاخمة لحراج قرية شيحة مصياف. وبعد ثلاثة أيام استطاعت فرق الإطفاء والدفاع المدني إخماد حريق عين حلاقيم وحزور والحكر وبيت عتق بشكل شبه نهائي.
وأفاد محافظ حماة محمد الحزوري في تصريح للإعلان الرسمي بأن خسائر الغابات والأحراج خلال أسبوع من الحرائق تقدر بنحو 8000 دونم من ضمنها نحو 1000 دونم أملاك خاصة وما تبقى أراض حراجية أملاك عامة.
تحقيقات سورية: بعض الحرائق مفتعل... وبعضها الآخر بسبب الإهمال
مصادر في ريف حماة تقول إنها مقصودة لـ«تفحيم الغابات»
تحقيقات سورية: بعض الحرائق مفتعل... وبعضها الآخر بسبب الإهمال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة