علامة سعودية توظّف التراث في تصميم المنتجات العصرية والتقليدية

في ضوء توجيه رسمي للجهات الحكومية باقتناء الأعمال الحرفية الوطنية

فريق عمل «قُرمز»
فريق عمل «قُرمز»
TT

علامة سعودية توظّف التراث في تصميم المنتجات العصرية والتقليدية

فريق عمل «قُرمز»
فريق عمل «قُرمز»

من ديسمبر (كانون الأول) من عام 2017، انطلقت «قُرمز» كعلامة سعودية مختصة ومنحصرة في تصميم المجوهرات اليدويَّة، لتكبر لاحقاً كعلامة تجارية سعودية تقوم على توظيف الحرفيين وكل من هو أهل في المجال، دون الالتفات أو استخدام المعدات الآلية في التصنيع.
وترتكز فكرة العلامة على إحياء التراث والإرث السعودي بأشكاله، باستخدام خشب العُود في الحلي، وتوظيف الزخارف التراثية العربية في التصاميم المختلفة الأخرى.
ويتشكل ذلك في ضوء توجيه رسمي سعودي، للجهات الحكومية باقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحرفية الوطنية في مقراتها، بناءً على مقترح الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد.
ويوضح عبد الرحمن العابد، مؤسس «قُرمز»، أن الأهمية والجوهر يكمنان في بدء وتطبيق الفكرة، أما التطور فيأتي بشكل لاحق بالتدريج، وعلى ذلك، وقع اختياره في التصميم على أن يكون رسالة لإيصال تفاصيل التراث السعودي، وما يحمله من إرث تاريخي يستحق للأجيال أن يتعرفوا عليه من خلال المنتجات ويرتدونه بفخر.
والتقت «الشرق الأوسط» صاحب ومؤسس فكرة «قُرمز»، ذاكراً تفاصيل مراحل نموها، بداية من افتتاح الفرع الأول للمتجر، الذي يعد نقطة الازدهار والتحول للفكرة كما وصفها العابد، تيمناً باسم حي الازدهار الواقع في مدينة الرياض في السعودية.
ويذكر العابد أن الاستثمار الحقيقي بدأ في توظيف فريق متين ومتمكن، الذي هو الأساس في نجاح قُرمز وما وصل إليه حتى الآن، معرجاً على أهم التحديات التي واجهها الفريق في أول مشاركة نوعية، التي كانت في مشروع «نيوم» في البحر الأحمر، في قيام الفريق بصناعة 600 سِوار يدوي في غضون ثلاثة أيام، وتوزيعها على الحضور من 45 دولة وجنسية من حول العالم.
وبعد توسع «قُرمز» وزيادة التنوع في المنتجات، تزايد الطلب عليها، فازداد العبء على الفريق، لفت العابد إلى أن أثناء تلك الفترة ومع البحث تم التوصل إلى عدة أسر متعففة داخل المدينة، وإشراكهم في الصناعة اليدوية بنسبة 20 في المائة كإنتاج خارجي، وصولاً لارتفاع نسبة توظيف الأسر حتى اليوم بنسبة 70 في المائة.
وإيماناً بالحرفيين وإعادة النظر في أهمية توظيف أعمالهم، أوضح العابد أن الحرفي يعد عملة نادرة وذا مكانة عظيمة بين الشعوب، وفي البدء توصل إلى التوقيع مع حرفي واحد، انتهاء بالتوقيع مع 12 حرفيا من داخل وخارج المدينة، يعملون ما بين الخزفيَّات وصناعة الفضة والجلود والخشب وتعبئة العطور، كذلك توظيف واستخدام أعمالهم التراثية الفنية في تصميم المتجر.
ويصف العابد بداية العام الحالي كنقلة وقفزة جديدة وتحد مخيف، في افتتاح فرعين آخرين، أحدهما واقع في منطقة قصر الحكم، الذي توجد به إحدى الوجهات التاريخية المهمة في مدينة الرياض «قصر المصمك»، مشيراً إلى أن قرار اختيار المنطقة يعود إلى ما شهدته فترة السماح بتدشين تأشيرة السياحة في السعودية، وزخم السيَّاح آنذاك الذي ملأ أرجاء المنطقة.
ويضيف العابد على فرع الثميري، أنه تم توظيف تصميم «الكتلة الواحدة»، بمعنى إدراج وعكس كل هوية من المناطق في السعودية، حيث خصص المتجر بتصميم واجهة طينية من الطراز النجدي، والأقواس من الطراز الحجازي، وهيكلة النوافذ بما يشابه فتحات البارود أو التهوية لأبراج قصر المصمك.
ومن جهة أخرى، يرى العابد أنه لا بد من تقدير العمل اليدوي المحلي الذي يستغرق على سبيل المثال للحرفي في حياكة «البشت» من 14 يوما إلى شهر، بعيداً عما يواجهون من تعقيدات ودقة في الصنع، وتفريقه عن المنتج الذي يمكن صناعة الآلاف منه في ساعات واستيراده من الخارج.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.