الأمم المتحدة: جائحة كورونا تهدد عقوداً من العمل على الحد من وفيات الأطفال

طفلة صينية ترتدي كمامة للوقاية من كورونا (رويترز)
طفلة صينية ترتدي كمامة للوقاية من كورونا (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: جائحة كورونا تهدد عقوداً من العمل على الحد من وفيات الأطفال

طفلة صينية ترتدي كمامة للوقاية من كورونا (رويترز)
طفلة صينية ترتدي كمامة للوقاية من كورونا (رويترز)

ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وهيئات أممية أخرى اليوم (الأربعاء) في تقرير أن وفيات الأطفال انخفضت لمستوى قياسي عام 2019، إلا أن جائحة فيروس كورونا تهدد ما تحقق من تقدم على مدار أعوام.
وكشف التقرير، الذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه، عن أن نحو 2.‏5 مليون طفل توفوا قبل بلوغ سن الخامسة في 2019، لأسباب يمكن الوقاية منها في الغالب.
ويمثل هذا تراجعاً كبيراً مقارنة بـ5.‏12 مليون طفل توفوا عام 1990، عندما بدأت «يونيسيف» في إعداد تقاريرها.
ولعبت الوقاية والعلاج من حالات بينها مضاعفات الولادة والالتهاب الرئوي والملاريا، بالإضافة إلى اللقاحات، دوراً رئيسياً في إنقاذ ملايين الأرواح في العقود الثلاثة الماضية.
وكان أكثر من نصف وفيات الأطفال في عام 2019 في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينما كانت نسبة الوفيات بين الأطفال في وسط وجنوب آسيا 28 في المائة.
وذكرت «يونيسيف» أن تفشي فيروس كورونا هذا العام تسبب في اضطراب كبير للخدمات الصحية، مما يُعرّض ملايين الأرواح الأخرى للخطر.
وقالت المديرة التنفيذية لـ«يونيسيف»، هنريتا فور في بيان صحافي: «لقد قطع المجتمع الدولي شوطاً طويلاً تجاه القضاء على وفيات الأطفال لأسباب يمكن الوقاية منها، إلا أن جائحة كوفيد - 19 توقف مسارنا». وأضافت: «بدون استثمارات عاجلة لإعادة تشغيل الأنظمة والخدمات الصحية المعطلة، يمكن أن يموت ملايين الأطفال ممن هم دون الخامسة وخصوصاً حديثي الولادة».
وتعد أفغانستان وبوليفيا وليبيا والسودان وباكستان من بين أكثر الدول تضرراً فيما يتعلق بتأثر الخدمات الصحية.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

القهوة السعودية القاسم المشترك في المجالس الرمضانية

القهوة السعودية عنصر أساسي في المجالس الرمضانية (الشرق الأوسط)
القهوة السعودية عنصر أساسي في المجالس الرمضانية (الشرق الأوسط)
TT

القهوة السعودية القاسم المشترك في المجالس الرمضانية

القهوة السعودية عنصر أساسي في المجالس الرمضانية (الشرق الأوسط)
القهوة السعودية عنصر أساسي في المجالس الرمضانية (الشرق الأوسط)

في مختلف مناطق المملكة، تبرز القهوة السعودية بوصفها قاسماً مشتركاً يجمع المجالس الرمضانية، وذلك على الرغم من وجود المشروبات التقليدية الأخرى مثل التمر الهندي، والسوبيا، وقمر الدين. ويُرجع خبير القهوة عبد الله المهنا هذه المكانة الخاصة للقهوة إلى عوامل عدة، من أبرزها التراث الثقافي العريق الذي يربطها بهوية المجتمع السعودي، بالإضافة إلى دورها الأساسي في الطقوس الرمضانية.

ويضيف المهنا أن القهوة السعودية تتميز بتعدد أنواعها ونكهاتها، ما يجعلها تناسب مختلف الأذواق، كما أنها تعزز التواصل الاجتماعي؛ حيث تُقدَّم للضيوف خلال التجمعات العائلية والسهرات الرمضانية. إلى جانب ذلك، يفضِّل الكثيرون تناولها بعد الإفطار كجزء من الروتين الرمضاني.

مواسم البيع وتأثير رمضان على الطلب

تعد فترة ما قبل رمضان من أبرز مواسم التسوق للقهوة، حيث يبدأ الناس في شراء البن والتوابل بكميات كبيرة تحضيراً للشهر الفضيل. وهنا يؤكد المهنا أن الطلب على القهوة يرتفع بشكل ملحوظ خلال أيام رمضان وعيد الأضحى، ما يجعلها من المنتجات الأكثر مبيعاً في تلك المواسم. وبسبب حجم ومساحة المملكة تتنوع طرق تحضير القهوة السعودية بحسب كل منطقة، حيث تختلف المكونات المستخدمة، وطرق التحميص والطحن، وأسلوب التقديم، والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بها. فمثلاً في بعض المناطق، يُضاف الهيل والزعفران لمنح القهوة نكهة غنية، بينما في مناطق أخرى تُستخدم توابل أقل.

الزعفران والهيل والزنجبيل توابل القهوة السعودية في المنطقة الغربية (محمد المانع)

ووفقاً للمهنا، تختلف درجة تحميص البن؛ إذ تفضل بعض المناطق القهوة فاتحة اللون، بينما تميل مناطق أخرى إلى القهوة الداكنة، بينما تختلف عادات التقديم، ففي بعض المناطق تُقدم القهوة مع التمر والحلويات، بينما في أماكن أخرى تكون مصحوبة بأطباق جانبية متنوعة.

خلطات رمضانية خاصة للقهوة

يُفضل كثير من السعوديين تحضير قهوة خاصة خلال شهر رمضان، ومن أبرز الخلطات الشائعة، قهوة الهيل: التي تُعد الأكثر شهرة، حيث يُضاف الهيل المطحون لمنحها نكهة زكية، وقهوة الزعفران: وتُضفي لمسة فاخرة بلونها الذهبي ورائحتها المميزة، والقهوة المخلوطة: المضاف إليها توابل مثل القرفة أو القرنفل، وأيضاً القهوة التقليدية مع التمر: ويتم تقديمها مع التمر فقط، وهي خيار شائع في التجمعات الرمضانية.

الهيل والزعفران توابل القهوة السعودية في المنطقة الشرقية (محمد المانع)

يؤكد المهنا أن اختلاف التوابل والإضافات في القهوة السعودية يعكس التنوع الثقافي في المملكة. فبينما تمنح إضافة الهيل طعماً عطرياً، تضفي القرفة لمسة حلوة ودافئة، بينما يعطي الزعفران طابعاً فريداً للقهوة. كما تؤثر نسبة التوابل في قوة النكهة، فبعض المناطق تُفضل النكهات القوية والمركزة، بينما تميل أخرى إلى نكهات خفيفة وأكثر توازناً.

الهيل والزعفران والقرنفل بهارات القهوة السعودية في المنطقة الوسطى (محمد المانع)

القهوة السعودية رمز للكرم والضيافة في رمضان

تلعب القهوة السعودية دوراً مهماً في إبراز قيم الكرم والضيافة طوال أيام السنة؛ حيث تُعد وسيلة للترحيب بالضيوف. ومن التقاليد الشائعة تقديم القهوة أولاً قبل أي مشروب آخر، مع استمرار إعادة ملء الفناجين لكونها علامة على كرم المضيِّف. وفي رمضان يُفضَّل تقديم القهوة في أوقات عدة بعد وقت الإفطار، حيث يعدها البعض مشروباً مثالياً للاسترخاء بعد وجبة ثقيلة، وقبل السحور لمساعدة من لديهم أعمال على البقاء مستيقظين خلال الليل، كما أنها موجودة بعد صلاة التراويح حين يجتمع الأصدقاء في الجلسات الليلية، إضافة إلى حضورها خلال التجمعات الاجتماعية سواء في المنازل أو المجالس الرمضانية الخاصة.

المهتم بالتراث في منطقة تبوك عبد العزيز الزميلي (واس)

التطور بين التقاليد والحداثة في تقديم القهوة

شهدت القهوة السعودية تطوراً ملحوظاً بين الماضي والحاضر، فبينما كانت تُحضَّر يدوياً باستخدام أدوات تقليدية، أصبح البعض يعتمد على آلات حديثة لتحضيرها بسرعة. كما تطور أسلوب تقديمها، حيث ظهرت فناجين وأوانٍ بأشكال وألوان عصرية، بينما ظلت بعض العائلات متمسكة بالتقاليد الأصيلة. ويشير المهنا إلى أن القهوة السعودية ليست مجرد مشروب، بل تُعد رمزاً يعكس الهوية الثقافية للمجتمع السعودي فطقوس تحضيرها وتقديمها تعزز قيم الكرم، كما أنها تُحافظ على العادات المتوارثة بين الأجيال، وتظل عنصراً أساسياً في المجالس الرمضانية بمختلف مناطق المملكة، وتعكس التقاليد العريقة الدافئة.