«الجيش الوطني» ينتقد اجتماعات المغرب... والمشري يهاجم حفتر

السراج يشيد بدعم تركيا ويتحدث عن عودة شركاتها إلى ليبيا

صورة وزعها مكتب السراج لاجتماعه أمس في إسطنبول مع السفير الأميركي لدى تركيا
صورة وزعها مكتب السراج لاجتماعه أمس في إسطنبول مع السفير الأميركي لدى تركيا
TT

«الجيش الوطني» ينتقد اجتماعات المغرب... والمشري يهاجم حفتر

صورة وزعها مكتب السراج لاجتماعه أمس في إسطنبول مع السفير الأميركي لدى تركيا
صورة وزعها مكتب السراج لاجتماعه أمس في إسطنبول مع السفير الأميركي لدى تركيا

واصل خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة في العاصمة الليبية طرابلس، الذي يجتمع ممثلوه في المغرب مع وفد يمثل مجلس النواب الليبي، هجومه على المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، بعد أن وصف اجتماعات المغرب بـ«عدم الوضوح»، وانتقدها ضمنيا.
واعتبر المشري في تصريحات تلفزيونية، وزعها مكتبه عقب اجتماعه مع وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، التي قامت أمس بزيارة مفاجئة إلى طرابلس، أن «ما يجري بالمغرب هو مشاورات غير رسمية تهدف للبحث عن سبل لبدء الحوار، وليس انطلاق حوار بالمعنى الدقيق للكلمة»، وأبرز أن ما يجري الآن «هو البحث في كيفية العودة والانطلاق من النقاط التي توقفنا فيها». نافيا أن يكون اجتماع المغرب لـ«تقسيم المناصب... هذا أمر غير صحيح بالمرة، بل إنها مساع لبحث حلول للأزمة الليبية».
وبحسب بيان رسمي لمجلس الدولة فقد ناقش المشري مع المسؤولة الإسبانية تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية في ليبيا، والمبادرات المطروحة لوقف إطلاق النار، وفرص استئناف الحوار السياسي، ودور إسبانيا في دفع العملية السياسية.
وكان مجلس الدولة، الموالي لحكومة «الوفاق»، قد أعلن مساء أول من أمس أن ما وصفه باللقاءات التشاورية غير الرسمية، التي أجراها وفده مع وفد من أعضاء مجلس النواب المنعقد بطبرق، بحضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، «تمت وسط أجواء إيجابية بخصوص محاولات إعادة إحياء الحوار السياسي بين الأطراف الليبية».
في المقابل، قال اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني»، مساء أول من أمس، إن قيادته العامة «لم تصدر أي بيان أو تصريح رسمي بخصوص مشاورات المغرب، ونحن دائماً نسعى إلى إحلال الأمن والسلم».
وفي انتقاد ضمني للمحادثات تابع المسماري موضحا «نحن الآن في دوامة، وقد تلقيت عشرات الاتصالات من نشطاء ومشايخ القبائل يسألون عن طبيعة هذه الاجتماعات»، معربا عن أسفه لعدم توضيح مجلس النواب هدفها. كما انتقد المسماري عدم تعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، خلفا للمبعوث السابق غسان سلامة، مشيرا إلى وجود صراع دبلوماسي حول المنصب.
وكان طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، قد اعتبر مساء أول من أمس أن مباحثات مع وفد مجلس الدولة «دون اتخاذ أي موقف حاسم بشأن خروج الأتراك والمرتزقة والميليشيات وتسليم سلاحهم، ستكون مضيعة للوقت». لكن عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، قال إن مهام لجنة مجلس النواب في اجتماعات المغرب «مُحددة وفقاً لقرار تكليفها، ويقتصر دورها في الوصول لتفاهمات حول توزيع المناصب السيادية فقط، والرجوع بها إلى مجلس النواب والتمهيد لانطلاق الحوار السياسي، برعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا»، ونفى «أي طرح لأسماء أو غير ذلك»، معتبرا أن «دور اللجنة يقتصر على توزيع هذه المناصب السيادية فقط»، كما أكد أنها ليست بديلاً عن لجنة الـ13 الممثلة لمجلس النواب والمنتخبة عن الدوائر الانتخابية الثلاث عشرة، والمُعلن عنها سابقاً، والتي سوف تمثل مجلس النواب في الأيام المقبلة في الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة.
من جهته، أثنى فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، على موقف تركيا الداعم لحكومته وحرصها على إنجاح مسار التسوية السياسية.
وأوضح السراج أن اجتماعه بإردوغان، مساء أول من أمس، بحث ملف عودة الشركات التركية لاستكمال مشاريع البنى التحتية المتوقفة في ليبيا، والمساهمة في مشاريع جديدة، لم يفصح عنها، وكذا مستجدات الأوضاع في ليبيا وآفاق التعاون الأمني والاقتصادي المشترك.
وقال السراج أمس إنه ناقش مع السفير الأميركي لدى تركيا ديفيد ساترفيلد، سبل المضي قدما في مسارات حل الأزمة الليبية وفقا لمبادرة السراج، وفي إطار قرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمر برلين. وبحسب بيان للسراج أكد الاجتماع ضرورة الإسراع بإعادة استئناف إنتاج وتصدير النفط تحت إدارة المؤسسة الوطنية للنفط وإشراف حكومة الوفاق، بالإضافة إلى سبل توسيع الشراكة بين الولايات المتحدة وليبيا.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.