بعد 18 يوماً على إصابته بالتسمم بغاز الأعصاب المطور في روسيا «نوفيتوشك»، استيقظ المعارض الروسي ألكسي نافالني، من غيبوبته الصناعية في مستشفى ببرلين، فيما الحرب الكلامية مستمرة بين ألمانيا وروسيا. وأصدر «مستشفى شارتييه» في برلين، حيث يتلقى نافالني العلاج منذ 22 أغسطس (آب) الماضي، بياناً مقتضباً أعلن فيه عن خروج نافالني من الغيبوبة الصناعية، والعمل على التقليل من اعتماده على التنفس الصناعي. وقال المستشفى إن نافالني «يستجيب للأصوات»، ولكنه مع ذلك «فمن المبكر استبعاد الآثار البعيدة المدى المحتملة بسبب التسمم الشديد الذي تعرض له».
وفيما بدأ نافالني رحلة تعافيه من التسمم بغاز «نوفيتشوك» الذي طوره علماء روس في الاتحاد السوفياتي، صعدت برلين من لجهتها تجاه موسكو. وبعد أن كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قد رفضت الحديث عن وقف مشروع غاز «نورد ستريم 2» مع روسيا، كجزء من العقوبات على موسكو في حال رفضها التعاون بقضية نافالني، يبدو أن هذا المشروع بات مطروحاً من ضمن سلة عقوبات محتملة تحضرها ألمانيا. وقال شتيفان زايبرت، المتحدث باسم ميركل، في المؤتمر الصحافي الدوري، أمس، إن ميركل «تعتقد بأنه سيكون من الخطأ أن نستثني أي شيء» عند مناقشة العقوبات المحتملة على موسكو. وأشار إلى أن موقف ميركل في هذا الخصوص يتماشى مع موقف وزير الخارجية هايكو ماس، الذي عبر عنه قبل يومين، عندما قال إنه لا يستبعد أن تطال العقوبات مشروع غاز «نورد ستريم 2» الذي سيوصل الغاز الطبيعي الروسي مباشرة إلى ألمانيا عند انتهاء العمل به. وأكد زايربت أن ميركل لم تتحدث بعد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قضية غريمه السياسي. وما زالت ألمانيا تنتظر رداً روسياً حول تعرض نافالني للتسميم، وحسب وزير الخارجية الألماني، فإن برلين ستتحرك لفرض عقوبات ضمن الاتحاد الأوروبي على موسكو، في حال لم تسمع رداً خلال «الأيام القليلة المقبلة». وتتهم روسيا، ألمانيا، بمحاولة إبطاء التحقيق من خلال عدم التعاون في طلب أرسلته السلطات القضائية للحصول على المعلومات اللازمة، وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، قبل يومين، إن «برلين تؤخر التحقيق التي هي نفسها تدعو له، فهل هذا الأمر مقصود؟». ولكن ماس رفض هذه الاتهامات، وقال إن برلين تلقت الطلب الروسي، وهي في طور دراسته لتبادل المعلومات المطلوبة. وقد أكدت السلطات القضائية في ولاية برلين تسلمها الطلب الروسي، وقالت إنها في طور دراسته، وإنها ستعلن قرارها بالتشاور مع السلطات الفيدرالية في الأيام المقبلة. ورغم تأكيد ماس على أن مشروع غاز «نورد ستيرم 2» قد يكون من ضمن العقوبات على روسيا، إلا أنه ذكر أن أكثر من 100 شركة أوروبية متورطة في هذا المشروع، نصفهم ألمان، وبأن إيقافه ستكون له تبعات مالية كبيرة على هذه الشركات.
كان حلف شمال الأطلسي قد أعلن، الأسبوع الماضي، أن الدول الأعضاء تناقشت فيما بينها حول قضية نافالني، ودعا روسيا للتعاون في التحقيق، والكشف عن برنامجها لتصنيع غاز «نوفيتشوك» بشكل كامل للوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيمائية. وقال أمين عام الحلف إن الاجتماعات ستبقى مفتوحة لدراسة الخيارات في حال لم توضح موسكو كيف تعرض زعيم المعارضة للتسمم في سيبيريا في 20 أغسطس الماضي.
ولكن رغم ذلك، فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قبل يومين، أن الولايات المتحدة، الدولة العضو في الناتو، «لم تطلع على أي أدلة» تدين روسيا في محاولة اغتيال نافالني. وقال في مؤتمر صحافي إن ما حصل «مأساوي ومؤسف جداً»، ليضيف أن ألمانيا قالت إن نافالني تعرض للتسمم، ويضيف: «لو كان الأمر صحيحاً، سأشعر بغضب كبير». ولم يشر ترمب إلى أي عقوبات محتملة على روسيا في حال ثبت بالنسبة إليه تعرض نافالني لمحاولة الاغتيال بأوامر من الكرملين.
نافالني يستيقظ من غيبوبته... والحرب الكلامية مستمرة
ميركل: لن نستثني أي شيء من العقوبات المطروحة على موسكو
نافالني يستيقظ من غيبوبته... والحرب الكلامية مستمرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة