البنك الدولي يلغي قرض «سد بسري» وباسيل يتحدث عن «نكد سياسي»

مظاهرة سابقة أمام مقر البنك الدولي في بيروت احتجاجاً على انشاء «سد بسري» (إ.ب.أ)
مظاهرة سابقة أمام مقر البنك الدولي في بيروت احتجاجاً على انشاء «سد بسري» (إ.ب.أ)
TT

البنك الدولي يلغي قرض «سد بسري» وباسيل يتحدث عن «نكد سياسي»

مظاهرة سابقة أمام مقر البنك الدولي في بيروت احتجاجاً على انشاء «سد بسري» (إ.ب.أ)
مظاهرة سابقة أمام مقر البنك الدولي في بيروت احتجاجاً على انشاء «سد بسري» (إ.ب.أ)

أعلن البنك الدولي أنه أبلغ الحكومة اللبنانية بإلغاء صرف القرض لتمويل مشروع سد «بسري»، مشيراً إلى أن قرار إلغاء هذا القرض، الذي تبلغ قيمته 244 مليون دولار، سيسري على الفور نتيجة عدم استكمال المهام اللازمة لبناء السد.
وأثار إلغاء البنك الدولي صرف القرض ردود فعل سياسية عدة إذ غرد النائب جبران باسيل، أبرز مؤيدي المشروع، عبر حسابه على «تويتر» معتبرا أنه «سيأتي يوم تطالب فيه الدولة اللبنانية ومعها كل أهالي بيروت وجزين وصيدا والشوف وبعبدا وعاليه بتمويل سد بسري». وأضاف باسيل: «سيسقط النكد السياسي وستظهر الحاجة للمياه عندها لن ينفع البكاء».
وفي الإطار نفسه رأى الوزير السابق غسان عطالله أنه «بعد حرمان منطقة الشوف وغيرها من سد بسري الذي كان يجلب منافع جمة على أكثر من صعيد وكان سيروي أكثر من مليون ونصف شخص» وجب تذكير العالم وللتاريخ بأن حزبي «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» «هما وراء إلغاء هذا المشروع الحيوي المدعوم تمويلياً من البنك الدولي فقط من أجل النكد السياسي».
من جهة أخرى اعتبر نائب المستقبل إلياس حنكش (الكتائب اللبنانية) أن «نجاح معركة الحفاظ على مرج بسري يدل على ضعف السلطة الفاسدة أمام صلابة الشعب الثائر» قائلا في تغريدة على «تويتر»: «إرادة الشعب أقوى منكم ومن فسادكم ومحاصصتكم وجرافاتكم... قال الشعب كلمته سد بسري لن يمر ولم يمر، مبروك».
أما حملة «أنقذوا سد بسري» فباركت عبر حسابها على «تويتر» للمواطنين «سقوط صفقة السد بإرادة الشعب اللبناني». وكانت الحملة نظمت عدداً كبيراً من التحركات منها أمام مكاتب البنك الدولي وسط بيروت للتعبير عن رفضها للمفاوضات الجارية بشأن موقع بناء سد بسري. وقاد الناشطون بالحملة حراكا ضد المشروع الممول من البنك الدولي باعتباره «يلحق أضرارا جمة بوادي بسري والغابات الكثيفة والأراضي الزراعية وعدد كبير من المواقع التراثية، بالإضافة إلى أنه سيحمل مياهاً ملوثة إلى المواطنين».
يُشار إلى أن مشروع سد بسري دخل قيد التعليق الجزئي منذ 26 يونيو (حزيران) الماضي بعد أن أعرب البنك الدولي مراراً عن قلقه حول المسائل التي تؤثر سلباً على نجاح تنفيذ المشروع.
وكان البنك قد حدد يوم 22 يوليو (تموز) كموعد نهائي للحكومة اللبنانية لتلبية جميع البنود على النحو المطلوب من البنك الدولي من أجل رفع التعليق الجزئي المذكور، على أن يتم إلغاء الجزء المعلق من القرض في حال لم يتم ذلك.
وبسبب جائحة فيروس «كورونا» وافق البنك الدولي على تمديد المهلة لستة أسابيع انتهت في 4 سبتمبر (أيلول) الحالي.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».