طيارو المغرب يلوحون بالإضراب بعد فصل 65 رباناً

TT

طيارو المغرب يلوحون بالإضراب بعد فصل 65 رباناً

لوح طيارو المغرب بتنفيذ إضراب عن العمل إذا لم يجرِ التوصل لاتفاق بينهم وبين إدارة شركة «الخطوط الملكية المغربية»، يقضي بإعادة 65 طياراً إلى العمل، تم تسريحهم بسبب تداعيات جائحة «كورونا».
وأعلنت «الجمعية المغربية لربابنة الطائرات» عن استعدادهم لتخفيض كتلة أجورهم بقيمة 400 مليون درهم (40 مليون دولار)، موزعة على ثلاث سنوات، مساهمة منهم في دعم خطة إنعاش شركة «الخطوط الملكية المغربية».
وأوضحت الجمعية في بيان لها يتعلق بالاستفتاء المنظم في 31 من أغسطس (آب) الماضي، غداة تسريح 65 رباناً، أن «هؤلاء الطيارين يعربون عن دعمهم الكامل لخطة إنعاش شركة (الخطوط الملكية المغربية)، من خلال مساهمتهم في تخفيض كتلة أجورهم بما يناهز 400 مليون درهم، موزعة على ثلاث سنوات، وتوفير تكلفة الفصل الاقتصادي، المقدرة بنحو 250 مليون درهم (25 مليون دولار)».
وقالت الجمعية إن فرز أصوات هذا الاستفتاء جرى الأربعاء الماضي بحضور مفوض قضائي، وإن الأمر يتعلق بالاستفتاء حول طلب الطيارين تخفيض رواتبهم في حدود المبلغ المالي الكافي لتغطية كتلة أجور الربابنة المعنيين بالتسريح، في سبيل إعادة الإدماج الفوري.
وصودق على هذه المقترحات، حسب المصدر ذاته، بـ«الأغلبية المطلقة» (نعم) 308 أصوات، مقابل 76 صوتاً (لا)، و7 أصوات ملغاة، وذلك من مجموع الأصوات البالغ 391 من إجمالي 469.
وتنص هذه المقترحات أيضاً على إبلاغ إدارة «الخطوط الملكية المغربية» بهذا المقترحات، من أجل بدء حوار في إطار المساعي والجهود المبذولة لتفادي التسريحات، وإعادة الإدماج. وطالبت الجمعية «بتدخل الحكومة كوسيط من أجل تحقيق حل عادل ومتوازن ومتفق عليه، يخدم مصلحة (الخطوط الملكية المغربية) ومستخدميها». وقالت إنه في حالة الرفض فسيتم «إيداع إشعار بإضراب، سيتم تحديد موعده من قبل (الجمعية المغربية لربابنة الطائرات) لاحقاً، تبعاً لتطور الأحداث».
وكشفت الجمعية أن أزيد من 308 من أعضائها صوتوا لصالح خوض إضراب في حال عدم استجابة الشركة لمطالبهم بإعادة الـ65 طياراً الذين تم فصلهم عن العمل، خلال استفتاء شارك فيه 469 رباناً.
وكانت «الخطوط الملكية المغربية» قد قررت تسريح 140 من موظفيها لأسباب اقتصادية. وتوصل 140 من موظفي الشركة، من بينهم 65 رباناً، بقرار التسريح في 25 من أغسطس الماضي. وأخطرت الشركة الموظفين المسرحين، ضمنهم 65 طياراً و59 من أطقم الطائرات و16 موظفاً، وأوضحت لهم أنها ستمنحهم شهادة العمل، وجميع مستحقاتهم الناتجة عن تنفيذ العقد، وكذا التعويض عن الأخطار والفصل المنصوص عليه في الفصل 70 من مدونة (قانون) الشغل.
وكشفت شركة «الخطوط الملكية المغربية» في وقت سابق أنها تخسر حوالي 50 مليون درهم (5 ملايين دولار) يومياً، في ظل استمرار جائحة «كورونا»، وأنها شهدت تراجعاً حاداً في عدد الرحلات والمسافرين خلال شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين؛ بلغ 60 و100 في المائة، مبرزة أنها لا تتوقع العودة إلى النشاط الاعتيادي قبل مرور ثلاث سنوات على الأقل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.