عزت العلايلي: أسرار سعاد حسني رحلت مع وفاة زوجتي سناء

قال لـ«الشرق الأوسط»: شاهين وأبو سيف المخرجان الأقرب إلى قلبي

الفنان المصري عزت العلايلي
الفنان المصري عزت العلايلي
TT

عزت العلايلي: أسرار سعاد حسني رحلت مع وفاة زوجتي سناء

الفنان المصري عزت العلايلي
الفنان المصري عزت العلايلي

قال الفنان المصري عزت العلايلي إنه فخور بكونه ممثلاً، لأن التمثيل هو متعته الكبرى، بعدما قضى حياته في صقل موهبته الفنية وتثقيف نفسه، بجانب اختيار أعماله بشكل جيد، لذا لا يهمه قدر غيابه، وإنما يشغله العمل الذي يعود به للجمهور، مؤكداً أن الفنان قدوة وصاحب مسؤولية.
وفي حواره مع «الشرق الأوسط» كشف أن أسرار الفنانة الراحلة سعاد حسني رحلت مع وفاة زوجته، لأنها كانت صديقة مقربة منها جداً وحكت لها كل أسرارها، وأعرب عن تضامنه مع زملائه من جيل الكبار الذين ضجوا بالشكوى من عدم الاستعانة بهم في أعمال فنية رغم تاريخهم الفني وقدرتهم على العطاء، متسائلاً: «هل هناك فرمان بتغييب هؤلاء عن الساحة الفنية؟
ويعد عزت العلايلي أحد كبار نجوم السينما المصرية، خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وقد درس التمثيل بمعهد الفنون المسرحية، وبدأ مشواره السينمائي في ستينات القرن الماضي عبر فيلم «رسالة من امرأة مجهولة»، وجمع بنجاح بين أعماله المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، وتم اختيار 10 أفلام له ضمن قائمة أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، واختاره مهرجان الإسكندرية السينمائي أخيراً لتكريمه خلال دورته الجديدة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بعد تكريمات حصدها في قرطاج ودبي ووهران.
ويقول العلايلي إنه يقرأ حالياً أكثر من سيناريو لفيلم سينمائي ومسلسل درامي، لم يحسم رأيه بشأنهم بعد، مشيراً إلى أن هناك مستجدات طرأت على الساحة الفنية خلال الفترة الحالية على غرار لغة الحوار، والعلاقات الأسرية التي صارت أكثر انفتاحاً، لذلك فإن اختيار الأعمال التي سوف أشارك فيها لا بد أن يحمل ملامح العصر وإيقاعه، وهناك بعض الكتاب المتميزين مثل محمد رجاء، مؤلف مسلسل «قيد عائلي»، الذي قدمته العام الماضي، فهو كاتب موهوب يصل إلى الهدف مباشرة من دون مط أو تطويل، رغم أن المسلسل مكون من 45 حلقة، لكن كثرة الحلقات لا تتنافى مع سرعة الإيقاع، لذلك حقق العمل نجاحاً كبيراً وتصدر «الترند» بعدد المشاهدات لأنه كان عملاً صادقاً مع الناس. وقال لي مشاهد التقيته صدفة: «أولادي يتعلمون مما تقدمه»، لذا أقول لنفسي دائماً لا بد أن تأخذ بالك من اختياراتك، وأحمد الله أنني لم أنفصل عن الناس، فمجتمعنا ليس كله «بلطجة» مثلما تصدره بعض الأعمال الفنية في السنوات الأخيرة، والتي يكتبها عدد من الشباب المتأثر للأسف بالسينما الأميركية من دون أن يدركوا خطورة ذلك على المراهقين والأطفال.
- أصعب أدواري
فيلم «الاختيار» هو أحد الأفلام المهمة التي لعب عزت العلايلي بطولتها عام 1970. وحقق نجاحاً كبيراً وحصل على جائزة التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج، ولهذا الفيلم حكاية يرويها العلايلي قائلاً: «عقب هزيمة 1967 أصبنا جميعاً بحالة نفسية سيئة وكنا أمام خيارين إما أن نستسلم أو نقاوم، وأردت والمخرج يوسف شاهين تقديم فيلم يعبر عما نشعر به فقلت لن ينقذنا من هذه الحيرة سوى نجيب محفوظ، وذهبت إليه بعد أن كتبت ملخص الفكرة، فطلب أن أتركه أسبوعاً، وبعدها عرض علينا المعالجة، وشاركت في كتابة السيناريو مع شاهين ومحفوظ، وعلى مستوى التمثيل كان هذا أكثر دور عذبني خلال مشواري الفني، لأن البطل أصيب بحالة انفصام في الشخصية، وكان العرض الأول للفيلم في مهرجان قرطاج، وفوجئنا بردود أفعال غير عادية، وذهبنا بعدها لعرضه في باريس وحقق الفيلم أيضاً نجاحاً مماثلاً.
- عشق السينما
يوسف شاهين وصلاح أبو سيف مخرجان كبيران تقاسما أهم أعمال الفنان عزت العلايلي، وهو لا يرى فرقاً بينهما: «الاثنان على قدر كبير من الموهبة وعشق السينما، كلاهما تفوق في أعماله، وكلاهما يحترم المتفرج ويؤمن بأنه صاحب السيادة الذي يمنح للعمل قيمة، قد يكون يوسف صاحب إيقاع أسرع، بينما صلاح أكثر هدوءاً، مؤكداً أنه تأثر بهما جداً، وهما الأقرب لقلبه، وأذكر حين قرأت رواية «السقا مات» ليوسف السباعي، وتحمست لتقديمها في فيلم أخبرت شاهين بذلك، فقال: «وأنا أخرج الفيلم، قلت له هذا الفيلم لا يلائمك، فأجواء البيئة الشعبية التي تغلف الرواية تنادي على صلاح أبوسيف، فقال بحماس إذن أنتجها، وبالفعل أنتج الفيلم الذي أخرجه أبوسيف، فقد جمعتنا صداقة وثقة لا حدود لها».
كما تكرر اسم الأديب الكبير نجيب محفوظ في مسيرة عزت العلايلي من خلال أفلام عديدة من بينها «بين القصرين»، و«أهل القمة»، ويرى العلايلي أن محفوظ قيمة كبيرة، فهو ابن الحارة المصرية المعجون بطين مصر، وكان «ابن نكتة»، ويتمتع بخفة ظل كبيرة.
- أفضل الأفلام
اختيرت عشرة أفلام شارك في بطولتها العلايلي ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي: «الأرض، الاختيار، السقا مات، زائر الفجر، الطوق والأسورة، إسكندرية ليه، أهل القمة، على من نطلق الرصاص، قنديل أم هاشم، بين القصرين»، ورغم ذلك فإنه يتطلع إلى المزيد، مؤكداً أن «السينما أداة تنوير، والفن صاحب تأثير على المجتمع، وأنا أطمع في تقديم المزيد وأفخر بمشواري الفني، وسأظل أتطلع لتقديم أعمال فنية تحمل قيمة حتى آخر العمر.
- تجارب مختلفة
خاض العلايلي عدة تجارب في الكتابة في بداياته الفنية ومنها مسلسل «اعرف عدوك» الذي يقول عنه: «كتبت 22 حلقة أحذر فيها من العدو الصهيوني، وعلاقتي بالكتابة لم تتوقف، إذ تدخلت في كثير من أعمالي، وكان المخرجون يرحبون بذلك، كما أخرجت أفلاماً وثائقية بالتلفزيون، وشاركت مع الفنان رشوان توفيق والمخرج أحمد توفيق في تأسيس مبنى ماسبيرو، حيث كنا ننام على البلاط في الاستوديوهات ونقيم بالمبنى الذي كان تحت الإنشاء، وأسسنا مسرح التلفزيون وكنا نعرض المسرحيات العالمية مجاناً للجمهور، ثم تصور وتعرض تلفزيونياً، وشهدت إقبالاً كبيراً في أوائل الستينات من القرن الماضي، وأدى النجاح لتحويل ميزانيتها لرئاسة الجمهورية بتعليمات شخصية من الرئيس جمال عبد الناصر، وكانت هذه الفرق نافذة لاكتشاف الكثير من الممثلين، إذ خرج منها عادل أمام وسعيد صالح وصلاح السعدني.
- عطاء الكبار
يؤكد عزت العلايلي تضامنه مع كبار الفنانين الذين وجدوا أنفسهم فجأة خارج حسابات جهات الإنتاج والمخرجين، بحسب وصفه ويقول: «لدى هؤلاء الممثلين الكبار كل الحق في شكواهم، فلا بد أن يعملوا طالما لديهم قدرة على العطاء، كما أن لديهم التزامات وأسر فكيف سيعيشون، ولا أعرف هل هناك فرمان بوقف هؤلاء الفنانين وكيف يستقيم العمل الفني من دونهم، كما أرى أنه من الضروري عودة قطاعات التلفزيون للإنتاج من جديد».
- زوجة مثالية
يؤمن العلايلي بمقولة إن «الفنان قدوة»، وإن الجمهور يتأثر به، مما جعله أكثر حرصاً في كل تصرفاته، فلم تطارده شائعات الزواج والطلاق على غرار بعض الفنانين، فقد عاش حياة هادئة مع زوجته التي رحلت منذ ثلاثة أعوام، قائلاً: «بعد وفاة زوجتي سناء ترددت شائعات عن زواجي وطرحوا أسماء فنانات وكنت أضحك مما يقولون لأنه لا توجد امرأة تستطيع أن تملأ فراغ سناء التي كانت نعم الزوجة المساندة لي، ورغم أنها لم تظهر معي في أي مناسبة، ولم تحضر عرض أي فيلم، ورغم محاولات البعض إحداث وقيعة بيننا، فإننا عاهدنا أنفسنا منذ البداية على الصدق والمصارحة، وكان لديها ثقة كاملة بي، ولم تشعر بغيرة من أي ممثلة، وارتبطت بصداقة مع سعاد حسني التي كانت تبوح لها بكل أسرارها الخاصة، لذلك فإن أسرار سعاد حسني رحلت مع وفاة زوجتي التي تركت لي أجمل ما في حياتي ابني محمود وابنتي رحاب».


مقالات ذات صلة

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق وصيفات العروس يبتهجن في حفل زفافها بالفيلم (القاهرة السينمائي)

«دخل الربيع يضحك»... 4 قصص ممتلئة بالحزن لبطلات مغمورات

أثار فيلم «دخل الربيع يضحك» الذي يُمثل مصر في المسابقة الدولية بمهرجان «القاهرة السينمائي» في دورته الـ45 ردوداً واسعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من مهرجان «القاهرة السينمائي» (رويترز)

أفلام فلسطينية ولبنانية عن الأحداث وخارجها

حسناً فعل «مهرجان القاهرة» بإلقاء الضوء على الموضوع الفلسطيني في هذه الدورة وعلى خلفية ما يدور.

محمد رُضا (القاهرة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».