كشف حبيب غديرة، عضو اللجنة العلمية لمجابهة «فيروس كورونا»، عن وصول تونس إلى مرحلة التزايد السريع للحالات الحاملة للفيروس، معتبراً أن الوضع لا يزال تحت السيطرة ولا يزال هناك هامش كبير لإمكانية التعامل مع الحالات المصابة. وقال إن المستشفيات التونسية، وأقسام الإنعاش خاصة، لا تزال قادرة على استيعاب المرضى في المرحلة الحالية، ولم يستبعد إمكانية أن تصل البلاد إلى مرحلة العجز التام عن استقبال الحالات الحرجة مع تراكم الحالات المرضية وتزايدها.
ويتسم الوضع الوبائي في تونس في المرحلة الراهنة ببروز حلقات عدوى في عديد المناطق على غرار ولايات - محافظات - بن عروس وسوسة والكاف، نتيجة عدم احترام تدابير الوقاية خلال تجمعات عمالية أو حفلات زفاف.
وتوقع غديرة في تصريح إعلامي لـ«وكالة الأنباء التونسية الرسمية»، أمس (الجمعة)، أن تسجل تونس خلال الأسابيع المقبلة حالات مرضية «مستعصية» بأعداد قد تفوق طاقة استيعاب المستشفيات لتونسية، في حال تسارع نسق ارتفاع حالات العدوى خاصة المحلية منها، وأشار إلى أن تلك المرحلة تشكل تحدياً كبيراً للمنظومة الصحية وللإمكانيات المتاحة لمواجهة الوباء، على حد تعبيره.
وبشأن التزايد السريع لحلات الإصابة خلال الشهرين الماضيين، قال غديرة إن مرحلة تزايد حالات العدوى تُعدّ المرحلة الثالثة في سلم ترتيب درجات خطورة تفشي الفيروس، وهي مسجلة حالياً في صفوف المسنين وحاملي الأمراض المزمنة. وأكد أنها لا تشكل تهديداً للمنظومة الصحية في تونس فقط، بل وبالنسبة للمنظومات الصحية في العالم على حد السواء، نظراً لصعوبة إنقاذ الأرواح البشرية بسبب تهرّؤ المنظومة الصحية وعدم قدرتها على استيعاب الأعداد المتزايدة من الإصابات.
وقال إن تونس تعمل على تفادي الوصول إلى هذه المرحلة التي تسبق المرحلة الرابعة والأخيرة والأكثر خطورة، نظراً لارتفاع عدد الوفيات. ونبّه غديرة إلى حساسية الفترة المقبلة التي تتزامن مع موعد النزلة الوافدة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهي فترة يرتفع معها عدد حالات العدوى بهذا الفيروس والحالات التي يتم إيواؤها في المستشفيات.
وذكر بضرورة تطبيق إجراءات التوقي، المتمثلة أساساً في الالتزام بارتداء الكمامات الطبية بالفضاءات العامة والمواظبة على غسل اليدين واحترام مسافة الأمان الاجتماعي، وتجنب الاختلاط، علاوة على احترام ما تنصّ عليه البروتوكولات الصحية الهادفة للحد من تفشي الفيروس.
يُذكَر أن وزارة الصحة العمومية التونسية قد أكدت تسجيل 198 حالة إصابة جديدة من بينها 178 حالة محلية و20 حالة وافدة. ومنذ إعادة فتح الحدود التونسية على الخارج، يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي، بلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة 4394 حالة. ومنذ ذلك التاريخ سجلت تونس 3193 حالة مؤكدة جديدة حاملة للفيروس، منها 574 حالة وافدة و2589 حالة محلية، وهو ما يمثل نسبة 81 في المائة من الإصابات.
ووقع التكفل بـ66 مريضاً في المستشفيات التونسية من بينهم 20 مريضاً في أقسام العناية المركزة، وارتفع عدد الوفيات من 50 وفاة إلى 84 حالة وفاة، كما تم الإعلان عن تعافي 1681 مصاباً.
إصابات «كورونا» في تونس تدخل مرحلة التزايد السريع
إصابات «كورونا» في تونس تدخل مرحلة التزايد السريع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة