نازحون من الرقة ودير الزور يغادرون مخيم «الهول»

TT

نازحون من الرقة ودير الزور يغادرون مخيم «الهول»

خرجت دفعة جديدة من «مخيم الهول» بالحسكة، بعد جهود ووساطة وجهاء عشائر وشيوخ، ضمت 350 شخصاً يتحدرون من مدينتي الرقة ودير الزور.
وقالت ماجدة أمين مديرة المخيم بأن قائمة الدفعة وصلت من القبائل العربية وأهالي المنطقة وطلبوا خروجها، وعن أسباب تأخير خروج بقية النازحين؛ أشارت إلى «خشية الإدارة من تسلل خلايا نائمة موالية لـ(داعش) بعد تصعيد أنشطتها بدير الزور، لذلك يتم التنسيق مع العشائر لضمان عودتهم من ناحية، وعدم انخراطهم بصفوف التنظيم من ناحية ثانية».
وطالبت العشائر العربية بالسماح لأبناء ريف دير الزور ومحافظة الرقة والمناطق الخاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية بالعودة من المخيمات إلى منازلهم وممتلكاتهم، على أن يخرجوا بقوائم اسمية عبر دفعات، بحسب المناطق الأقل تضرراً من الحرب.
وأكدت إدارة «مخيم الهول» خروج ثلاث دفعات منذ بداية العام الجاري؛ حيث خرج خلال يوليو (تموز) الماضي 115 عائلة، بلغ عدد أفرادها 460 شخصاً، بينما خرجت دفعة ثانية بداية أغسطس (آب) الماضي ضمت 40 عائلة وكانوا 150 شخصاً، كما خرجت دفعة جديدة أمس بلغت 350 شخصاً، على أن تستكمل عمليات الخروج حتى نهاية العام.
ويؤوي «مخيم الهول» الواقع على بعد نحو 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة، 65 ألفاً، معظمهم من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين.
وأوضحت ماجدة أمين أنهم يتبعون نظام «الكفالة» في إخراج النازحين السوريين، وبعد تدخل عشائر عربية من أبناء المنطقة أخرجوا دفعات، وقالت: «العام الماضي أخرجنا عدة دفعات، وهناك عائلات كثيرة خرجت هذا العام وستخرج دفعات ثانية قريباً، بحشسب القوائم المرسلة من شيوخ العشائر العربية»، ووصفت مديرة المخيم الوضع بأنه «شديد الصعوبة وكارثي» بعد انتشار جائحة «كورونا» في مناطق الإدارة؛ حيث سجلت طواقمها الطبية 4 حالات إصابة، من بينها 3 لكوادرها الطبية.
في سياق متصل، أشارت مصادر أمنية من «مخيم روج» للعائلات المهاجرة بريف بلدة المالكية (ديريك) إلى اندلاع حريق، وغطت سحب الدخان سماء المخيم، وتمكنت فرق الإنقاذ من إخماد الحرائق، تزامناً مع موجة الحر التي تشهدها المنطقة؛ حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية. وأفادت تلك المصادر بأن ثلاثة أطفال توفوا نتيجة الحروق التي تعرضوا لها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.