أثري مصري: المصريون القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ

أكد أنهم برعوا في صناعتها وكانت لها أغراض متعددة

أثري مصري: المصريون القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ
TT
20

أثري مصري: المصريون القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ

أثري مصري: المصريون القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ

أكد الباحث الأثري المصري أحمد عامر أن الحلي كانت موجودة في جميع الحضارات القديمة، وكان الهدف الأساسي منها هو الزينة والتزين، وكان يلبسها الرجال والنساء معا في مصر الفرعونية، مشيرا إلى أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ، وأن أقدم صناعة للحلي من المحتمل أنها تعود لحضارة البداري.
وأشار عامر، في تصريح لوكالة الأنباء المصرية، إلى أن ارتداء الحلي في مصر القديمة كان يدل على الثراء، كما كان لها غرض ديني حيث يعتقد أنها كانت تستخدم كتميمة لحماية جسد المتوفى من الشرور التي ربما تقابله في العالم السفلي، إلى جانب أنها كانت توضع على الحيوانات لكي تحميها من الحسد، وكحلية للتمائم في المعابد أثناء الطقوس الدينية. وكان الزي الكامل للاحتفالات عبارة عن شعر مستعار ومجموعة كبيرة من الحلي والعقود والدلايات وحلي الصدور مزدوجة بالسلاسل.
وقال إن المصري القديم صنع الحلي من مختلف المواد، ومنها الذهب والفضة، وكانت الفضة أندر من الذهب الذي كان متوافرا في أماكن عديدة بالصحراء الشرقية وبلاد النوبة، وقد أطلق المصري القديم على الذهب اسم «نبو»، واسم «حج» على الفضة، وأطلق على الذهب الأبيض اسم «جمعو»، كما أطلق اسم «حمت» على النحاس.
وأضاف أن الأحجار الكريمة ونصف الكريمة استخدمها المصري القديم في صناعة وتطعيم الحلي وأهمها العقيق «حماجت» ومنه اليماني والأبيض والأحمر، وحجر الجميشت والزمرد والمرمر المصري والمرجان والفلسبار، وحجر الدم واللازورد والزبرجد واللؤلؤ والبلور الصخري والفيروز والكهرمان، لافتا إلى أنه بالنسبة للياقوت والماس وعين الهر فلم تكن معروفة لدى المصريين القدماء.
وكشف عامر عن براعة ومهارة الصاغة المصريين، وكان من أشهر الأدلة الأثرية بقايا الأساور الأربع التي عثر عليها بتري في أبيدوس وترجع لعصر الأسرة الأولي، والصفائح والمسامير الذهبية التي كانت تزين التابوت الخشبي التي وجدت داخل أحد سراديب هرم سقارة المدرج، ومجموعة آثار الملكة «حتب - حرس» من الأسرة الرابعة، ورأس الصقر الذهبي الذي عُثر عليها بمدينة «نخن» من الأسرة السادسة، ومجموعة آثار ملوك وأميرات عصر الدولة الوسطى التي عثر على أهمها «دي مورغان» في اللاهون ودهشور، ومجموعة آثار الملك «توت عنخ آمون» وحلي مقابر «تانيس» ومقبرة «سابتاح».
وعزا مهارة وإبداع الصائغين القدماء إلى أسلوب وطرق الصناعة التي تنحصر في طريقة البرغلة «التحبيب»، حيث إن تلك الطريقة تعتمد على صهر الشرائط الذهبية لتشكيل الحبيبات الذهبية، ثم صقل الحلي بالمينا حيث يتم وضع مادة فوق أخرى وفيها يتم وضع مادة لامعة على المعدن، ثم نصل إلى آخر مرحلة وهي طريقة الغلق أو المينا المحجزة وتعني المواد المعزولة بحواجز صغيرة.
وأوضح عامر أنه يسهل ملاحظة الفرق بين الحلي الجنائزية والدنيوية، فالأولى ثقيلة الوزن سهلة الكسر غير ملائمة للحياة الدنيا ولا توجد بها مشابك للغلق، أما الثانية فكانت تصنع من معادن ثقيلة وترصع بالأحجار نصف الكريمة وبها مشابك ذهبية للغلق.



أفلام فلسطينية وإسرائيلية تنقل «الصراع» إلى «برلين السينمائي»

تطغى السياسة على المهرجان (إدارة المهرجان)
تطغى السياسة على المهرجان (إدارة المهرجان)
TT
20

أفلام فلسطينية وإسرائيلية تنقل «الصراع» إلى «برلين السينمائي»

تطغى السياسة على المهرجان (إدارة المهرجان)
تطغى السياسة على المهرجان (إدارة المهرجان)

نقلت أفلام وثائقية فلسطينية وإسرائيلية الصراع العربي - الإسرائيلي إلى الدورة الـ75 من مهرجان «برلين السينمائي» التي تستمر حتى 23 فبراير (شباط) الحالي، في وقت لا تقتصر فيه الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية بشكل أو بآخر على البلدين مع وجود الفيلم المصري القصير «آخر يوم».

ويشهد قسم «البانوراما» عرض الفيلم الوثائقي الفلسطيني «يلا باركور» الذي عُرض للمرة الأولى عالمياً في النسخة الماضية من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» ضمن برنامج «رؤى عربية»، الذي تخرجه وتشارك فيه الفلسطينية المقيمة في واشنطن عريب زعيتر.

تدور أحداث «يلا باركور» حول ذكرياتها مع ابتسامة والدتها عندما كانت شابّة على الشاطئ في غزة خلال إحدى عطلات العائلة المعتادة إلى فلسطين، حيث كان أبناء أعمامها يسخرون من لهجة عريب غير المألوفة، ولكنّ والدتها كانت تقول إنّ هذا هو المكان الذي تنتمي إليه.

وتوثق عريب جانباً من الحياة في قطاع غزة قبل «طوفان الأقصى»، فخلال تصفحها الإنترنت بحثاً عن صور تستحضر من خلالها شيئاً من والدتها، وجدت المراهق «أحمد مطر» وأصدقاءه، وهم أعضاء فريق باركور، والذين يستخدمون أنقاض المباني المدمّرة في غزة كمسارات عقبات في رحلة ممتدة على مدار 89 دقيقة تقريباً.

في المقابل، يوجد الفيلم الوثائقي الإسرائيلي «رسالة إلى ديفيد» ضمن برنامج «العروض الخاصة»، وهو الفيلم الذي قدمه المخرج الإسرائيلي توم شوفال، ويتناول قصة بطليه الشقيقين ديفيد وإيتان اللذين يعيشان في مستوطنة «نير عوز»، وبينما ينجو إيتان وعائلته بأعجوبة خلال أحداث «طوفان الأقصى» يقع ديفيد مع زوجته وابنتيه في الأسر.

لقطة من الفيلم الإسرائيلي «رسالة إلى ديفيد» (إدارة المهرجان)
لقطة من الفيلم الإسرائيلي «رسالة إلى ديفيد» (إدارة المهرجان)

في رحلة الفيلم توثيق للإفراج عن زوجة ديفيد وابنتيه في صفقة تبادل الأسرى الأولى، بينما يستمر وجوده في الأسر داخل قطاع غزة برفقة أخيه الأصغر، بينما يعرض الفيلم جوانب من حياتهم المختلفة خلال رحلتهم الفنية.

لكن الفيلم الإسرائيلي يتجنب التطرق للدمار الكبير الذي وقع في غزة، أو تداعيات الاحتلال الإسرائيلي، وسجنه لآلاف الفلسطينيين بجانب عدم طرح أي نقاش سياسي بشكل مباشر، ويقدم صوراً من كواليس تجربة ديفيد الأولى للوقوف أمام الكاميرا.

ويوجد الفيلم المصري «آخر يوم» ضمن برنامج «الفورم الممتد»، وهو من إخراج محمود إبراهيم، ويوثق في مدة لا تتجاوز 5 دقائق قيام شقيقين بحزم الحقائب من منزلهما الذي ستجري إزالته بالتزامن مع سماعهم أخبار إزالة المنازل في حي «الشيخ جراح» بالقدس من جانب القوات الإسرائيلية.

مشهد من الفيلم المصري «آخر يوم» (إدارة المهرجان)
مشهد من الفيلم المصري «آخر يوم» (إدارة المهرجان)

وأصبح لدى مهرجان برلين في السنوات الأخيرة مواقف واضحة من الصراع في فلسطين وفق الناقد المصري طارق الشناوي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يرفض الانتهاكات الإسرائيلية في غزة لكن في المقابل أيضاً يقف ضد قتل أي مدني»، مشيراً إلى أنه رصد «تعاطفاً» ربما لم يكن موجوداً من قبل بهذه الطريقة مع القضية الفلسطينية، لا سيما بعد أحداث «طوفان الأقصى».

وأوضح أن هذا الأمر انعكس على السجادة الحمراء للمهرجان بشكل واضح في ظل إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية والمشكلات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من الممارسات «القمعية» التي ترتكب من الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المهرجان لديه نظرة أقرب للحيادية تحمل قدراً من التعاطف مع الشعب الفلسطيني.

«لا يمكن الفصل بين السينما والسياسة، لا سيما بالمهرجانات السينمائية الكبرى»، حسب الناقد السعودي أحمد العياد الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المهرجانات تشكل فرصة لطرح القضايا السياسية ومحاولة كسب تعاطف معها، سواء كان الأمر بشكل مباشر أو غير مباشر عبر التركيز على الجوانب الإنسانية.

لقطة من الفيلم الفلسطيني «يلا باركور» (الشرق الأوسط)
لقطة من الفيلم الفلسطيني «يلا باركور» (الشرق الأوسط)

وأضاف أن هناك أعمالاً تمنحها الظروف السياسية فرصاً أكبر في الاحتفاء الإعلامي والنقدي على غرار ما حدث العام الماضي في مهرجان برلين مع الفيلم الوثائقي «لا أرض أخرى»، وهو الفيلم الذي وصل للقائمة القصيرة بجوائز «الأوسكار»، مشيراً إلى أن الجانب السياسي الخاص بالصراع العربي الإسرائيلي يشهد زخماً بهذه الدورة.

يشير الناقد السعودي إلى أن الإدارة الجديدة للمهرجان الألماني تبدو أقل تشدداً تجاه الآراء السياسية والتفاعل معها، وهو أمر يبدو واضحاً بالفعاليات التي يجري السماح بتنظيمها على هامش «البرلينالة»، مشيراً إلى وجود إدراك لدى صناع السينما بقدرتهم على التأثير عبر المشاركة في الدعم أو تقديم أعمال تتناول القضايا التي يؤمنون بها، وهو أمر برز في «برلين» عبر دعم الموقف الأوكراني بالعام قبل الماضي.

الاهتمام بالصراع العربي - الإسرائيلي لم يكن قاصراً على الأفلام فحسب، بل امتد أيضاً ليشمل تصريحات النجوم العالميين، من بينهم الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون التي منحت جائزة «الدب الذهبي» للإنجاز مدى الحياة في حفل الافتتاح، وتحدثت عن القضية الفلسطينية و«الإبادة الجماعية» التي يتعرض لها الفلسطينيون.

وشاركت أفلام مشروع «المسافة صفر»، وهي أفلام وثائقية فلسطينية تتحدث عن تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في عدة مهرجانات دولية، وحققت ردوداً مهمة بالأوساط السينمائية.