عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، استقبل سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى المملكة العربية السعودية، علي حسن الكايد، وتم خلال الاجتماع مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبحث أوجه التعاون المشترك بين مجلس التعاون والأردن في إطار الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين الجانبين. شارك في الاجتماع الدكتور عبد العزيز العويشق الأمين المساعد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية للشؤون السياسية والمفاوضات.
> خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي المصري، وقع أول من أمس، بروتوكول تعاون مع محافظة الوادي الجديد، لتعظيم العائد من إنتاج الفدان من خلال البحث العلمي للعلماء المصريين بكليات الزراعة والطب البيطري، وذلك في إطار استراتيجية الوزارة المبنية على التنمية المستدامة، والمعرفة، والابتكار. ويهدف البروتوكول إلى تخصيص بحق الانتفاع مساحة من الأراضي القابلة للاستصلاح والاستزراع لأي جامعة من جامعات مصر، وفقاً لرؤية محافظة الوادي الجديد ممثلة في صندوق استصلاح الأراضي بالمحافظة.
> الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، استقبلت أول من أمس، السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بصحبة شباب المصريين الدارسين بالخارج، في إطار مبادرة «ولادك يا مصر»، التي أطلقتها وزارة الهجرة بهدف تعريف شريحة الدارسين المصريين بالخارج ما يحدث على أرض مصر. وأعربت السفيرة عن شكرها لرئيسة المجلس على استجابتها السريعة لتنظيم هذا اللقاء، للتنسيق والتعاون المسبق بين الطرفين في تنظيم أول مؤتمر لنابغات مصر في الخارج.
> لمرابط ولد بناهي، وزير الثقافة والصناعة التقليدية الموريتاني، أشرف أول من أمس، على تدشين مكتب قناة الموريتانية، الذي يعني بالتغطية الإعلامية في ولايات غورغول ولبراكنة واترارزة، وأكد الوزير أن هذا التدشين يدخل في إطار برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وتوجيهاته لحكومة الوزير الأول محمد ولد بلال، بتفعيل وتطوير الإعلام وتقريبه من المواطن، وذلك لتمكينه من الولوج إلى الخدمات الإعلامية ونقل الوجه الحقيقي لحياته ومعرفة مشاغله واهتماماته في مختلف أنحاء الوطن.
> الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان المصري، تفقد أول من أمس، الموقف التنفيذي لمشروع تطوير بحيرة عين الصيرة، بمحافظة القاهرة، وتجول الوزير بموقع المشروع لتفقد أعمال تنفيذ المشايات، والتشجير واللاند سكيب، وناقش الموقف التنفيذي مع مسؤولي الشركات المنفذة للمشروع، حيث أكد ضرورة الإسراع بمعدلات التنفيذ، والاهتمام بأعمال الـ«لاند سكيب» وتنفيذها بأعلى جودة، وتنويع ألوان وأنواع الزهور، وزيادة أعداد النخيل والأشجار المُظللة.
> أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، تفقد أول من أمس، نادي الصحفيين، بمحافظة الجيزة، وذلك للوقوف والاطلاع عن قرب على ما يحتاجه النادي من تطوير لكل منشآته خلال الفترة المقبلة، وأكد حرصه على أن تكون منشآت نادي الصحفيين على أعلى مستوى ليكون لائقاً بهم وبلقاءاتهم الفكرية والاجتماعية والرياضية أيضاً، كما وجه الوزير بإعداد تصور مناسب لمكونات النادي، وشملت الجولة الملاعب الرياضية للنادي، والمنشآت المقرر تطويرها ورفع كفاءتها.
> علي بن محمد الرميحي، وزير الإعلام البحريني، أشاد أول من أمس، باتفاقية التعاون التي وقعتها جمعيتا الصحافيين البحرينية والإماراتية في المجالات الصحافية والإعلامية، التي تتضمن تنظيم عدد من الزيارات المتبادلة للصحافيين والإعلاميين وتنفيذ عدد من البرامج التدريبية وورش العمل والندوات والدورات والمؤتمرات المشتركة، مؤكداً أن هذه الخطوة تسهم في الارتقاء بقطاع الصحافة في مملكة البحرين، في ظل ما تشهده الصحافة من دعم مستمر من جانب الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد.
> موسى المعايطة، وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الأردني ورئيس اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، اجتمع أول من أمس، باللجنة التوجيهية لبرنامج دعم المرأة في الانتخابات، وأكد الوزير ضرورة ثقة المجتمع بالدور الذي تقدمه المرأة على الأصعدة كافة، مشيراً إلى أن اختيار المرشحين في الانتخابات المقبلة يجب أن يكون على أساس الكفاءة، وأشار إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الوزارة لدعم مشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة.
> فيليب فاندن بولك، سفير مملكة بلجيكا لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبله اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، في مكتبه بالقيادة العامة، وهدف اللقاء - الذي حضره الملحق العسكري البلجيكي في عمّان - إلى بحث آليات وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون العسكري والتنسيق المشترك لما فيه مصلحة البلدين الصديقين.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)