عشية بدء المفاوضات الإسرائيلية - الإماراتية في أبوظبي، أعلن مستشار الرئيس ترمب وصهره، جارد كوشنر، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس (الأحد)، أن رؤية الرئيس دونالد ترمب لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني تقوم على أساس «حل الدولتين»، مع ضمانات لأمن إسرائيل.
وقال كوشنر: «نحن نحتفل باختراق طريق السلام. لقد كانت هذه طريقاً طويلة، لكنها تتكلل بالنجاح. فخلال السنوات الثلاث الأخيرة، وصفوا لنا الوضع بأنه غير قابل للتغيير، لكن ما رأيناه، مؤخراً، هو العكس تماماً. يوجد اتفاق بين دولتين عظيمتين، هما الإمارات وإسرائيل. وأمامنا آمال بانضمام دول أخرى مهمة وصفقات جديدة. وسنستمر في دفع السلام بين إسرائيل والدول العربية. لم أكن متفائلاً أبداً إلى هذه الدرجة حيال السلام».
وتطرق المسؤول الأميركي للفلسطينيين الرافضين لهذه الخطوات، فقال إنه «عندما يقرر الفلسطينيون تغيير رأيهم، وينضمون إلينا، سيكون لهم مكان، وستكون إسرائيل مستعدة. وهذا يوم ينبغي الاحتفال به لأن ذلك لا يحدث كل يوم. وأحد الأسباب التي جعلتنا نعتقد أنه مستحيل الوضع في الشرق الأوسط قبل انتخاب ترمب».
وكان نتنياهو قد استخف بالموقف الفلسطيني، فقال في المؤتمر الصحافي إن خطة ترمب هي الأولى التي تدفع سلاماً بين إسرائيل والفلسطينيين «من دون أن يغادر أحد بيته. وكلما انضمت دول عربية أكثر، سيدرك الفلسطينيون أن لا قيمة لمعارضتهم؛ إنهم يتخلفون كالعادة عن الركب».
وتابع بقوله: «لو كان علينا أن ننتظرهم، فإن انتظارنا سيطول إلى الأبد. قسم منهم ما زالوا يطمحون لطرد أكبر عدد من الإسرائيليين من بيوتهم. يريدون أن ننسحب إلى حدود 1967، بحيث نضع دولتنا في دائرة الخطر، من دون الاعتراف بدولة اليهود. وهم يسعون لمقاضاة حتى بريطانيا بسبب وعد بلفور. ثمة أمران منعا ذلك: خطة ترمب، وقدرة دول عربية، بدعم من الولايات المتحدة، على دفع سلام من دون فيتو فلسطيني».
وكان الوفد الأميركي إلى محادثات أبوظبي قد حط في تل أبيب، صباح أمس، بمشاركة مستشار الأمن القومي روبرت أوبريان، والمبعوث الخاص لترمب إلى الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش، والمبعوث الخاصللشأن الإيراني بريان هوك. وقد اجتمع الوفد مع رئيس الدولة رؤوبين رفلين، ورئيس الوزراء البديل وزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي. ويفترض أن يسافر الوفد، اليوم (الاثنين)، إلى أبوظبي، حاملاً معه الوفد الإسرائيلي المفاوض، بقيادة رئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء مئير بن شبات، وعضوية ممثلين عن الديوان، والمديرين العامين لوزارات الخارجية والتطوير الإقليمي والسياحة. وستركز المحادثات الأولى في أبوظبي على سبل تعزيز التعاون في مجموعة متنوعة من المجالات، مثل الطيران والسياحة والتجارة والاقتصاد والصحة والطاقة ومكافحة كورونا، وغير ذلك.
وقد فاجأ مكتب نتنياهو الإعلام بالإعلان أنه قرر إزالة ممثلي وزارة الأمن وأجهزة الأمن من هذا الوفد، وإرسالهم إلى أبوظبي في موعد آخر خلال الأسبوعين المقبلين. وتبين أن هذا الفصل بين العلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، والموضوع الأمني، تقرر في الحكومة الإماراتية، بموافقة واشنطن، وبالتنسيق مع نتنياهو وغانتس. وتقرر أن يكون الوفد الأمني الإسرائيلي مستقلاً، برئاسة مدير عام وزارة الأمن أمير إيشل، ومعه ممثلون عن مختلف الأجهزة الأمنية؛ «الموساد» (المخابرات الخارجية) و«أمان» (الاستخبارات العسكرية في الجيش) و«الشاباك» (جهاز الأمن العام). وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن إخراج مندوبي أجهزة الأمن من الوفد جاء في أعقاب قرار بأن يبدأ التفاوض في الشؤون المدنية أولاً.
أول رحلة لطيران إسرائيلي
ستكون أول رحلة رسمية من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى الإمارات عبر طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية «إل - عال»، من طراز «بوينغ 737 - 900»، وسيكون رقمها 971، وهي مقدمة الاتصال الدولي لدولة الإمارات، وسيكون رقم الرحلة المعاكسة من أبوظبي إلى تل أبيب 972، وهي مقدمة الاتصال الدولي بإسرائيل. وقد حرصت الشركة على لصق كلمة «سلام» على جسم الطائرة باللغات الثلاث: العبرية والإنجليزية والعربية. وقد تم تركيب نظام دفاع صاروخي، مصمم لحماية الطائرات المدنية من الصواريخ المحمولة على الكتف، وهو نظام ليزر يكتشف الصواريخ، ويقوم بحرف مسار الصاروخ بعيداً عن الطائرة.