يسرا المسعودي: علاقتي بالمطبخ «مزاجية»

الخضراوات المشوية والملوخية المصرية من أحب النكهات للفنانة التونسية

الفنانة يسرا المسعودي تربطها علاقة خجولة بالمطبخ
الفنانة يسرا المسعودي تربطها علاقة خجولة بالمطبخ
TT

يسرا المسعودي: علاقتي بالمطبخ «مزاجية»

الفنانة يسرا المسعودي تربطها علاقة خجولة بالمطبخ
الفنانة يسرا المسعودي تربطها علاقة خجولة بالمطبخ

عبرت الفنانة التونسية يسرا المسعودي، عن حبها للملوخية بالطريقة المصرية، لـ«تميز طريقة تحضيرها عن باقي البلدان الأخرى»، وقالت إنها تفضل المطبخ الإيطالي، لأنها تحب المعكرونة، لافتة إلى اهتمامها عموماً بالأكل الصحي، وخاصة الخضراوات المشوية.
وتحدثت يسرا المسعودي إلى «الشرق الأوسط» عن علاقتها «المزاجية» بدخول المطبخ لإعداد الطعام، وقالت «إذا قررت دخول المطبخ لطهي صنف ما أهتم جداً بالتفاصيل»، مستدركة: «وإذا كان مزاجي سيئاً أخرج فوراً ولا أكمل ما بدأت، لأني أحب التفنن في صنع الطعام، ولكن بطريقة عشوائية ومزاج رائق، وفي النهاية يخرج من تحت يدي أطباق رائعة»... وإلى نص الحوار:
> ما هو طبقك المفضل؟
- أحب دائما تناول الملوخية عندما أكون في مصر، لأن لها مذاقا مختلفا عن باقي الدول، وحاولت تحضيرها ولكن لم أستطع لأن مذاقها هناك يكون رائعاً، أما في تونس فأعشق الخضراوات المشوية جداً، وهي وجبة متوازنة وخفيفة وصحية للغاية وهذا ما اعتدت عليه.
> ما هو مطعمك المفضل في بلدك وخلال أسفارك؟
- أحب تناول الطعام في منطقة «جمرت» بتونس، فهي تمتاز بالخصوصية والهدوء وسط الخضرة والهواء، وخارج بلدي، وخاصة عندما يكون لدي عمل، فلا أفضل التردد على المطاعم، أكتفي فقط بتحضير بعض الساندويتشات بسبب انشغالي بالتصوير، وأحياناً أذهب في وقت الراحة إلى أقرب مكان لشرب القهوة، التي لا أستغني عنها مطلقاً.
> معنى ذلك أنك لا تهتمين بالطعام خلال سفرك؟
- على حسب نوع السفر إذا كانت مهمة عمل لا أهتم بالأكل إلى حد ما، أتناول بعض الأطعمة الخفيفة، أما إذا كان السفر للترفيه فأذهب إلى المطاعم، وأتناول كل ما أريده لكن بحرص شديد، خوفاً من زيادة وزني.
> وهل تفضلين تجربة الأصناف المشهورة في البلدان التي تذهبين إليها؟
- نعم أحب تجربة طعام البلد الذي أسافر إليه كنوع من التجديد ولاكتشاف الثقافات المختلفة لكن إذا سمح وقتي بذلك، علما بأن انفتاح الثقافات جعل كل الطعام متوفرا في أنحاء العالم، وليس صعباً الحصول على طعام ما في أي بلد.
> ما هو مطبخك المفضل؟
- المطبخ الإيطالي، لأني أحب المعكرونة بأنواعها، وكثيراً ما أتردد على المطاعم الإيطالية عندما أكون في مصر أو تونس للاستمتاع بمذاق طعامهم المختلف.
> هل تفضلين دعوة أصدقائك على مطعم فخم أم مطعم بسيط؟
- حسب شخصية الصديق، فهناك من يعتبر المطاعم البسيطة بُخل وهذه هي ثقافتهم، لكن في مقابل ذلك يوجد من يهتمون بالود والسمر والصحبة ولا يعنيهم الطعام، وفي كل الأحوال أفضل دعوة الأصدقاء على فنجان من القهوة لأني شخصيا عاشقة للقهوة، ومن أحبه أقدم له فنجان قهوة مميزا. وأنا أحب الخروج عن المألوف في خروجي وسفري.
> أيهما أساسي بالنسبة لك السمك أم اللحم أم الدجاج؟
- أحب الدجاج كثيراً بالإضافة إلى الـ«سي فود» أما اللحوم فهي ثقيلة نوعاً ما على معدتي، أتناولها أحيانا ولكن بكميات قليلة مع كثير من الخضراوات.
> صفي لنا علاقتك مع المطبخ؟
- علاقتي به مزاجية جداً، لكن إذا قررت دخوله لصنع صنف ما أهتم بالتفاصيل، وإذا كان مزاجي سيئاً أخرج فوراً ولا أكمل ما بدأت، لأني أهوى التفنن في صنع الطعام بطريقة عشوائية ومزاج رائق، وفي النهاية يخرج من تحت يدي أطباق رائعة.
> هل تفضلين السكريات أو الموالح؟
- الاثنتان بنسبة محددة، وأنا من النوع الذي يتذوق الطعام ليحدد هل يروق لي أم لا، وإن كنت أميل أكثر إلى اختيار الطعام المالح أما الحلويات فلا أشتهيها كثيراً.
> ما علاقتك بالمعجنات والخضراوات؟
- لا أستغني عن الخيار، والخس، والفاصوليا، والبسلة، ولا أمنع نفسي من تذوق بعض المعجنات حسب سعراتها.
> ما هو الطبق أو المكون الذي تكرهين مذاقه؟
- لا أكره طبقا معينا، ولكن الأطباق التي تدخل فيها اللحوم بشكل مبالغ فيه تكون ثقيلة علي، وأختار بعضا منها بشرط أن تكون كاملة الطهي، وبدون دسم عالٍ.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.