بطولة «فلاشينغ ميدوز» للتنس تنطلق غداً... والفرصة متاحة للشباب في غياب الكبار

منافسة كبيرة بين السيدات في البطولة رغم غياب أبرز المصنفات

صوفيا كينين بطلة أستراليا المفتوحة (غيتي)
صوفيا كينين بطلة أستراليا المفتوحة (غيتي)
TT

بطولة «فلاشينغ ميدوز» للتنس تنطلق غداً... والفرصة متاحة للشباب في غياب الكبار

صوفيا كينين بطلة أستراليا المفتوحة (غيتي)
صوفيا كينين بطلة أستراليا المفتوحة (غيتي)

تنطلق بطولة أميركا المفتوحة للتنس التي تقام على ملاعب «فلاشينغ ميدوز»، إحدى البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام)، غداً (الاثنين)، التي تشكل تقليدياً رابعة البطولات الكبرى، لكنها الثانية هذا الموسم بسبب تداعيات جائحة «كوفيد-19». وبسبب وباء فيروس «كورونا»، ستقام البطولة من دون حضور الجماهير، مع وجود اللاعبين في عزلة عن العالم الخارجي، تحت قيود صحية ووقائية صارمة. وجاء غياب روجر فيدرر ورفائيل نادال عن بطولة أميركا المفتوحة هذا العام ليكون بمثابة أفضل فرصة للجيل المقبل من الشبان لإنهاء هيمنة «الثلاثي الكبير» على البطولات الأربع الكبرى. ولأول مرة في 21 عاماً، تشهد قرعة الدور الرئيسي في البطولات الأربع الكبرى غياب نادال وفيدرر معاً، وهما بالإضافة إلى ديوكوفيتش (المصنف الأول عالمياً) نالوا آخر 13 لقباً في البطولات الأربع الكبرى، ولا يوجد ما يوحي بتوقف هذا الأمر.
وبرزت أسماء دانييل ميدفيديف وألكسندر زفيريف وستيفانوس تيتيباس ودومينيك تيم، بصفتها الأبرز لوضع حد لهيمنة الثلاثي على اللعبة، لكنهم لم ينجحوا في فعل ذلك في البطولات الكبرى. ويدرك هؤلاء الشبان مدى أهمية غياب فيدرر ونادال عن البطولة. فقد قال ميدفيديف: «إنها فرصة هائلة لتتويج بطل جديد في البطولات الأربع الكبرى لأن ثمة ثلاثة لاعبين فقط في القرعة سبق لهم الفوز بإحدى البطولات الأربع الكبرى، وهم: (مارين) شيليتش، و(آندي) موراي، ونوفاك (ديوكوفيتش)».
وتألق اللاعب الروسي البالغ عمره 24 عاماً في أميركا الشمالية العام الماضي، إذ تأهل لنهائي بطولات أميركا المفتوحة وكندا سينسناتي، حيث خسر أمام نادال في نهائي أميركا المفتوحة، وتغلب على ديوكوفيتش في قبل نهائي سينسناتي التي حصد لقبها. وقال ميدفيديف إن اللعب أمام مدرجات خالية سيكون تجربة غريبة، لكن ذلك لن يؤثر على رغبته في الفوز.
ويأمل آخرون، مثل تيتيباس الفائز بلقب البطولة الختامية لموسم تنس الرجال العام الماضي، في الاستفادة من تقليل عوامل التشتيت، حيث صرح اللاعب اليوناني البالغ عمره 22 عاماً، قائلاً: «لن أكذب عليكم. هذا ليس سيئاً على الإطلاق؛ إنه يمنحني فرصة للتدريب كثيراً، ومعرفة المزيد عن نفسي على أرض الملعب، وحب رياضتنا بشكل أكبر».
وعزز زفيريف، البالغ عمره 23 عاماً، الذي بلغ الدور قبل النهائي لبطولة أستراليا المفتوحة هذا العام، طاقمه التدريبي بضم ديفيد فيرير، في محاولة لعلاج نقاط ضعفه. وقال زفيريف: «لعبنا (أحدنا ضد الآخر) ثماني مرات في مسيرتنا، وهو يعلم تماماً ما الذي أحتاج إليه للتطور من وجهة نظره بصفته لاعباً؛ إنه يعلم كيف يواجهني، ويعلم كيف يفوز عليّ، ويعزز فرصته ضدي».
وخسر النمساوي تيم أمام فيليب كراينوفيتش بمجموعتين متتاليتين في أول مباراة منذ عودته في بطولة سينسناتي المفتوحة، يوم الاثنين الماضي، لكن وصيف بطل أستراليا المفتوحة ما زال واثقاً في إمكانية إنهاء صيامه عن البطولات الأربع الكبرى. ويقف في طريقه ديوكوفيتش (المصنف الأول عالمياً) الذي ارتفعت أسهمه في الفوز بلقبه الـ18 في البطولات الأربع الكبرى، والرابع في نيويورك، منذ إعلان فيدرر ونادال غيابهما عن البطولة.

منافسات السيدات
ومن المرجح أن تشهد منافسات السيدات في بطولة «فلاشينغ ميدوز» هذا العام منافسة شديدة كالعادة، رغم غياب بعض المصنفات، إذ يتوقع أن تبدأ اللاعبات في إطلاق ضربات الإرسال الساحقة بعد نفضهن غبار فترة التوقف بسبب وباء كورونا. ومع انسحاب 6 من أول 10 مصنفات (بينهن المصنفة الأولى آشلي بارتي، وسيمونا هاليب، وحاملة اللقب بيانكا أندريسكو) من البطولة لأسباب مختلفة، تبدو فرصة صوفيا كينين (بطلة أستراليا المفتوحة) الأبرز في المنافسة على اللقب. لكن استعداد اللاعبة الأميركية البالغ عمرها 21 عاماً لـ«فلاشينغ ميدوز» تعرض لضربة يوم الأحد الماضي، عندما خرجت من الدور الأول لبطولة سينسناتي المفتوحة في نيويورك، بالخسارة في مجموعات مباشرة أمام الفرنسية أليز كورنيه.
وقالت كينين: «من الواضح أنه (الفوز ببطولة أستراليا المفتوحة) موجود، ولا يمكن لأي أحد إلغاء هذا الفوز، لكني أشعر أنني يجب أن أضع ذلك جانباً بطريقة ما... أتمنى أن أقدم أداء أفضل قليلاً... وسوف نرى كيف ستيسر الأمور». وخسارة كينين في آخر بطولة قبل انطلاق «أميركا المفتوحة» كانت المرة الثالثة هذا العام، حيث سقطت أمام أول عقبة إثر انتصارها في ملبورن، لتزيد من الشكوك بشأن قدرتها على حصد ثاني ألقابها الكبرى.
ولم تواجه منافستها نعومي أوساكا مثل هذه المتاعب عقب فوزها بلقب أميركا المفتوحة 2018، حيث شقت اللاعبة اليابانية طريقها لحصد لقب بطولة أستراليا المفتوحة العام الماضي، لكنها عانت تقريباً لتكرار أدائها، وتحقيق النجاح مجدداً. ولم تشارك اللاعبة البالغ عمرها 22 عاماً منذ فبراير (شباط) الماضي في أي بطولة، قبل المشاركة في سينسناتي، وستسعى لإعادة اكتشاف أفضل مستوياتها من أجل خوض تحدٍ خطيرٍ.
ومثل أوساكا، استغلت الأميركية كوكو جوف فترة الراحة الإجبارية بسبب وباء كورونا في التحدث علناً ضد الظلم الاجتماعي العنصري في الولايات المتحدة، لتحظى بإشادة واسعة النطاق. وقدمت اللاعبة البالغ عمرها 16 عاماً مسيرة مذهلة منذ بلوغها الدور الرابع في بطولة ويمبلدون، في يوليو (تموز) 2019، وتأمل في تعزيز مكانتها البارزة بالفعل في اللعبة، من خلال الفوز بأول ألقابها الكبرى.
وتسعى أيضاً كارولينا بليسكوفا (المصنفة الأولى عالمياً سابقاً) لتحقيق بطولتها الكبرى الأولى، وستتمسك اللاعبة التشيكية بفرصها، حيث كانت قريبة للغاية من اللقب عندما حلت وصيفة للبطلة في نيويورك عام 2016.
وتشهد بطولة أميركا المفتوحة بطلة جديدة في كل عام في آخر 5 سنوات، لكن معظم الجماهير تترقب فوز سيرينا ويليامز (الفائزة باللقب 6 مرات)، رغم غياب هذه الجماهير عن المدرجات للهتاف للاعبة الأميركية المخضرمة.
وقالت سيرينا، البالغ عمرها 38 عاماً، التي بلغت نهائي آخر بطولتين في «فلاشينغ ميدوز»، وتسعى لمعادلة الرقم القياسي في الحصول على 24 بطولة كبرى في فردي السيدات، للصحافيين: «أنا في الواقع لائقة جاهزة تماماً للبطولة؛ أشعر بأنني مستعدة لأي شيء».


مقالات ذات صلة

«دورة أستراليا»: البطل السابق فافرينكا يشارك ببطاقة دعوة

رياضة عالمية ستان فافرينكا يشارك في أستراليا المفتوحة (أ.ب)

«دورة أستراليا»: البطل السابق فافرينكا يشارك ببطاقة دعوة

أعلن منظمو بطولة أستراليا المفتوحة للتنس الجمعة أن ستان فافرينكا كان من بين 9 لاعبين حصلوا على بطاقات دعوة للمشاركة في البطولة.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية ستيسي أليستر ستتنحى عن منصب مديرة بطولة أميركا المفتوحة العام المقبل (أ.ب)

أليستر مديرة «أميركا المفتوحة» تتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025

أعلن الاتحاد الأميركي للتنس أن ستيسي أليستر مديرة بطولة أميركا المفتوحة ستتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025 من البطولة الكبرى وستتولى دوراً استشارياً بالاتحاد.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية من تجهيزات كرات المضرب في لندن (أ.ب)

اتحاد التنس البريطاني يمنع مشاركة المتحولات لضمان العدالة

قال اتحاد التنس البريطاني الأربعاء إنه أجرى تحديثاً لقواعده لمنع النساء المتحولات جنسياً من المشاركة في عدد من بطولات للسيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جانب من مواجهات بطولات التحدي للتنس (رويترز)

زيادة قيمة الجوائز المالية في سلسلة بطولات التحدي للتنس 2025

أعلن اتحاد لاعبي التنس المحترفين الأربعاء جوائز مالية قياسية قدرها 28.5 مليون دولار في سلسلة بطولات التحدي موسم 2025، بزيادة 6.2 مليون دولار عن هذا العام

«الشرق الأوسط» (بنغالورو)
رياضة عالمية البيلاروسية أرينا سابالينكا (أ.ب)

البيلاروسية سابالينكا أفضل لاعبة تنس 2024

حصلت البيلاروسية أرينا سابالينكا على جائزة لاعبة العام لدى اتحاد لاعبات التنس المحترفات للمرة الأولى في مسيرتها.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».