تنطلق بطولة أميركا المفتوحة للتنس التي تقام على ملاعب «فلاشينغ ميدوز»، إحدى البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام)، غداً (الاثنين)، التي تشكل تقليدياً رابعة البطولات الكبرى، لكنها الثانية هذا الموسم بسبب تداعيات جائحة «كوفيد-19». وبسبب وباء فيروس «كورونا»، ستقام البطولة من دون حضور الجماهير، مع وجود اللاعبين في عزلة عن العالم الخارجي، تحت قيود صحية ووقائية صارمة. وجاء غياب روجر فيدرر ورفائيل نادال عن بطولة أميركا المفتوحة هذا العام ليكون بمثابة أفضل فرصة للجيل المقبل من الشبان لإنهاء هيمنة «الثلاثي الكبير» على البطولات الأربع الكبرى. ولأول مرة في 21 عاماً، تشهد قرعة الدور الرئيسي في البطولات الأربع الكبرى غياب نادال وفيدرر معاً، وهما بالإضافة إلى ديوكوفيتش (المصنف الأول عالمياً) نالوا آخر 13 لقباً في البطولات الأربع الكبرى، ولا يوجد ما يوحي بتوقف هذا الأمر.
وبرزت أسماء دانييل ميدفيديف وألكسندر زفيريف وستيفانوس تيتيباس ودومينيك تيم، بصفتها الأبرز لوضع حد لهيمنة الثلاثي على اللعبة، لكنهم لم ينجحوا في فعل ذلك في البطولات الكبرى. ويدرك هؤلاء الشبان مدى أهمية غياب فيدرر ونادال عن البطولة. فقد قال ميدفيديف: «إنها فرصة هائلة لتتويج بطل جديد في البطولات الأربع الكبرى لأن ثمة ثلاثة لاعبين فقط في القرعة سبق لهم الفوز بإحدى البطولات الأربع الكبرى، وهم: (مارين) شيليتش، و(آندي) موراي، ونوفاك (ديوكوفيتش)».
وتألق اللاعب الروسي البالغ عمره 24 عاماً في أميركا الشمالية العام الماضي، إذ تأهل لنهائي بطولات أميركا المفتوحة وكندا سينسناتي، حيث خسر أمام نادال في نهائي أميركا المفتوحة، وتغلب على ديوكوفيتش في قبل نهائي سينسناتي التي حصد لقبها. وقال ميدفيديف إن اللعب أمام مدرجات خالية سيكون تجربة غريبة، لكن ذلك لن يؤثر على رغبته في الفوز.
ويأمل آخرون، مثل تيتيباس الفائز بلقب البطولة الختامية لموسم تنس الرجال العام الماضي، في الاستفادة من تقليل عوامل التشتيت، حيث صرح اللاعب اليوناني البالغ عمره 22 عاماً، قائلاً: «لن أكذب عليكم. هذا ليس سيئاً على الإطلاق؛ إنه يمنحني فرصة للتدريب كثيراً، ومعرفة المزيد عن نفسي على أرض الملعب، وحب رياضتنا بشكل أكبر».
وعزز زفيريف، البالغ عمره 23 عاماً، الذي بلغ الدور قبل النهائي لبطولة أستراليا المفتوحة هذا العام، طاقمه التدريبي بضم ديفيد فيرير، في محاولة لعلاج نقاط ضعفه. وقال زفيريف: «لعبنا (أحدنا ضد الآخر) ثماني مرات في مسيرتنا، وهو يعلم تماماً ما الذي أحتاج إليه للتطور من وجهة نظره بصفته لاعباً؛ إنه يعلم كيف يواجهني، ويعلم كيف يفوز عليّ، ويعزز فرصته ضدي».
وخسر النمساوي تيم أمام فيليب كراينوفيتش بمجموعتين متتاليتين في أول مباراة منذ عودته في بطولة سينسناتي المفتوحة، يوم الاثنين الماضي، لكن وصيف بطل أستراليا المفتوحة ما زال واثقاً في إمكانية إنهاء صيامه عن البطولات الأربع الكبرى. ويقف في طريقه ديوكوفيتش (المصنف الأول عالمياً) الذي ارتفعت أسهمه في الفوز بلقبه الـ18 في البطولات الأربع الكبرى، والرابع في نيويورك، منذ إعلان فيدرر ونادال غيابهما عن البطولة.
منافسات السيدات
ومن المرجح أن تشهد منافسات السيدات في بطولة «فلاشينغ ميدوز» هذا العام منافسة شديدة كالعادة، رغم غياب بعض المصنفات، إذ يتوقع أن تبدأ اللاعبات في إطلاق ضربات الإرسال الساحقة بعد نفضهن غبار فترة التوقف بسبب وباء كورونا. ومع انسحاب 6 من أول 10 مصنفات (بينهن المصنفة الأولى آشلي بارتي، وسيمونا هاليب، وحاملة اللقب بيانكا أندريسكو) من البطولة لأسباب مختلفة، تبدو فرصة صوفيا كينين (بطلة أستراليا المفتوحة) الأبرز في المنافسة على اللقب. لكن استعداد اللاعبة الأميركية البالغ عمرها 21 عاماً لـ«فلاشينغ ميدوز» تعرض لضربة يوم الأحد الماضي، عندما خرجت من الدور الأول لبطولة سينسناتي المفتوحة في نيويورك، بالخسارة في مجموعات مباشرة أمام الفرنسية أليز كورنيه.
وقالت كينين: «من الواضح أنه (الفوز ببطولة أستراليا المفتوحة) موجود، ولا يمكن لأي أحد إلغاء هذا الفوز، لكني أشعر أنني يجب أن أضع ذلك جانباً بطريقة ما... أتمنى أن أقدم أداء أفضل قليلاً... وسوف نرى كيف ستيسر الأمور». وخسارة كينين في آخر بطولة قبل انطلاق «أميركا المفتوحة» كانت المرة الثالثة هذا العام، حيث سقطت أمام أول عقبة إثر انتصارها في ملبورن، لتزيد من الشكوك بشأن قدرتها على حصد ثاني ألقابها الكبرى.
ولم تواجه منافستها نعومي أوساكا مثل هذه المتاعب عقب فوزها بلقب أميركا المفتوحة 2018، حيث شقت اللاعبة اليابانية طريقها لحصد لقب بطولة أستراليا المفتوحة العام الماضي، لكنها عانت تقريباً لتكرار أدائها، وتحقيق النجاح مجدداً. ولم تشارك اللاعبة البالغ عمرها 22 عاماً منذ فبراير (شباط) الماضي في أي بطولة، قبل المشاركة في سينسناتي، وستسعى لإعادة اكتشاف أفضل مستوياتها من أجل خوض تحدٍ خطيرٍ.
ومثل أوساكا، استغلت الأميركية كوكو جوف فترة الراحة الإجبارية بسبب وباء كورونا في التحدث علناً ضد الظلم الاجتماعي العنصري في الولايات المتحدة، لتحظى بإشادة واسعة النطاق. وقدمت اللاعبة البالغ عمرها 16 عاماً مسيرة مذهلة منذ بلوغها الدور الرابع في بطولة ويمبلدون، في يوليو (تموز) 2019، وتأمل في تعزيز مكانتها البارزة بالفعل في اللعبة، من خلال الفوز بأول ألقابها الكبرى.
وتسعى أيضاً كارولينا بليسكوفا (المصنفة الأولى عالمياً سابقاً) لتحقيق بطولتها الكبرى الأولى، وستتمسك اللاعبة التشيكية بفرصها، حيث كانت قريبة للغاية من اللقب عندما حلت وصيفة للبطلة في نيويورك عام 2016.
وتشهد بطولة أميركا المفتوحة بطلة جديدة في كل عام في آخر 5 سنوات، لكن معظم الجماهير تترقب فوز سيرينا ويليامز (الفائزة باللقب 6 مرات)، رغم غياب هذه الجماهير عن المدرجات للهتاف للاعبة الأميركية المخضرمة.
وقالت سيرينا، البالغ عمرها 38 عاماً، التي بلغت نهائي آخر بطولتين في «فلاشينغ ميدوز»، وتسعى لمعادلة الرقم القياسي في الحصول على 24 بطولة كبرى في فردي السيدات، للصحافيين: «أنا في الواقع لائقة جاهزة تماماً للبطولة؛ أشعر بأنني مستعدة لأي شيء».