عقار لعلاج «كورونا القطط» يدخل مرحلة التجارب

علماء بكندا اكتشفوا أنه قادر على منع تكاثر الفيروس في الخلايا البشرية

دواء لعلاج مرض يسببه «كورونا» في القطط
دواء لعلاج مرض يسببه «كورونا» في القطط
TT

عقار لعلاج «كورونا القطط» يدخل مرحلة التجارب

دواء لعلاج مرض يسببه «كورونا» في القطط
دواء لعلاج مرض يسببه «كورونا» في القطط

دخل دواء يستخدم لعلاج مرض قاتل يسببه فيروس «كورونا في القطط»، دائرة الترشيحات للانضمام إلى «بورصة علاجات كورونا البشرية»، وذلك بعدما أظهرت النتائج المعملية أنه فعال في «منع تكاثر الفيروس في الخلايا المصابة به».
وتصاب القطط بنوع من فيروسات «كورونا» وهو (FeCV) الذي يستهدفها على وجه التحديد، ويصيب واحدة من بين كل 10 قطط، حيث يحدث تسلل للفيروس إلى خلايا مناعية معينة، لينتشر في جميع أنحاء الجسم، مسبباً عدوى تسمى «التهاب الصفاق السنوري المعدي» (FIPV)، والتي تكون قاتلة إذا تركت دون علاج. وخلال دراسة نشرت في 27 أغسطس (آب) الحالي بالعدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن»، اختبر باحثون من جامعة ألبرتا الكندية، فاعلية دواء أولي يسمى (GC376) استخدم بنجاح في علاج «كورونا القطط»، فأثبتوا أنه «قادر على منع تكاثر فيروس (كورونا المستجد) في الخلايا البشرية». ويستعد الباحثون لـ«إطلاق تجربة سريرية لهذا العقار».
وعادة لكي يدخل الدواء في التجارب السريرية، يجب تأكيده في المختبر، ثم اختباره في نماذج حيوانية، ونظراً لأن هذا الدواء قد تم استخدامه بالفعل لعلاج القطط المصابة بـ«كورونا»، وهو فعال مع انعدام السمية، فقد اجتاز بالفعل هذه المراحل، وهذا يسمح للفريق البحثي بالانتقال مباشرة للتجارب السريرية. وكان هذا الدواء قد تم اختباره لأول مرة عام 2003 لعلاج متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (سارس)، ثم قام باحثون بيطريون بتطوير مثبط الإنزيم البروتيني الموجود فيه. وأظهروا أنه يعالج مرضاً قاتلاً في القطط، ومجدداً وجد باحثو جامعة ألبرتا الكندية استخداماً جديداً له.
ويثبط دواء (GC376) إنزيمات البروتياز التي يعتمد عليها فيروس «كورونا القطط» للمساعدة في عمل نسخ من مادته الجينية المعروفة باسم «RNA»، وتستخدم فيروسات «كورونا» الأخرى، بما في ذلك فيروس «كورونا المستجد» الذي يصيب البشر، الإنزيم نفسه لبناء نسخ من الفيروس، ولذلك فإن الدواء أظهر فاعلية في التجارب قبل السريرية.
وتقول جوان ليميو، أستاذ الكيمياء الحيوية في كلية الطب بجامعة ألبرتا في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، «في شهرين فقط، أظهرت نتائجنا أن الدواء فعال في منع تكاثر الفيروس في الخلايا المصابة، ومن المحتمل جداً أن يعمل هذا الدواء في البشر، لذلك نشجع على أنه سيكون علاجاً فعالاً مضاداً لفيروس (كوفيد - 19)»، مضيفة: «لقد حددنا الشكل ثلاثي الأبعاد للبروتياز مع وجود الدواء، مما يوضح آلية التثبيط، وهذا سيسمح لنا بتطوير عقار أكثر فاعلية».
ودخل باحثو جامعة ألبرتا في تعاون مع شركة (أنفيف لايف ساينس)، وهي شركة طب بيطري تعمل على تطوير عقار (GC376) للقطط، لإنتاج كمية الدواء اللازم للتجارب السريرية البشرية. وبحسب ليميو فإنه «من المرجح أن يتم اختباره في جامعة ألبرتا بالاشتراك مع مضادات فيروسات واعدة أخرى مثل (ريميديسفير)، وهو أول علاج معتمد للاستخدام المشروط في بعض البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا».
من جانبه، لم يبد الدكتور محمد سمير، أستاذ الأمراض المشتركة بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة) تعجباً من هذا التوجه، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك نحو 300 مرض مشترك بين البشر والحيوانات، وكثيرا من المضادات الحيوية مشتركة بين الاثنين، ولكن يكون حجم الجرعات مختلفاً»، موضحاً أن «هذا الطابع المشترك يظهر في أن عقار (GC376) قد تم تطويره في الأساس لعلاج متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (سارس)، ثم أظهر فاعلية مع القطط».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.