سُجن 44 عاما ظلماً... إطلاق سراح أميركي أسود أُدين خطأً بالاغتصاب

روني لونغ  يقف في ممر بإصلاحية ألبيمارل بولاية نورث كارولينا الأميركية (أ.ب)
روني لونغ يقف في ممر بإصلاحية ألبيمارل بولاية نورث كارولينا الأميركية (أ.ب)
TT

سُجن 44 عاما ظلماً... إطلاق سراح أميركي أسود أُدين خطأً بالاغتصاب

روني لونغ  يقف في ممر بإصلاحية ألبيمارل بولاية نورث كارولينا الأميركية (أ.ب)
روني لونغ يقف في ممر بإصلاحية ألبيمارل بولاية نورث كارولينا الأميركية (أ.ب)

أُطلق سراح رجل أسود من أحد سجون ولاية كارولينا الشمالية يوم الخميس بعد أن أمضى 44 عاماً في جريمة يؤكد أنه لم يرتكبها، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وروني لونغ، الذي كان يرتدي بدلة داكنة من ثلاث قطع وربطة عنق حمراء وقبعة، خرج من السجن، حاملاً أغراضه القليلة خلفه. ورفع يديه إلى الحشد وألقى بذراعيه حول أحد أفراد أسرته قبل مخاطبة الصحافيين.
قال لونغ: «لقد كان طريقاً طويلاً... لكن الأمر انتهى... انتهى الآن».
وكان يرتدي قناعاً كتب عليه «حرروا روني لونغ»، ونسب الفضل في خروجه من السجن إلى أحبائه لمثابرتهم خلال المعركة القانونية الطويلة.
ولونغ، البالغ من العمر الآن 64 عاما، متهم باغتصاب امرأة بيضاء. ووجدت هيئة محلفين من البيض أنه مذنب بارتكاب جريمة الاغتصاب والسطو في عام 1976 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وتم إبطال إدانته يوم الخميس بعد أن قدمت ولاية نورث كارولينا طلباً في المحكمة الفيدرالية للقيام بذلك.
وكتبت قاضية محكمة الاستئناف الرابعة بالولايات المتحدة ستيفاني ثاكر: «منذ إدانة لونغ، كشفت سلسلة من الإفصاحات بعد المحاكمة عن نمط مقلق من الإخفاء المتعمد للشرطة للأدلة المادية».
وقالت ثاكر إن تلك الأدلة، التي تضمنت عينات السائل المنوي وبصمات أصابع من مسرح الجريمة لا تتطابق مع لونغ، تم حجبها عمدا من قبل سلطات إنفاذ القانون.
وأوضح محامي لونغ، جيمي لاو، أستاذ القانون في جامعة ديوك: «بسبب الخداع الذي حدث أثناء المحاكمة، لم يستفد روني ومحاميه في ذلك الوقت من هذا الدليل لتقديمه إلى هيئة المحلفين... لذا فقد تم سجنه ظلما لمدة 44 عاما».
* الديناميات العرقية لعبت دوراً
قال لاو إن حجب الأدلة يعني أن لونغ كان يواجه بالفعل محاكمة غير عادلة. لكن الديناميات العرقية في ذلك الوقت عملت ضده أيضاً.
واتهم لونغ باغتصاب امرأة بيضاء تبلغ من العمر 54 عاماً في كونكورد بولاية نورث كارولينا في 25 أبريل (نيسان) 1976. وذكرت السيدة أن الجاني هاجمها في منزلها واعتدى عليها وهرب، وفقاً لتقرير المحكمة.
وبعد حوالي أسبوعين، طلبت منها الشرطة الحضور إلى قاعة المحكمة ومراقبة الأشخاص الذين حضروا لقضايا أخرى لمعرفة ما إذا كان أي شخص يشبه المعتدي عليها، بحسب مذكرة المحكمة. وانتهى بها الأمر بالتعرف على لونغ، الذي كان هناك بتهمة التعدي على ممتلكات الغير.
وتم النظر في القضية من قبل هيئة محلفين من البيض. وقال لاو إن كل شاهد في الادعاء كان أبيض البشرة، بينما كان كل شاهد دفاع من السود.
وقال لاو: «كانت الأوراق مكدسة بشدة ضده وجزء كبير من ذلك كان الديناميات العرقية في نورث كارولينا في الجنوب، ولا سيما كونكورد، في عام 1976». وردد قضاة اتحاديون هذا الشعور في ملف المحكمة.
وكتب القاضي جيمس وين من الدائرة الرابعة لمحكمة الاستئناف: «السيد لونغ رجل أسود حوكم في بلدة صغيرة بولاية نورث كارولينا في السبعينيات من قبل هيئة محلفين بيضاء بتهمة اغتصاب الأرملة البيضاء لمدير تنفيذي محلي بارز».
ورحب قادة الحقوق المدنية والمسؤولون المحليون بإطلاق سراح لونغ، ووُصف اعتقاله بأنه «مثال للظلم».


مقالات ذات صلة

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)

هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
TT

هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)

تحمس وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو الذي تولى حقيبة الثقافة قبل 6 أشهر، لعقد «يوم الثقافة» بُغية تكريم المبدعين في مختلف مجالات الإبداع، من منطلق أن «التكريم يعكس إحساساً بالتقدير وشعوراً بالامتنان»، لكن كثرة عدد المكرمين وبعض الأسماء أثارت تساؤلات حول مدى أحقية البعض في التكريم، وسقوط الاحتفالية الجديدة في فخ «التكريمات غير المستحقة».

وأقيم الاحتفال الأربعاء برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدمه الفنان فتحي عبد الوهاب، وكان الوزير قد عهد إلى جهات ثقافية ونقابات فنية باختيار من يستحق التكريم من الأحياء، كما كرم أيضاً الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا العام الماضي، وقد ازدحم بهم وبذويهم المسرح الكبير في دار الأوبرا.

ورأى فنانون من بينهم يحيى الفخراني أن «الاحتفالية تمثل عودة للاهتمام بالرموز الثقافية»، وأضاف الفخراني خلال تكريمه بدار الأوبرا المصرية: «سعادتي غير عادية اليوم».

الفنان يحيى الفخراني يلقي كلمة عقب تكريمه في يوم الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)

وشهد الاحتفال تكريم عدد كبير من الفنانين والأدباء والمثقفين على غرار يحيى الفخراني، والروائي إبراهيم عبد المجيد، والمايسترو ناير ناجي، والشاعر سامح محجوب، والدكتور أحمد درويش، والمخرجين هاني خليفة، ومروان حامد، والسينارست عبد الرحيم كمال، والفنان محمد منير الذي تغيب عن الحضور لظروف صحية، وتوجه الوزير لزيارته في منزله عقب انتهاء الحفل قائلاً له إن «مصر كلها تشكرك على فنك وإبداعك».

كما تم تكريم المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا، وقد بلغ عددهم 35 فناناً ومثقفاً، من بينهم مصطفى فهمي، وحسن يوسف، ونبيل الحلفاوي، والملحن حلمي بكر، وشيرين سيف النصر، وصلاح السعدني، وعاطف بشاي، والفنان التشكيلي حلمي التوني، والملحن محمد رحيم، والمطرب أحمد عدوية.

وزير الثقافة يرحب بحفيد وابنة السينارست الراحل بشير الديك (وزارة الثقافة المصرية)

وانتقد الكاتب والناقد المصري طارق الشناوي تكريم نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لو اختاره مجلس النقابة كان عليه أن ينأى بنفسه عن ذلك»، مشيراً إلى أن الاختيارات جاءت على عُجالة، ولم يتم وضع خطوط عريضة لمواصفات المكرمين، كما أنه لا يجوز أن يُرشح نقيب الموسيقيين ورئيس اتحاد الكتّاب نفسيهما للتكريم، وأنه كان على الوزير أن يتدخل «ما دام أن هناك خطأ». لكن الشناوي، أحد أعضاء لجنة الاختيار، يلفت إلى أهمية هذا الاحتفال الذي عدّه «عودة حميدة للاهتمام بالإبداع والمبدعين»، مشدداً على أهمية «إتاحة الوقت للترتيب له، وتحديد من يحصل على الجوائز، واختيار تاريخ له دلالة لهذا الاحتفال السنوي، كذكرى ميلاد فنان أو مثقف كبير، أو حدث ثقافي مهم»، ضارباً المثل بـ«اختيار الرئيس السادات 8 أكتوبر (تشرين الأول) لإقامة عيد الفن ليعكس أهمية دور الفن في نصر أكتوبر».

الوزير ذهب ليكرم محمد منير في بيته (وزارة الثقافة المصرية)

ووفق الكاتبة الصحافية أنس الوجود رضوان، عضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، فإن «الاحتفال حقق حالة جميلة تنطوي على بهجة وحراك ثقافي؛ ما يمثل عيداً شاملاً للثقافة بفروعها المتعددة»، متطلعة لإضافة «تكريم مبدعي الأقاليم في العام المقبل».

وتؤكد رضوان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تكريم نقيب الموسيقيين لا تُحاسب عليه وزارة الثقافة؛ لأنه اختيار مجلس نقابته، وهي مسؤولة عن اختياراتها».

ورداً على اعتراض البعض على تكريم اسم أحمد عدوية، تؤكد أن «عدوية يُعد حالة فنية في الغناء الشعبي المصري وله جمهور، فلماذا نقلل من عطائه؟!».

ولفتت الناقدة ماجدة موريس إلى أهمية وجود لجنة تختص بالترتيب الجيد لهذا اليوم المهم للثقافة المصرية، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه من الطبيعي أن تكون هناك لجنة مختصة لمراجعة الأسماء والتأكد من جدارتها بالتكريم، ووضع معايير محددة لتلك الاختيارات، قائلة: «لقد اعتاد البعض على المجاملة في اختياراته، وهذا لا يجوز في احتفال الثقافة المصرية، كما أن العدد الكبير للمكرمين يفقد التكريم قدراً من أهميته، ومن المهم أن يتم التنسيق له بشكل مختلف في دورته المقبلة بتشكيل لجنة تعمل على مدى العام وترصد الأسماء المستحقة التي لعبت دوراً أصيلاً في تأكيد الهوية المصرية».

المخرج مروان حامد يتسلم تكريمه من وزير الثقافة (وزارة الثقافة المصرية)

وتعليقاً على ما أثير بشأن انتقاد تكريم المطرب الشعبي أحمد عدوية، قال الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، على «فيسبوك»، إن «أحمد عدوية ظاهرة غنائية غيرت في نمط الأغنية الذي ظل سائداً في مصر منذ الخمسينات حتى بداية السبعينات»، معتبراً تكريم وزير الثقافة له «اعترافاً بالفنون الجماهيرية التي يطرب لها الناس حتى ولو كانت فاقدة للمعايير الموسيقية السائدة».