«الداخلية» المصرية تعلن القبض على القائم بأعمال مرشد «الإخوان»

قالت إن محمود عزت أدار «عمليات التنظيم التخريبية» منذ عام 2013

صورة لمحمود عزت من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية
صورة لمحمود عزت من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية
TT

«الداخلية» المصرية تعلن القبض على القائم بأعمال مرشد «الإخوان»

صورة لمحمود عزت من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية
صورة لمحمود عزت من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية

أعلنت السلطات المصرية أمس «القبض على محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم (الإخوان)، خلال مداهمة شقة بمنطقة سكنية بالقاهرة». وأفاد بيان لوزارة الداخلية المصرية بأنها «تمكنت من القبض على عزت، بالشقة التي كانت تستخدم مخبأً في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة». ووجَّهت له تهم «الانضمام لـ(جماعة إرهابية) وقيادتها، وتلقي تمويل غير مشروع، والإشراف على (الكتائب الإلكترونية) لإثارة الرأي العام المصري». بينما أكد مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، اللواء فاروق المقرحي أن «(الداخلية) تواصل جهودها لإجهاض أي محاولات تضر بأمن مصر، وتوقيف محمود عزت سوف يقضي على كثير من مخططات التنظيم خلال الفترة المقبلة».
ووفق بيان صادر عن «الداخلية» أمس، فإنه «استمراراً لجهود الوزارة في التصدي للمخططات العدائية التي تستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار والنيل من مقدرات البلاد، ورصد تحركات القيادات الإخوانية (الهاربة) التي تتولى إدارة التنظيم على المستويين الداخلي والخارجي، فقد وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني باتخاذ القيادي الإخواني الهارب محمود عزت، مسؤول التنظيم الدولي للتنظيم، من إحدى الشقق السكنية أخيراً وكراً لاختبائه، على الرغم من الإشاعات التي دأبت قيادات التنظيم على الترويج لها من وجوده خارج البلاد، بهدف تضليل أجهزة الأمن».
وأضاف البيان أنه «عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا في مصر، تمت مداهمة الشقة وضبط الإخواني، وأسفرت عملية التفتيش عن العثور على عديد من أجهزة الحاسب الآلي، والهواتف المحمولة التي تحتوي على برامج مشفرة لتأمين اتصالاته وإدارته لقيادات وأعضاء التنظيم داخل وخارج البلاد، فضلاً عن بعض الأوراق التنظيمية التي تتضمن مخططات التنظيم (التخريبية)».
وبحسب بيان «الداخلية» فإن «محمود عزت يُعد المسؤول الأول عن تأسيس (الجناح المسلح) بالتنظيم الإخواني، والمشرف على إدارة العمليات (الإرهابية والتخريبية) التي ارتكبها التنظيم بالبلاد عقب ثورة (30 يونيو «حزيران») في عام 2013».
وتنسب وزارة الداخلية إلى عزت التورط في إدارة عدد من الحوادث، وهي: «حادث استهداف النائب العام المصري الأسبق هشام بركات أثناء خروجه من منزله باستخدام سيارة مفخخة، والذي أسفر عن مقتله وإصابة 9 مواطنين، وذلك خلال عام 2015. وحادث استهداف العميد وائل طاحون أمام منزله بمنطقة عين شمس (شرق القاهرة) عام 2015. وحادث استهداف العميد عادل رجائي أمام منزله بمدينة العبور عام 2016. ومحاولة استهداف المستشار زكريا عبد العزيز النائب العام المساعد الأسبق، باستخدام سيارة مفخخة بالقرب من منزله بالتجمع الخامس عام 2016. وحادث تفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام بوسط القاهرة في أغسطس (آب) من العام الماضي، أسفر عن مقتل 20 مواطناً، وإصابة 47».
وعُزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لتنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً» عن الحكم في 3 يوليو (تموز) من عام 2013، عقب احتجاجات شعبية. وتولى عزت الذي يُعد من أبرز قيادات التنظيم، منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم، عقب توقيف مرشد «الإخوان» محمد بديع (وهو مسجون في قضايا عنف بمصر منذ عام 2013).
ووفق عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الحركات الأصولية بمصر، فإن «(الصقر) هو الاسم الحركي لمحمود عزت، وهو من القيادات الحركية بالتنظيم».
وأضاف بيان «الداخلية المصرية» أمس، أن «المتهم محمود عزت أشرف على كافة أوجه النشاط الإخواني» الذي وصفته بـ«الإرهابي»، ومنها: «(الكتائب الإلكترونية الإخوانية) التي تتولى إدارة (حرب الإشاعات)، وإعداد الأخبار (المفبركة) بهدف إثارة البلبلة وتأليب الرأي العام، وتوليه مسؤولية إدارة حركة أموال التنظيم، وتوفير الدعم المالي له وتمويل كافة أنشطته، واضطلاعه بالدور الرئيسي من خلال عناصر التنظيم بالخارج، في تمويل منظمات دولية واستغلالها في الإساءة لمصر».
وتؤكد «الداخلية» أن «(الأبواق) الإعلامية الموالية لـ(الإخوان) تروج الإشاعات والأكاذيب بهدف إثارة الرأي العام المصري». وبحسب «الداخلية» أمس، فقد «صدر على عزت حكمان بالإعدام غيابياً، في قضيتي (التخابر مع دول أجنبية)، و(الهروب من سجون وادي النطرون)، كما صدر عليه حكمان غيابياً بالسجن المؤبد (25 عاماً) في قضيتي (أحداث مكتب الإرشاد)، و(أحداث عنف بمحافظة المنيا بصعيد مصر)، كما أنه مطلوب ضبطه وإحضاره في عديد من القضايا الخاصة بـ(العمليات الإرهابية وتحركات التنظيم)». ووفقاً للقانون المصري، سوف تُعاد محاكمة عزت عقب القبض عليه.
من جانبه، أكد اللواء المقرحي لـ«الشرق الأوسط» أن «إلقاء القبض على عزت يُمثل ضربة قوية للتنظيم»، مضيفاً أن «الأوراق التي تم ضبطها برفقة عزت، تؤكد أن التنظيم كان يخطط لارتكاب أعمال تخريبية خلال الفترة المقبلة».
بينما قال عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك دلائل تشير إلى أن عملية القبض على عزت سوف تؤثر على التنظيم خلال الفترة القادمة. ومن بين هذه الدلائل حدوث ارتباك في قيادة (الخلايا النوعية)، وكذا خلو منصب المرشد العام»، لافتاً إلى أن «التنظيم يعاني من خلل منذ (30 يونيو) عام 2013، وظهر هذا الخلل خلال السنوات الماضية، من خلال الانشقاقات التي ضربت التنظيم، سواء في المجموعات الموجودة في تركيا، أو المجموعات الموجودة في مصر (جبهة عزت)، ثم ظهور الانقسام الكبير بين مجموعتين: الأولى ترى ضرورة استخدام العنف المباشر ضد السلطات المصرية، والثانية لا ترى ضرورة للعنف المباشر؛ لكنها تؤيد بطريق غير مباشر عمليات العنف في مصر».


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».