الشرطة الروسية تبدأ تحقيقاً أولياً في قضية المعارض نافالني

المعارض الروسي أليكسي نافالني خلال مشاركته في مسيرة بموسكو في فبراير الماضي (رويترز)
المعارض الروسي أليكسي نافالني خلال مشاركته في مسيرة بموسكو في فبراير الماضي (رويترز)
TT

الشرطة الروسية تبدأ تحقيقاً أولياً في قضية المعارض نافالني

المعارض الروسي أليكسي نافالني خلال مشاركته في مسيرة بموسكو في فبراير الماضي (رويترز)
المعارض الروسي أليكسي نافالني خلال مشاركته في مسيرة بموسكو في فبراير الماضي (رويترز)

أعلنت الشرطة الروسية، اليوم (الخميس)، أنها بدأت أول «تحقيق تمهيدي» في قضية المعارض أليكسي نافالني الذي يبدو أنه تعرض لتسميم، بحسب وسائل الإعلام الألمانية، وهي الفرضية التي كانت تستبعدها روسيا حتى الآن.
وأجرى التلفزيون الروسي العام، الخميس، مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طُرحت خلالها عليه أسئلة حول مواضيع عدة، لكنه رفض التطرُّق إلى المسألة، وهو حتى لا يلفظ اسم معارضه الرئيسي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وأعلنت شرطة النقل الروسية أنها تجري «فحوصاً أولية مرتبطة بدخول أليكسي نافالني إلى المستشفى في أومسك يوم 20 أغسطس (آب)»، مضيفة أنه تم فحص الأماكن التي مر فيها وتم ضبط «أكثر من 100 غرض قد تُعتبر أدلة». وتابعت أنه تم أيضاً «فحص غرفة الفندق التي نزل فيها بمدينة أومسك حيث يزعم المقربون منه أنه تعرض للتسميم، وتحليل الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في الموقع».
ورداً على هذا الإعلان، اعتبر مدير «صندوق مكافحة الفساد» الذي أسسه نافالني «غريباً جداً أن تبدأ هذه التحقيقات متأخرة»، وكتب إيفان جدانوف، على موقع «تويتر»: «افتحوا تحقيقاً جنائياً».
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن هذه الفحوص روتينية وأنه «لا يوجد أساس لفتح تحقيق»، وصرح للصحافيين: «لا شيء تغير، ليس لدينا أدنى فكرة عن سبب الوعكة الصحية التي ألمّت بالمريض».
وقال: «نعارض تماماً في هذه المرحلة الفرضيات المتسرعة التي يتم تداولها للقول إن ثمة احتمالاً كبيراً بأنه تعرض للتسميم، كيف يمكن التحدث عن تسميم في حال عدم وجود سم؟»، لكنه أكد أن لروسيا «مصلحة واضحة لكشف كيف دخل المريض الذي يعالَج في مستشفى ببرلين في غيبوبة».
وأعلنت النيابة الروسية أنها طلبت من ألمانيا معلومات عن صحة نافالني جمعت منذ نقله إلى مستشفى في برلين، وأضافت أنه «لا دليل على عمل إجرامي متعمد ضد أليكسي نافالني».
وتابعت النيابة تعليقاً على الفحوص: «إن القيام بعملية فحص ممارسة شائعة في حال تعرض ركاب طائرة لحادث».
ونافالني (44 عاماً) الذي عُرف بإدانته فساد النخبة الروسية، أصيب بوعكة على طائرة كانت تقله إلى سيبيريا، الأسبوع الماضي.
وعلى الفور دانت أوساطه تعرضه للتسميم وأصرت على نقله إلى ألمانيا للعلاج للاشتباه بأن الأطباء الروس سيحاولون التستر على ما حدث، ونقل نافالني إلى برلين حيث وضع في غيبوبة اصطناعية وهو في حالة حرجة جداً.
والاثنين، خلص الأطباء الألمان الذين يعالجونه في برلين إلى أن الأخير «سُمّم بمادة من مجموعة مثبطات استيراز الاستيل كولين»، من دون التمكن من تحديدها على الفور.
وتُستخدم هذه المواد التي تحدث عنها الأطباء الألمان بجرعات خفيفة لمعالجة مرض ألزهايمر، لكنها تصبح خطيرة لدى تناولها بجرعات كبيرة ويصبح تأثيرها مماثلاً لمادة «نوفيتشوك».
وطلبت كل من برلين وباريس وواشنطن ولندن من موسكو فتح تحقيق في هذا التسميم المفترض.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».