ذكر مسؤولو الصحة في غزة، أمس (الأربعاء)، أن القطاع الساحلي سيظل قيد العزل العام حتى الأحد المقبل على أقل تقدير بعد تسجيل حالتي وفاة بمرض «كوفيد - 19» و26 إصابة بفيروس كورونا الذي يسببه، وذلك في أول تفشٍ للفيروس في الجيب الفلسطيني المحاصر، وفقاً لوكالة «رويترز».
ولم يكن قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 360 كيلومتراً مربعاً قد سجل أي حالات إصابة خارج مرافق الحجر الحدودية للوافدين الجدد قبل يوم الاثنين، عندما اكتشفت السلطات حالات الإصابة الأربع الأولى في مخيم للاجئين، وفرضت على أثر ذلك عزلاً عاماً مدته 48 ساعة.
لكن في وقت متأخر من مساء أمس، قال مسؤولو الصحة، إن 26 شخصاً في مواقع عدة أثبتت الفحوص إصابتهم بفيروس كورونا وتُوفي مريضان، في علامة على أن الجائحة قد تمكنت من اختراق العزل القسري لغزة.
والقطاع الذي يمتد بطول 40 كيلومتراً معزول عن العالم الخارجي بفعل الجدران الإسرائيلية وأبراج المراقبة وزوارق المدفعية على 90 في المائة من حدوده وشريطه الساحلي. وتفرض مصر قيوداً أيضاً على حدودها مع القطاع.
وتفرض إسرائيل ومصر قيوداً صارمة على الحركة من غزة وإليها لاعتبارات أمنية تتعلق بحركة «حماس» التي تصفها إسرائيل والولايات المتحدة بأنها تنظيم إرهابي.
وتزيد حالات العدوى الجديدة مخاوف منظمات الصحة المحلية والدولية بشأن الفقر ومخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان ومرافق المستشفيات المحدودة في غزة، وهو مزيج ينذر بكارثة.
وكانت قوات الأمن التي تسيطر عليها «حركة حماس» قد فرضت إجراءات عزل عام في المدن كافة، وأغلقت المساجد والمدارس ومعظم الأعمال، وناشدت السكان البقاء في المنازل ووضع كمامات إذا اضطروا إلى الخروج في حالات الضرورة القصوى.
وقال إجناسيو كاساريس جارسيا، مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، إن المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع لا تملك المعدات الطبية والأدوية الكافية لعلاج مرضى «كوفيد – 19». وأضاف في بيان «نظام الرعاية الصحية في غزة لن يكون قادراً على التعامل مع أكثر من بضع عشرات من مرضى فيروس كورونا»، داعياً إلى مزيد من المساعدة الدولية.
وفي أول مواجهة لهم مع جائحة يتصدى العالم بأسره لها منذ شهور، استخدم بعض سكان غزة الإنترنت للتعبير عن تجاربهم ومخاوفهم.
وقال أحد سكان غزة على «تويتر»، «نحن الآن بمفردنا مع (كورونا) تحت الشمس الحارقة ومع انقطاع إمدادات الكهرباء. جاءت (كورونا) لجيوب خاوية ومنازل على حافة الحزن والغضب».
ويُعتقد أن الحصار أحد الأسباب التي جنبت غزة فيروس كورونا نسبياً، حيث يصف الكثير من سكان القطاع حالهم بالعزل العام الدائم.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تساعد أكثر من نصف سكان غزة، إنها تدرس خططاً بديلة لمواصلة خدمات الصحة والتعليم والغذاء للمستفيدين في حال تمديد إجراءات العزل.
وقال عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم «أونروا» في غزة، إن العيادات ظلت مفتوحة لكن من دون العاملين الذين يقدمون، بدلاً من ذلك، استشارات طبية عبر الهاتف، كما يجري توصيل بعض الأدوية إلى المرضى في المنازل.
تمديد العزل العام في غزة بعد تسجيل حالتي وفاة بـ«كورونا»
تمديد العزل العام في غزة بعد تسجيل حالتي وفاة بـ«كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة