«أفريكوم» تعلن مقتل 6 من حركة «الشباب» الصومالية

بعد مصرع 19 عنصراً منها على يد قوات الجيش

TT

«أفريكوم» تعلن مقتل 6 من حركة «الشباب» الصومالية

أعلن الجيش الأميركي، أمس، أنه قتل 6 «إرهابيين» وجرح 3 آخرين من عناصر «حركة الشباب» الصومالية المتطرفة في ثاني غارة جوية له في غضون 24 ساعة، بالتنسيق مع حكومة البلاد.
وقالت القيادة الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» في بيان لها أمس، من مقرها في مدينة شتوتغارت الألمانية مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، إن الغارة وقعت الاثنين الماضي، بعدما هجمت عناصر من الحركة القوات الشريكة في إشارة إلى الجيش الصومالي في مدينة دار السلام. وأوضحت «عندما وقعت هذه الغارة الجوية، كانت القوات الأميركية في المنطقة المجاورة لتقديم المشورة والمساعدة للقوات الشريكة الصومالية»، مشيرة إلى أن حركة الشباب ادعت سقوط ضحايا أميركيين.
وأكدت «أفريكوم» في بيانها أنه لم تُصب أو تُقتل أي قوات أميركية خلال الهجوم، ونقلت عن الميجر جنرال برادفورد جيرنج، نائب مدير العمليات، أن «الشباب عدو خطير، إنه خطر على أفريقيا والولايات المتحدة»، متعهدا بمواصلة «الضغط على الشبكة والتأثير على قدرتها على التخطيط لهذه الأعمال وتنفيذها».
ولفتت «أفريكوم» إلى أن قيادة «حركة الشباب» أعربت عن رغبتها الأساسية في شن هجمات ليس فقط في شرق أفريقيا، ولكن ضد الأميركيين والمصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم، واعتبرت أن الجهود الدولية والضغط المستمر على حركة الشباب يساعدان على احتواء طموحات الجماعة ورغبتها في شن هجمات خارج الحدود الصومالية.
واتهم الكولونيل كريس كارنز، مدير الشؤون العامة في «أفريكوم» الحركة باللجوء بشكل روتيني إلى الإرهاب والجريمة والدعاية لتخويف السكان المحليين والسعي إلى السيطرة عليهم، مؤكدا أن «الضغط المستمر على حركة الشباب يضر بسردهم وشبكتهم وخططهم لتدمير وعنف أوسع».
وتعد هذه هي ثاني غارة جوية تعلن عنها «أفريكوم» خلال الساعات الـ24 الماضية، علما بأنها أعلنت مساء أول من أمس، أنها قتلت في غارة جوية لها بالتنسيق مع حكومة الصومال، قياديا بارزاً في حركة الشباب المتطرفة بالقرب من مدينة ساكو بإقليم جوبا الوسطى، جنوب البلاد.
ورغم أن «أفريكوم» لفتت في بيانها إلى أنها تدرك وشركاؤها الدوليون أن الاستقرار في الصومال لن يتحقق بالوسائل العسكرية البحتة، فقد تعهدت بمساهمة القوات الأميركية في تدريب نظيرتها الصومالية والعمل مع شركائها الصوماليين لنقل مسؤولية الأمن طويل الأمد في الصومال إلى الحكومة.
بدورها، أعلنت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن مقتل عبد القادر عثمان يرو أحد قيادات ميليشيات «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» جراء الغارة الجوية التي نفذتها قوات الجيش الخاصة «دنب»، مع ما وصفتها بالقوات الأميركية الصديقة، مشيرة إلى العملية العسكرية في منطقة «حبيبيالي» الفاصلة بين مدينة دينسور بإقليم باي، وبارطيري بمحافظة غدو.
وبحسب الوكالة فقد تقلد يرو مناصب قيادية في صفوف المتمردين في السنوات الماضية، بينما كثف الجيش الصومالي عملياته ضد التنظيم المتشدد.
كما لقي 19 من عناصر الحركة مصرعهم أول من أمس، في عملية عسكرية شنتها قوات «الكوماندوز» الصومالية في منطقة دار السلام التابعة لمدينة أوديجلي بمحافظة شبيلى السفلى.
ونقلت إذاعة الجيش الصومالي عن العقيد إسماعيل عبد المالك، قائد الكتيبة الـ16 بالجيش أن قواته الخاصة نجحت في تصفية 2 من القيادات البارزة و7 عناصر من ميليشيات الشباب المتطرفة عندما استهدفتهم في منطقة دار السلام، مشيرا إلى تدمير تلك القاعدة بالكامل والاستيلاء على أسلحة ومعدات عسكرية كانت بحوزة الميليشيات. وأكد إسماعيل أيضا مقتل 10 عناصر أخرى من فلول ميليشيات الشباب التي فرت من المنطقة جراء غارة جوية وإصابة آخرين.



«اجتماع مدريد»... مساعٍ جديدة لدعم جهود الوسطاء نحو «هدنة غزة»

فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين بعد تعرّضها لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين بعد تعرّضها لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

«اجتماع مدريد»... مساعٍ جديدة لدعم جهود الوسطاء نحو «هدنة غزة»

فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين بعد تعرّضها لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون مدرسة تؤوي نازحين بعد تعرّضها لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

بعد محادثات في الدوحة مع «حماس»، عدّها الوسطاء «بادرة أمل»، تعالت مطالب مشاركين في اجتماع وزاري عربي - إسلامي - أوروبي في مدريد، بأهمية «وقف إطلاق النار بغزة»، قبيل اجتماعات أممية تخشى إسرائيل من أنها ستدعم الحقوق الفلسطينية.

«اجتماع مدريد» الذي عدّته القاهرة «فرصة مهمة»، ضمن جهود أممية لوقف الحرب في غزة، يراه خبراء -تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط»- «مساعي جديدة ومهمة خصوصاً أنه يأتي في توقيت تقف فيه المفاوضات في ظرف حرج وتحتاج إلى دفعة، وقد يشكّل الاجتماع ضغطاً دولياً على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو».

«اجتماع مدريد» يهدف إلى «التنسيق حول الأوضاع في غزة وخطوات تنفيذ حل الدولتين، والتحضير للحدث رفيع المستوى في هذا الشأن على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79»، وفق إفادة وزارة الخارجية السعودية، الجمعة. ويشارك في الاجتماع «أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة (التي أُقيمت في الرياض خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2023)».

وعدّت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، «اجتماع مدريد» الذي يشارك فيه وزيرها بدر عبد العاطي بأنه «سيمثّل فرصة مهمة للتشاور حول سبل دفع جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وتنفيذ حل الدولتين».

وبحضور وزاري عربي - أوروبي، بينهم وزراء خارجية المملكة العربية السعودية، ومصر، والأردن، وفلسطين، قال وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في مؤتمر صحافي: «نأمل أن يُسهم الاجتماع في دفع سبل إنهاء الحرب على غزة (...) نحن نفتح جهوداً جديدة لدعم مستقبل للفلسطينيين وسلام دائم وحل الدولتين، ونجتمع لإيصال صوت موحد عربي وإسلامي وأوروبي في هذا الصدد، وللتنسيق للاجتماعات المقبلة».

وشدد الوزير الإسباني على «دعم جهود قطر ومصر والولايات المتحدة، لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن»، مؤكداً أنه «يجب أن تقف الحرب الآن، ولا داعي لذرائع لتمديد معاناة الملايين».

تلك المطالب سينضم إليها تصويت أممي محتمل، الأربعاء المقبل، في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، على مشروع قرار فلسطيني يطالب إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال 6 أشهر»، في حين دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الجمعية العامة إلى «رفض هذا القرار الشائن بشكل قاطع».

آثار القصف الإسرائيلي على مباني شمال قطاع غزة (رويترز)

ومع ذلك الحراك الجديد، يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، أننا أمام «مشهد جديد» تحاول فيه الأسرة الدولية حتى في غياب الولايات المتحدة، تأكيد أن أسس عملية مدريد (التي قادت لعملية سلام في 1991) باقية، وأن أسس الحل واحدة، لافتاً إلى أن «اجتماع مدريد» «سيكون مخصصاً لدعم الأمور العاجلة، وعلى رأسها وقف إطلاق النار بغزة وتعزيز جهود الوسطاء»، وهذا ما أكده وزير الخارجية الإسباني.

ويعتقد حجازي أن الاجتماع بكل تأكيد «هو بلورة للموقف الدولي نحو الهدنة»، ونوع من الضغوط على الإدارة الأميركية، ويقدّم إليها الآلية التي يمكن من خلالها النفاذ إلى جهود الحل «إذا ما رغبت في ذلك».

نتائج «اجتماع مدريد»، بالإضافة إلى التصويت الأممي، يراها المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، «مساعي جديدة من باب الضغط الدبلوماسي وترتيب الأوراق مع الأصدقاء الأوروبيين، وقد تُسهم في تحريك ملف الهدنة»، مضيفاً: «لكن رغم أهمية الحراك، مَن يمتلك الضغط الحقيقي على نتنياهو، الولايات المتحدة غير المشاركة في الاجتماع، وعليها دور كبير في وقف ما يحدث بغزة لو تحركت بجدية».

في المقابل، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، الخميس، أن هناك «استعدادات في إسرائيل ونيويورك لإدارة معركة لمواجهة الخطوات الدراماتيكية التي تعمل عليها السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة»، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي «هزيمة لواء رفح» التابع لـ«حماس»، وعدم العثور على أي أنفاق «نشطة» في الحدود مع مصر، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤولين عسكريين، الخميس.

صورة اُلتقطت في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة تُظهر الدخان يتصاعد عقب قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

ويسيطر الجيش الإسرائيلي حالياً على رفح الفلسطينية، والمنطقة الحدودية مع مصر، التي تشمل «محور فيلادلفيا» منذ مايو (أيار) الماضي، ولا يزال رفض نتنياهو مغادرتها عقبة رئيسية في المفاوضات؛ إذ يتذرع بأن الأنفاق تشهد تهريباً للسلاح إلى «حماس»، وهو ما نفته مصر، وطالبته بالانسحاب الفوري منه مراراً.

ووسط تأزم بالمفاوضات بسبب تلك العقبات، قال مصدر مصري رفيع المستوى، الأربعاء، في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، إن اجتماعاً حضرته «حماس» بالدوحة مع الوسطاء «يشكّل بادرة أمل» نحو عقد اتفاق.

ولا يرى حجازي أن «هناك بادرة لأن يغيّر نتنياهو مسار العنف الذي يتبناه ما لم تغيّر الولايات المتحدة أسلوبها تجاهه بشكل صارم وجاد»، ويستدرك: «أشك في ذلك، لذا سيبقى الوضع على ما هو عليه لما بعد الانتخابات الأميركية». وعوّل على «استمرار الجهود الدولية لدعم التوصل لاتفاق بوصفه أملاً وحيداً متبقياً لإنهاء التصعيد في المنطقة».

ووفق الرقب فإن العقبات التي لا تزال موجودة أمام إبرام اتفاق لا تتوقف على «محور فيلادلفيا» فقط، فهناك خلافات بشأن عدد الأسرى والمطالبات الإسرائيلية بـ«فيتو» على بعض الأسماء الفلسطينية، والوجود في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وعودة النازحين بحرية دون تفتيش. ولفت إلى أن الحديث الإسرائيلي عن عدم وجود أنشطة بالأنفاق تأكيد على أحاديث القاهرة المتكررة، لكن على أرض الواقع هناك أبراج مراقبة وتوسعات تنشئها إسرائيل تؤكد أن نتنياهو لا يريد أي حل لهذه العقبة في هذا المحور.