ذكر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس (الثلاثاء) أن على قادة لبنان عدم استخدام الانفجار الذي دمر أجزاء من بيروت هذا الشهر ذريعة لإخفاء حقيقة أن البلاد على حافة الهاوية.
وقال لو دريان، متحدثاً في مرسيليا قبل أن تتجه شحنة تزن 2500 طن من المساعدات إلى لبنان: «لا ينبغي استخدام الكارثة ذريعة لإخفاء الواقع الذي كان موجوداً من قبل... بلد على شفا الانهيار». وأضاف: «نأمل أن تكون هذه اللحظة هي اللحظة التي تسمح للسلطات اللبنانية والمسؤولين اللبنانيين باتخاذ القفزة اللازمة لتشكيل حكومة مهمتها البدء في الإصلاحات الأساسية التي يعلم الجميع (أنها ضرورية)»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وتقود فرنسا الجهود الدبلوماسية منذ نحو عامين لإقناع لبنان بالمضي قدماً في الإصلاحات وتأمين المساعدات الخارجية اللازمة لمعالجة الانهيار المالي.
وفي أعقاب الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب)، ودمر أحياء كاملة وقتل أكثر من 170 شخصاً وشرد 250 ألفاً، هرع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت على أمل استخدام نفوذ المساعدات الدولية لإعادة الإعمار لإقناع الفصائل اللبنانية باختيار حكومة جديدة يقودها أشخاص غير متورطين في الفساد ومدعومين من المانحين الأجانب.
بيد أن التقدم كان بطيئاً وقد شعر بعض الدبلوماسيين بخيبة أمل متزايدة إزاء الوضع.
وكانت حكومة تصريف الأعمال تتألف في الغالب من وزراء تكنوقراط لكن ترشيحهم كان من زعماء طائفيين مارسوا نفوذاً عليهم وعرقلوا الإصلاحات. ويخشى الساسة من أن تؤدي الإصلاحات إلى إنهاء نظام المحسوبية.
وعندما سُئل عما إذا كانت عملية تشكيل حكومة جديدة بطيئة للغاية، قال لو دريان إنه يجب أن تكون هناك صحوة الآن.
وأوضح لو دريان: «هذا ما أشار إليه الرئيس (ماكرون) للسياسيين اللبنانيين قبل أيام قليلة وهذا ما سيقوله لهم مرة أخرى عندما يعود قريبا».
ومن المقرر أن يزور ماكرون بيروت في أول سبتمبر (أيلول).
وقالت مصادر دبلوماسية إن ماكرون يحث الزعماء السياسيين اللبنانيين على تشكيل حكومة تكنوقراط مؤقتة قادرة على إجراء إصلاحات واستعادة ثقة الجمهور وإقناع المانحين بتقديم مساعدات بمليارات الدولارات.
وأكد لو دريان: «أعتقد أن الوعي يحدث ونحن مستعدون للمساعدة. لكننا لن نحل محل المسؤولين اللبنانيين».
وذكر مصدر دبلوماسي أن كثيراً من المساعدات التي تم إرسالها إلى لبنان هذا الأسبوع كانت غذائية لكنها شملت أيضاً مواد للرعاية الصحية لمساعدة البلاد على التصدي لزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وقال أحد المسؤولين إن السفارة الفرنسية ستوزعها مباشرة على المنظمات الإنسانية لضمان عدم وقوعها في الأيدي الخطأ.
فرنسا: انفجار بيروت ليس ذريعة لتجنب التغيير
فرنسا: انفجار بيروت ليس ذريعة لتجنب التغيير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة