أول دليل علمي على استهداف «كورونا» عضلة القلب

البرازيل تقترب من مليون إصابة ولا تزال تعاني من توسع الانتشار (إ.ب.أ)
البرازيل تقترب من مليون إصابة ولا تزال تعاني من توسع الانتشار (إ.ب.أ)
TT

أول دليل علمي على استهداف «كورونا» عضلة القلب

البرازيل تقترب من مليون إصابة ولا تزال تعاني من توسع الانتشار (إ.ب.أ)
البرازيل تقترب من مليون إصابة ولا تزال تعاني من توسع الانتشار (إ.ب.أ)

عثر فريق بحثي من البرازيل على أول دليل على إصابة خلايا عضلة القلب بفيروس «كورونا المستجد»، في حالة طفل برازيلي توفي بسبب قصور في القلب إثر إصابته بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة (MIS - C)، المرتبطة بمرض «كوفيد – 19» الذي يسببه الفيروس.
وُصفت الحالة في تقرير نُشر 20 أغسطس (آب) الجاري، في دورية «ذا لانسيت شيلد»، وتقول ماريسا دولنيكوف، الكاتبة الرئيسية للورقة، وهي أستاذة بقسم علم الأمراض بجامعة ساو باولو، إنها تُظهر بشكل واضح أن التهاب عضلة القلب من المحتمل أن يكون استجابة التهابية مباشرة لعدوى الفيروس.
وتضيف في تصريحات لموقع «ميد سكيب» الطبي الأميركي، أول من أمس: «تقرير الحالة الخاص بنا هو الأول على حد علمنا لتوثيق وجود جزيئات فيروسية في أنسجة القلب، علاوة على ذلك، تم التعرف على الجزيئات الفيروسية في سلالات مختلفة من خلايا القلب، بما في ذلك خلايا عضلة القلب، والخلايا البطانية، وخلايا اللحمة المتوسطة، والخلايا الالتهابية».
وكانت تقارير حالات سابقة ربطت بين (كوفيد – 19) والقلب، قد وجدت أن الفيروس كان في المنطقة خارج خلايا عضلة القلب، لكن الحالة التي اكتُشفت في البرازيل مقلقة جداً، لأنها تُظهر لأول مرة أن الفيروس يمكن أن يغزو خلايا عضلة القلب نفسها، كما يقول مايكل جيبسون، المدير التنفيذي لمعهد (Baim) للأبحاث السريرية في بوسطن في التقرير ذاته الذي نشره موقع «ميد سكيب».
وكان فحص الموجات فوق الصوتية الذي أُجري للحالة بعد الوفاة قد أظهر عدوى في بِطانة القلب (شِغاف القلب) وعضلة قلب سميكة (18 مم في البطين الأيسر)، وانصباب تأموري صغير (تجمُّع لسوائل زائدة حول القلب)، وبؤر نخر في عضلة القلب.
وكشف الفحص المجهري الإلكتروني لأنسجة القلب عن جسيمات فيروسية خارج الخلية وداخل خلايا عضلة القلب، والخلايا البطانية الشعيرية والخلايا الليفية، كما شوهدت تجلطات صغيرة في الشرايين الرئوية والشعيرات الدموية الكبيبية الكلوية، ونخر أنبوبي حاد في الكلى ونخر كبدي مركزي ثانوي للصدمة.
ويأتي تقرير الحالة في وقت يلفت فيه المجتمع العلمي في جميع أنحاء العالم الانتباه إلى «متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة» وضرورة التعرف عليه سريعاً ومعالجته عند الأطفال.
وتؤكد العلاقة المباشرة بين الفيروس والتهاب عضلة القلب التي عُثر عليها في هذه الحالة، أن متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة أحد الأشكال الممكنة لأعراض (كوفيد – 19)، وأن القلب قد يكون العضو المستهدف.
يقول سكوت أيدين، مدير العناية المركزة للقلب للأطفال بمستشفى «ماونت سيناي» بنيويورك، إن تقرير الحالة هذا «للأسف ليس مفاجئاً للغاية».
ويضيف في التقرير الذي نشره موقع «ميد سكيب»: «اشتبهنا قبل شهور في وجود آليات للإصابة المباشرة وغير المباشرة لعضلة القلب بسبب الفيروس، وهذا التوصيف المهم للحالة هو مجرد خطوة لزيادة فهم آليات كيفية تسبب (كوفيد – 19) في إحداث فوضى في جسم الإنسان وخيارات العلاجات الممكنة لدينا».
من جانبه، يصف محمد سمير، أستاذ الأمراض المشتركة بجامعة الزقازيق المصرية، نتائج الدراسة بالمهمة، كونها توثق لاستهداف العضو بشكل مباشر عن طريق الفيروس، حيث كانت كثير من الأبحاث يربط التداعيات السلبية على القلب والدماغ بعد الإصابة بالفيروس بحدوث عاصفة السيتوكين، وهي رد فعل مناعي مبالغ فيه يمكن أن يسبب أضراراً كبيرة بأعضاء الجسم تستمر لفترة طويلة المدى.
يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الآن نحن أمام دليل يوثق لحدوث استهداف من الفيروس لعضلة القلب، وكيفية حدوث ذلك وأسبابه تحتاج إلى مزيد من الدراسات»، مضيفاً: «المعروف أن الفيروس يرتبط بمستقبلات (ACE2) الموجودة بالجهاز التنفسي العلوي، فهل توجد مستقبلات بالقلب تسمح للفيروس باقتحامه؟ هذا هو السؤال التالي الذي يبحث عن إجابة».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.