تواصلت الاحتجاجات التي أشعلها إطلاق رجال الشرطة النار على رجل أسود غير مسلح من الخلف في مدينة كينوشا بولاية ويسكونسن الأميركية الأحد الماضي، وتحولت المظاهرات التي بدأت سلمية إلى أعمال شغب وعنف وإحراق لبعض المؤسسات الخاصة والعامة، في موجة تذكر بالاحتجاجات التي لا يزال بعضها مستمراً في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون منذ مقتل رجل أسود آخر هو جورج فلويد على يد الشرطة في مايو (أيار) الماضي. وتجمع أكثر من 4 آلاف شخص قرب مبنى الكابيتول في مدينة ماديسون بولاية ويسكونسن أيضاً، وساروا في مظاهرة نحو وسط المدينة، حيث حطموا الواجهات الزجاجية لبعض المحال التجارية، وأشعلوا النار في مستوعبات القمامة، وقاموا بنهب بعض المحال. غير أن الأحداث الأكبر شهدتها مدينة كينوشا حيث أشعل المحتجون النار في مبانٍ عدة، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في اشتباكات جرت لليلة الثانية، احتجاجاً على إصابة رجل أسود بالرصاص في ظهره عندما أطلق رجال شرطة النار عليه أمام أبنائه الثلاثة.
ومع تصاعد المواجهات، أعلن حاكم ولاية ويسكونسن توني إيفرز، وهو من الحزب الديمقراطي، إرسال قوات محدودة من الحرس الوطني لحماية عدد من المباني الحكومية التي تعرض بعضها للهجوم والحرق. وتحدى المحتجون حظر التجول الذي فرضته السلطات من الغروب إلى الفجر، وتصدوا لعناصر الشرطة خارج مقر المحكمة المحلية على مسافة غير بعيدة عن المكان الذي سقط فيه جيكوب بليك (29 عاما) جريحاً يوم الأحد في مواجهة سجلت بالفيديو.
وقالت وكالة «رويترز» إن والد بليك أبلغ وسائل الإعلام أن حالة ابنه مستقرة بعد أن أجريت له جراحة. لكن الحادث أطلق موجة من الغضب في مدينة كينوشا الواقعة على مسافة 65 كيلومتراً من ميلووكي عاصمة الولاية، ليتحول إلى أحدث حلقة في سلسلة أحداث تسلط الضوء على معاملة الشرطة للأميركيين من أصول أفريقية، مما أثار احتجاجات على وحشية الشرطة والعنصرية في نظام العدالة الجنائية في الولايات المتحدة.
وأشعل المحتجون النار في مبانٍ تجارية وحكومية وفي عربات في ساحتين على الأقل لبيع السيارات. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وطلقات الرصاص المطاطي وقنابل دخان لتفريق الجموع، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» عن مشاركين في الاحتجاجات.
وطالب نشطاء حركة «حياة السود مهمة» بالقبض فوراً على ضباط الشرطة الذين أطلقوا النار على بليك. وتقرر منح الضباط المعنيين إجازة إدارية. وندد حاكم الولاية بالاستخدام المفرط للقوة في إطلاق النار على بليك ودعا إلى جلسة خاصة للمجلس التشريعي الأسبوع المقبل للنظر في إصلاح جهاز الشرطة.
وفي مدينة بورتلاند بولاية أوريغون شمال شرقي الولايات المتحدة، أعلنت الشرطة أنها واجهت أعمال شغب واعتقلت أكثر من 20 شخصا، بعدما طلبت من المتظاهرين الانصراف.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد محتجين واعتقلت 23 منهم في وقت متأخر يوم الأحد أيضاً قائلة إن مجموعة تضم أكثر من 200 متظاهر أشعلت حرائق وهاجمت ضباطها بالليزر والحجارة والزجاجات في منطقة نورث بريسنكت بالمدينة.
ورغم تراجع الاحتجاجات التي شهدتها العديد من المدن الأميركية والمظاهرات المناهضة للعنصرية ووحشية الشرطة، منذ وفاة جورج فلويد، فإن مدينة بورتلاند بقيت بؤرة مشتعلة، وتسببت في جدال سياسي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وسلطات الولاية ومعارضيه. ونشرت واشنطن في يوليو (تموز) الماضي قوات اتحادية للتعامل مع الاحتجاجات.
احتجاجات متصاعدة في أميركا على قتل رجل أسود
احتجاجات متصاعدة في أميركا على قتل رجل أسود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة