قاعات الرياضة بين تداعيات «كورونا» والعمل عبر الإنترنت

TT

قاعات الرياضة بين تداعيات «كورونا» والعمل عبر الإنترنت

اكتشف كثيرون خلال جائحة كورونا، أنه يمكن ممارسة قدر كاف من التمارين الرياضية في المنزل بمساعدة الأثقال وسجادة اليوغا ومقاطع الفيديو التعليمية من أجل اللياقة البدنية. كما أن التمارين الرياضية في الهواء الطلق اكتسبت كثيراً من الممارسين الجدد عقب إغلاق قاعات ممارسة الرياضة (جيم)، ضمن قيود مواجهة تفشي الفيروس.
ويثير جميع ما سبق سؤالاً: هل يمكن أن تنجو مصانع بناء العضلات من هذا الاضطراب؟
أظهر استطلاع حديث، أجرته الرابطة الصناعية الألمانية للياقة والصحة، بمشاركة نحو ألف من رواد صالات الرياضة، أنه ليس من المرجح أن يستعيد أصحاب قاعات ممارسة الرياضة أعمالهم بكامل طاقتها. وقال واحد من بين كل خمسة مشاركين في الاستطلاع، إنه يعتزم الذهاب إلى صالات الرياضة مرات أقل في المستقبل، مقارنة بالوضع قبل الجائحة، أو أنه قد لا يزورونها على الإطلاق.
ومن ناحية أخرى، يتعين على أصحاب صالات الرياضة تعويض التداعيات المالية للغلق الإجباري، حيث يتعين إعادة رسوم العضوية التي استمر تحويلها إلكترونيا. كما أن الانقطاع في العضويات الجديدة، شكل ضغوطاً على الإيرادات. وفي نهاية العام، من المتوقع أن يكون لدى صالات الرياضة أعضاء أقل بنسبة 10 في المائة مقارنة بنهاية 2019.
وعندما ضربت الجائحة العالم، تحول كثير من العاملين في عالم الرياضة إلى الإنترنت، حيث قدموا فصولهم وتمارينهم في تدفق حي.
وعلى الرغم من إعادة فتح قاعات ممارسة الرياضة، يقول موريتس كريبل، المؤسس المشارك لنادي أوروبان سبورتس كلوب «سيستمر المحتوى الرياضي عبر الإنترنت. والمزيج من محتوى البث التدفقي المباشر ومن دون الاتصال بالإنترنت أمر منطقي للغاية. وإمكانية استخدام الاثنين مهمة للغاية».
وأوضح أن هناك أشخاصاً أحياناً ما يريدون أن يكونوا حاضرين جسدياً، خلال درس اليوغا، على سبيل المثال، وأن يحتسوا كوباً من الشاي مع المعلم أو مع زميل بعد الدرس، لكنهم في أوقات أخرى، يفضلون ممارسة اليوغا بسرعة في المنزل بمفردهم.
وحسب سوزانا تيتلباخ، أستاذة العلوم الاجتماعية والصحية في الرياضة بجامعة بايروت في ألمانيا، وجد الباحثون أن الأشخاص بشكل عام أصبحوا أقل نشاطاً بدنياً خلال فترة ذروة الجائحة.
وبشكل لافت، أصبح هؤلاء الذين كانوا نشطاء للغاية في السابق أكثر نشاطاً، في حين أن الذين لم يكونوا نشطاء للغاية أصبحوا أقل. وبالنسبة للفئة الأخيرة، قد تكون الفصول الفعلية خارج المنزل في أوقات ثابتة - ربما ضمن مجموعة - مفيدة في تحفيزهم للنهوض عن الأريكة.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.