مسيرات داعمة لسيف القذافي ومنددة بالوضع المعيشي

متظاهرون حرقوا إطارات السيارات وأغلقوا بعض الشوارع

TT

مسيرات داعمة لسيف القذافي ومنددة بالوضع المعيشي

شهدت بعض المدن الليبية مسيرات محدودة داعمة لسيف الإسلام النجل الثاني للرئيس الراحل معمر القذافي، في وقت تظاهر محتجون على تردي الأحوال المعيشية في مدينة الزاوية الخاضعة لسيطرة حكومة «الوفاق» ورددوا شعارات مناوئة لرئيسها فائز السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا.
وأحرق متظاهرون إطارات السيارات وأغلقـــوا بعض شوارع المدينة التي تتصاعد فيها الاحتجاجات بسبب الأوضاع المعيشية على نحو وصفه متابعون بأنه يهـدد نفوذ الحكومة، ما دفع ميليشــــــيات تابعــــة لها إلى إطلاق النار لتفريق المتظاهرين.
واتهم المحتجون باشاغا بـ«إشعال الفتن في المنطقة الغربية ونعتوه بـ(العجلاتي)»، في إشارة إلى نشاطه التجاري السابق في إطارات السيارات قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد القذافي عام 2011.
وبدأت التطورات بسيطرة مفاجئة لقوات يقودها أحد قادة الميليشيات التابعة للسراج يدعى محمود بن رجب على معبر رأس اجدير البري على الحدود المشتركة مع تونس، تزامنا مع قرار مفاجئ لباشاغا بإقالة مدير أمن الزاوية من منصبه، ما أثار احتجاجات واسعة النطاق.
وأشاد حراك «رشحناك» الداعم لنجل القذافي، بالمشاركة الشعبية بمناسبة اليوم «الوطني للشباب»، لافتا إلى أنه تم قمع ومنع بعض المظاهرات التي تستهدف المطالبة بعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ودعم سيف الإسلام القذافي.
ومثلت المظاهرات فرصة جديدة لظهور العلم الأخضر الذي يرمز إلى حقبة القذافي، بينما ردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لنجله ورفعوا صوره.
وشهدت مدن بني وليد، وسرت، وغات، مساء أول من أمس، مسيرات محدودة تطالب بعودة سيف القذافي، كما رفعوا صورا لنجلي الرئيس الراحل وهما المعتصم وخميس. وجاء ذلك عقب دعوات لرواد التواصل الاجتماعي من قبل أنصار النظام السابق للخروج في 20 من أغسطس (آب) للمطالبة بعودة سيف القذافي.
وكان موالون للنظام السابق نددوا بتوقيف عدد من المحتجين من قبل قوات الأمن بشرق ليبيا، مطالبين بالإفراج عنهم. وتتمسك المحكمة الجنائية الدولية بضرورة تسليم سيف القذافي لمحاكمته على ما قالت إنها جرائم ارتكبت خلال اندلاع الانتفاضة التي أطاحت بنظام والده في 17 فبراير (شباط) عام 2011. وسبق لها القول إن لديها معلومات شبه مؤكدة حول المكان الذي يوجد فيه منذ إطلاق سراحه من سجنه بالزنتان في يونيو (حزيران) 2017. وقالت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بن سودة، إن «المحكمة تعتقد أن سيف القذافي، لم يغادر مدينة الزنتان الواقعة جنوب غربي ليبيا».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.