يسرا لـ «الشرق الأوسط» : المنصات الرقمية ستقضي على «أفلام العلب»

استبعدت وجود معادلة محددة للنجاح في الوسط الفني

يسرا (إنستغرام)
يسرا (إنستغرام)
TT

يسرا لـ «الشرق الأوسط» : المنصات الرقمية ستقضي على «أفلام العلب»

يسرا (إنستغرام)
يسرا (إنستغرام)

قالت الفنانة المصرية يسرا إنها أعجبت بشدة بفكرة وقصة ورسالة فيلم «صاحب المقام» الذي بدأ عرضه على منصة «شاهدVIP»، في إجازة عيد الأضحى الماضي، لأنه يهتم بالجانب الصوفي الذي تحبه وتقدره لما يحمله من معاني التسامح والإنسانية.
الفيلم الذي يشارك في بطولته الفنان آسر ياسين، وأمينة خليل، وبيومي فؤاد إلى جانب مجموعة كبيرة من الممثلين الذين يشاركون كضيوف شرف في مشاهد عدة من تأليف إبراهيم عيسى، وإنتاج أحمد السبكي، وإخراج محمد العدل.
وغابت يسرا عن السينما منذ فيلمها «جيم أوفر» الذي قدمته في إطار كوميدي في صيف عام 2012. لكنها عادت لتظهر بشكل مغاير تماما في «صاحب المقام» فهي تجسد شخصية «روح» الطيبة التي ترتدي ثوب التصوف، لتنجح في تعديل سلوك البطل «يحيى» بعدما اتفقت مع زوجته على إخفاء أمر شفائها حتى يعود إلى رشده، ويعيد النظر في حياته كلها، وتظهر يسرا في مواقف مفاجئة داخل الفيلم فتارة كممرضة بالمستشفى، وتارة في حلقات الذكر والإنشاد الديني، وكل همها أخذ بطل الفيلم غلى طريق الخير.
وتبرر يسرا غيابها الطويل عن السينما قائلة: «غيابي عن السينما خلال الفترة الماضية كان بسبب أوضاع سينمائية غير مشجعة، فلم تكن تحقق الأفلام إيرادات جيدة، إضافة إلى أنني لم أعثر على دور يعجبني بشكل كبير بعد فيلم «جيم أوفر»، الذي قدمته في إطار كوميدي جديد ونجح بشكل جيد، وانتظرت طويلا للبحث عن العمل المناسب، ففي هذه المرحلة يهمني جداً تقديم دور جديد ومختلف».
وعن أسباب حماسها لفيلم «صاحب المقام» تقول يسرا: «أعجبتني المعاني التي يطرحها، والرسالة التي يرمي إليها، فهو عمل مختلف عما نراه دوما في أفلامنا من عنف وضغينة وكراهية، بل يطرح مشاعر إيجابية نحتاج إليها، ومن ناحية أخرى تحمست لأنه فيلم لإبراهيم عيسى الذي تعجبني كتاباته، ويركز في هذا الفيلم على المعاني الصوفية التي لم تتطرق إليها السينما بهذا الشكل من قبل، وأحببت الفكرة رغم أن الدور الذي أديته كان مكتوبا لشخصية رجل في البداية، لكن المخرج محمد العدل قال لي «سأحول الشخصية لامرأة لو وافقت على الفيلم»، وبالتأكيد هذا التحول كان فارقا في معاني الفيلم، أما عن كيفية توظيفي في هذا الدور فيرجع لأسلوب المخرج والمؤلف».
وأضافت يسرا: «الحقيقة أن فريق العمل كله كان رائعا خاصة في ظل مشاركة فنانين كبار جاءوا ليقدموا مشهداً واحداً، مما أعطى للفيلم ثقلاً كبيراً، أحببت رسالة الفيلم ومؤمنة بها جدا، كما أحببت شخصية «روح» لأنها صافية ومتسامحة وقريبة من قلبي وأتمنى أن أكون في نقاء شخصيتها وتسامحها».
وأشادت يسرا بعرض الفيلم على منصة «شاهد VIP» مؤكدة في حوارها: «تحمست جداً لعرضه على المنصة الإلكترونية لأن الظروف الحالية ليس بها مجالاً واسعاً لعرض الأفلام، ونسبة الـ25 في المائة المسموح بها لحضور الجمهور في ظل «أجواء كورونا» لن تمثل شيئا في الإيرادات التي يجب أن يحققها الفيلم، وبالتالي فإن المنصات الإلكترونية فتحت أبواباً جديدة للسينما، وأعتقد أن هذا هو رهان المستقبل الذي سيفرض نفسه بقوة خلال الفترة المقبلة، فأميركا أطلقت منصات جديدة لعرض أفلامها، وبلا شك أفادت المنصة فيلمنا وسيحقق نجاحا أكبر، ففي يوم عرضه الأول حظي بـ15 مليون مشاهدة، ويستقطب يوميا مشاهدات أكبر وبإذن الله سيحقق نجاحاً مميزاً، وبالتأكيد ستغير المنصات من أوضاع السينما وستؤدي لزيادة حجم الإنتاج، لأنها تعد بمثابة منافذ جديدة لعرض الأفلام، وبالتالي ستقضي على مشكلة انتظار الأفلام فيما يعرف بظاهرة «أفلام العلب»، حيث تبقى حبيسة حتى يحين دورها في العرض».
وكانت يسرا قد شاركت هذا العام بلجنة تحكيم «جوائز الأوسكار» ولأول مرة حضرت الحفل، لتقدم صورة إيجابية عن السينما العربية، وفي هذا الصدد تقول: «كانت تجربة مهمة جدا وممتعة لا سيما أنني شاهدت أجمل وأكبر ما أنتجته السينما العالمية، كما أنني شعرت بالسعادة بعد فوز الأفلام التي شاركت في التصويت لها بمنتهى الحيادية بجوائز الأوسكار، حيث صوت لصالح الفيلم الكوري «Parasite» لأنه مختلف ومميز جداً على مستوى الإخراج والإنتاج والتمثيل.
وذكرت يسرا قائلة: «في البداية كنت أشاهده من أجل التصويت، لكن مع توالي المشاهد وجدت نفسي مشدودة له، ولم أستطع أن أرمش بعيني بعيداً عن الشاشة فهو فيلم رائع، وأتمنى أن نقدم أفلاماً عربية بذات المستوى، فلدينا مواهب كبيرة في الكتابة والإخراج والتمثيل وكافة عناصر الفن السينمائي، وقد تم تأجيل حفل الأوسكار القادم ليقام في أبريل (نيسان) 2021 بدلا من فبراير (شباط)، وكان هذا أمراً متوقعا في ظل جائحة «كورونا» على مستوى العالم، وما سببه من تعطل تصوير وعرض كثير من الأفلام، لكن لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سيؤول إليه مصير وباء كورونا، وبالتالي مصير الدورة المقبلة من الأوسكار.
وقدمت الفنانة المصرية الكبيرة في موسم رمضان الماضي مسلسل «خيانة عهد»، الذي حقق مشاهدات لافتة وكان محل إعجاب العديد من المشاهدين، وتقول عنه يسرا: «(خيانة عهد) من أجمل المسلسلات التي قدمتها خلال السنوات الأخيرة، والحقيقة أن الإخراج كان رائعا وكذلك الكتابة والإنتاج والممثلين حتى الموسيقى كانت جيدة».
وأرجعت يسرا سر تألقها في بعض مشاهد المسلسل الحزينة، إلى تأثرها بوفاة والدتها التي غيبها الموت قبل أشهر من بدء التصوير: «كنت ولا زلت متأثرة للغاية، إذ انفجرت بوفاتها أحزاني فطغت مشاعر الألم والفراق على أدائي»، وكانت يسرا قد قضت فترات طويلة برفقة والدتها داخل المستشفى خلال فترات مرضها وظلت تشرف بنفسها على سير العلاج وتناولها للأدوية ولم تتركها في أي وقت، بحسب وصفها.
ونفت يسرا ما تردد بشأن اختيارها عملا كوميديا للظهور به في موسم رمضان المقبل: «لم أستقر حتى الآن على المسلسل الذي سأقدمه العام المقبل، لكن أمامي ثلاثة سيناريوهات سأختار أحدها خلال الأيام المقبلة».
وبرغم نجوميتها التي حققتها عبر كثير من الأعمال الفنية والأدوار المتباينة والجوائز المهمة، فإن يسرا لا تزعم امتلاكها معادلة ثابتة للنجاح: «لا أحد يملك معادلة محددة وثابتة للنجاح، المهم اختيار موضوع جديد ومختلف بجانب التعامل مع منتج واع لا يبخل بالإنفاق على العمل، بجانب وجود مخرج كبير، وفريق تمثيل جيد وهذه هي قناعاتي التي تبدأ وتنتهي بالاختيار الجيد والواعي لكل عناصر العمل الفني.
واختتمت يسرا حديثها بالتأكيد على أن ما حدث في مرفأ بيروت كان كارثة دولية وليس كارثة على اللبنانيين فقط، فبيروت مدينة جميلة زرتها كثيراً وأحببتها وأحببت أهلها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.