قيود السفر بسبب «كورونا» تصيب سماوات أوروبا بالفوضى

آثار مدمرة متوقعة على قطاعي الطيران والسياحة

مسافرون يرتدون أقنعة الوجه ينزلون من عبارة في ميناء بيرايوس بالقرب من أثينا (أ.ب)
مسافرون يرتدون أقنعة الوجه ينزلون من عبارة في ميناء بيرايوس بالقرب من أثينا (أ.ب)
TT

قيود السفر بسبب «كورونا» تصيب سماوات أوروبا بالفوضى

مسافرون يرتدون أقنعة الوجه ينزلون من عبارة في ميناء بيرايوس بالقرب من أثينا (أ.ب)
مسافرون يرتدون أقنعة الوجه ينزلون من عبارة في ميناء بيرايوس بالقرب من أثينا (أ.ب)

أدى كم هائل من قيود السفر الجديدة إلى إحداث فوضى في عطلة شهر أغسطس (آب) التي طال انتظارها في أوروبا، مما تسبب في انتكاسة لشركات الطيران وترك بعض المسافرين في مأزق فيما يتعلق بالتكاليف المترتبة على تغييرات اللحظة الأخيرة.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أنه في المملكة المتحدة، أعيد فرض تدابير الحجر الصحي على القادمين من إسبانيا وفرنسا ومالطا وهولندا. ومع ارتفاع معدلات الإصابة بها، فقد تكون كرواتيا هي التالية، مما يسبب صداعا آخر للمسافرين المحتملين الذين ينفد وقتهم المتبقي قبل إعادة فتح المدارس.
وخفضت شركة ريان إير هولدينجز، أكبر شركة للطيران منخفض التكاليف في أوروبا، من جداول رحلاتها، قائلة إن حالة الغموض قد أثنت الناس عن حجز رحلات خارجية. وقالت وحدة «يوروب وينجز» التابعة لشركة لوفتهانزا الألمانية أول من أمس الثلاثاء إنها سوف تخفض الطاقة الاستيعابية لرحلات إسبانيا، ردا على تحذير سفر ألماني.
وقال مارك ماندوكا، المحلل في مجموعة «سيتي جروب» الأميركية للخدمات المالية، إن «الخطوط الجوية عالقة في وضع حرج، حيث لا توجد رؤية لأكثر من أسبوعين، وعليها أن تقلل من حجم التشغيل ثم تزيده وبعد ذلك تقلله مرة أخرى، في وقت قصير... كل شركة طيران تتكيف بأفضل شكل ممكن حسب اعتقادها».
ويكتسب اقتراح قطاع الطيران بصرف المملكة المتحدة عن الحجر الصحي الذي تفرضه بناء على الوضع في كل دولة، قدرا من الزخم. وقال بول تشارلز، المتحدث باسم حملة «إلغاء الحجر الصحي»، إن إجراء فحوص كشف الإصابة بـ«كورونا» في المطارات من بين الخيارات التي يتم النظر فيها. وذكرت صحيفة ديلي تلغراف أمس الأربعاء أن وزير النقل جرانت شابس من المقرر أن يجتمع مع الوزراء يوم الاثنين المقبل لمناقشة البدائل.
ومن ناحية أخرى، فإنه بالنسبة لأولئك الذين حصلوا على تذاكر بالفعل، أصبح تغيير الخطط بمثابة حقل ألغام من الشروط والأحكام التي تختلف حسب شركة النقل.
فبينما يحق للعملاء استرداد ثمن التذاكر عندما تقوم شركة طيران بإلغاء رحلة ما، إلا أنه يتعين عليهم عادة بذل جهد كبير للحصول عليها، مثل الاتصال بمكتب خدمة العملاء المنشغل للغاية. وتقدم شركات النقل أيضا قسائم أو إعادة جدولة مجانا، وتجعل من الأسهل اختيار هذه البدائل مقارنة باسترداد ثمن التذاكر.
وفي حالة استمرار الرحلة على الجدول لكن مع خضوعها لشروط الحجر الصحي، فإن الإرشادات تكون غامضة. ولا تكون شركات الطيران ملزمة برد ثمن التذاكر نقدا وترفض عموما القيام بذلك في الرحلات الوشيكة، على سبيل المثال، من المملكة المتحدة إلى فرنسا.
وتركت هذه الظروف بعض المسافرين بين خيار البقاء في المنزل وتحمل تكلفة التذكرة، أو دفع رسوم باهظة لتغيير المواعيد والوجهات، أو المجازفة وقبول الرحلة والحجر الصحي المحتمل عند العودة.
وأعيد فتح المدارس بالفعل في المملكة المتحدة، مما يترك للعائلات أمام خيارات أقل.
وأشار روري بولاند، محرر الشؤون السياحية في موقع «ويتش» للاستشارات المستقلة للمستهلكين في المملكة المتحدة، إلى أن شركات الطيران تتجاهل تحذيرات الهيئات المنظمة وترفض رد المبالغ للبلدان المتضررة. ودعا إلى إصلاحات لتعزيز هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة.
وقال بولاند: «لن ينسى الركاب بسهولة كيف جرى معاملتهم خلال تلك الفترة... التأثير على الثقة في قطاع السفر مدمر».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.