ليبيا تزيد من إغلاق المدن في «وجه الوباء»

الفيروس يعمّق أوجاع «الجيش الأبيض» بإصابات جديدة

جانب من اجتماع لجنة إدارة أزمة جائحة «كورونا» ببلدية زليتن الليبية (بلدية زليتن)
جانب من اجتماع لجنة إدارة أزمة جائحة «كورونا» ببلدية زليتن الليبية (بلدية زليتن)
TT

ليبيا تزيد من إغلاق المدن في «وجه الوباء»

جانب من اجتماع لجنة إدارة أزمة جائحة «كورونا» ببلدية زليتن الليبية (بلدية زليتن)
جانب من اجتماع لجنة إدارة أزمة جائحة «كورونا» ببلدية زليتن الليبية (بلدية زليتن)

زادت ليبيا أمس من إغلاق المدن والبلدات للحد من تفشي فيروس «كوفيد - 19»، الذي توغّل في غالبية الأوساط الاجتماعية بصورة كبيرة، مسجلاً يومياً إصابات بالمئات، بينما أعلن مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في مدينة بنغازي عن إصابة طبيب التخدير بالعناية الفائقة محمد الرهيوين بـ«كورونا»، بالإضافة إلى آخرين ممن ينتمون إلى «الجيش الأبيض»، تماثل بعضهم للشفاء.
وأمام تسارع الإصابات، بدأ المجلس البلدي بمدينة الزنتان (جنوب غربي ليبيا) في تفعيل إغلاق مداخل ومخارج المدينة مدة 15 يوماً اعتباراً من أمس، وحتى الثالث من الشهر المقبل. وقال المجلس، إن هذا القرار جاء على خلفية تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الزنتان. وأشار إلى أن اللجنة العليا للطوارئ بالمدينة أوصت بالإغلاق، وضرورة التباعد الاجتماعي بما يشمل إلغاء المناسبات الاجتماعية من الأفراح والمآتم، وغيرها، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وفي مقدمتها الأسواق الكبيرة، فضلاً عن ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات الواقية، ومنع دخول المواطنين للأماكن المزدحمة من دونها.
وللحد من تزايد الإصابات بين المواطنين، اضطرت السلطات المحلية في ليبيا إلى إغلاق بعض المدن والبلدات لمدد متفاوتة منذ ظهور وباء «كورونا» في مارس (آذار) الماضي، لكن مع تجاهل بعض المناطق الإجراءات الاحترازية، والاستمرار في التنقل تفشى الفيروس بين المواطنين بصورة لافتة، باتت الإصابات تتزايد يومياً بالمئات.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في نشرته اليومية تسجيل 489 حالة إيجابية أمس، وجاءت طرابلس على رأس القائمة بـ144 إصابة، تلتها مصراتة بـ44، بالإضافة إلى بنغازي بـ38 إصابة، والزنتان بـ29 إصابة. وقفزت الحصيلة الإجمالية إلى 9068 إصابة، تعافى منها 1003 حالات، وسجل 164 وفاة.
وروى الطبيب بمستشفى الجلاء للجراحة والحوادث ببنغازي محمد الرهيوين، تفاصيل إصابته بالفيروس، وقال إنه استشعر أعراضاً خفيفة مثل الصداع وارتفاع دراجة حرارته وفقدان حاستي الشم والتذوق، فالتزم الإجراءات الوقائية، وبعد خضوعه لتحليل (PCR) تبين إيجابية العينة. وأضاف الرهيوين، في تصريحات أمس، أن مستشفى الطوارئ يستقبل حالات كثيرة وبالتالي كان معرّضاً للإصابة، لكنه لفت إلى دخوله العزل الصحي، داعياً زملاءه إلى توخي الحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية.
ولم تكن حالة طبيب مستشفى الجلاء هي الوحيدة؛ إذ سبقه أطباء آخرون وأفراد من طواقم التمريض في أكثر من مدينة، وكان مستشفى بني وليد العام (شمال غربي ليبيا)، تحدث عن إصابة ثلاثة عناصر تمريض من العاملين بالمستشفى بفيروس «كورونا»، كما أصيب بعض العناصر الطبية والطبية المساعدة بقسم الباطنة بمركز مصراتة الطبي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.