100 مليون دولار عراقي عوائد جمركية بعد طرد الميليشيات من المنافذ

TT

100 مليون دولار عراقي عوائد جمركية بعد طرد الميليشيات من المنافذ

تشير الأرقام التي أعلنتها هيئة المنافذ الحدودية بشأن المداخيل المالية التي حصلت عليها خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، إلى أهمية الإجراءات التي اتخذتها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمحاربة الفساد الجمركي وفرض النظام وبسط القانون على المنافذ الحدودية للبلاد، وطرد الفصائل المسلحة والجماعات المتنفذة منها. وكان الكاظمي زار مطلع الشهر الماضي المنافذ الحدودية مع إيران في محافظتي ديالى والبصرة وتعهد ملاحقة «الأشباح» التي كانت تنقل شاحنات البضائع عبر الحدود من دون دفع رسوم جمركية. وأمر بأن يتولى الجيش وقيادة العمليات المشتركة تأمين الحماية للمنافذ بدلاً من قوات الشرطة المحلية المتهمة غالباً بالتواطؤ مع المهربين والجماعات المتنفذة.
وأعلن رئيس الهيئة عمر الوائلي الأسبوع الماضي عن أن «إيرادات المنافذ الحدودية لشهر يوليو الماضي بلغت نحو 100 مليار دينار (نحو 100 مليون دولار)، رغم تصفير الرسوم الجمركية والإعفاءات لكثير من البضائع، إضافة إلى إغلاق أغلب المنافذ الحدودية بسبب جائحة (كورونا)». وأشار إلى أن «الإيرادات المتحققة جاءت من عمل 7 إلى 8 منافذ حدودية من أصل 21». وأكد أن «الهيئة تعتزم تحقيق المزيد من الإيرادات لدعم خزينة الدولة بالأموال، لمواجهة الضائقة المالية التي يمر بها البلد».
ويؤكد مصدر مطلع في هيئة المنافذ الحدودية أن «الإجراءات التي اتخذتها الحكومة أخيراً أحدثت فارقاً بنسبة مائة في المائة لجهة زيادة المداخيل المالية المتحققة وفرض القانون عبر طرد الجهات النافذة في المنافذ والتي غالباً ما تكون محمية من هذا الفصيل المسلح أو ذاك».
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مفارز تابعة لفصائل مسلحة كانت موجودة في المنافذ بذريعة الإشراف على مجاميع المسافرين من إيران في موسم الزيارات الدينية، لكن الأمر تطور بعد ذلك إلى وجود دائم في المنافذ وإلى عمليات متاجرة وتخليص جمركي وفرض رسوم وإتاوات خارج القانون».
وأضاف أن «الحكومة قامت مؤخراً بطرد جميع الفصائل والجماعات النافذة خارج المنطقة الجمركية، كما اتخذت إجراءات بإبعاد عدد كبير من الموظفين المتعاونين مع تلك الجماعات، ما انعكس إيجاباً على عمل المنافذ وزيادة العوائد المالية التي كانت تذهب في السابق إلى جيوب تلك الجماعات».
وذكر أن «ثمة إجراءات أخرى في طريقها للتنفيذ في المعابر الحدودية تتعلق بإجراءات التدقيق على الرسوم وغير ذلك، ستساهم في رفع قيمة المداخيل، وإذا ما تم افتتاح بقية المنافذ فستتضاعف الإيرادات».
وتوقع «تزايد الموارد المالية العائدة لخزينة الدولة في الأشهر المقبلة، مقارنة بمداخيل السنوات المالية السابقة، ولا يجب أن ننسى أن أكثر من نصف المنافذ الحدودية متوقف حتى الآن بسبب جائحة (كورونا)، والمنافذ المفتوحة حالياً تعمل بطاقة يومين في الأسبوع فقط، كما يجب ألا ننسى أيضاً أن المنافذ الحدودية في إقليم كردستان ما زالت خارج سيطرة الحكومة الاتحادية».
كانت الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان خاضتا جولات تفاوض متعددة للتوصل إلى صيغة مرضية لحل مشكلة المنافذ بين الجانبين. وأعلن مدير هيئة المنافذ الاتحادية الأسبوع الماضي أن «رئيس الوزراء عقد اجتماعاً تحضيرياً، من أجل الوصول إلى وضع حلول مشتركة مع الجانب الكردي ووضع خطة مدروسة مبنية على التعاون المشترك، للوصول إلى نتائج ناجعة بشأن المنافذ الشمالية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.