الجزائر تدعو لاحترام النظام الدستوري في مالي وإجراء انتخابات

المتمردون الذين نفذوا الانقلاب العسكري في مالي يعقدون مؤتمراً صحافياً في مدينة كاتي (أ.ب)
المتمردون الذين نفذوا الانقلاب العسكري في مالي يعقدون مؤتمراً صحافياً في مدينة كاتي (أ.ب)
TT

الجزائر تدعو لاحترام النظام الدستوري في مالي وإجراء انتخابات

المتمردون الذين نفذوا الانقلاب العسكري في مالي يعقدون مؤتمراً صحافياً في مدينة كاتي (أ.ب)
المتمردون الذين نفذوا الانقلاب العسكري في مالي يعقدون مؤتمراً صحافياً في مدينة كاتي (أ.ب)

أدانت الجزائر الانقلاب في مالي المجاورة، داعية إلى الاحتكام لانتخابات و«احترام النظام الدستوري»، وفق بيان للخارجية الجزائرية نشرته غداة إطاحة عسكريين متمردين الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا.
وجاء في بيان للخارجية الجزائرية، أن «الجزائر تجدد رفضها القاطع أي تغيير غير دستوري للحكم». وأضاف البيان، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الجزائر تتابع «بقلق شديد الوضع في مالي، البلد الشقيق والجار» الذي تتشارك معه حدوداً بطول 1400 كلم والذي يشهد أعمال عنف لمتطرفين.
ودعت الجزائر «جميع الأطراف إلى احترام النظام الدستوري والاحتكام لرجاحة العقل من أجل الخروج من الأزمة سريعاً»، مؤكدة أن «صناديق الاقتراع هي وحدها الكفيلة بأن تشكل سبل الولوج إلى السلطة والشرعية».
وتخشى الجزائر زعزعة الاستقرار على الجهة المقابلة لحدودها الجنوبية، وهي كانت قد استضافت محادثات بين الحكومة المالية وحركات تمرد استقلالية أفضت إلى اتفاق هدنة.
والثلاثاء اعتُقل الرئيس المالي أبو بكر كيتا ورئيس وزرائه بوبو سيسيه ومسؤولون آخرون مدنيون وعسكريون خلال أحداث بدأت بتمرّد جنود في مدينة كاتي، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من باماكو.
واقتيد كيتا الذي انتخب في عام 2013 وفاز بولاية رئاسية ثانية في عام 2018 مدّتها خمس سنوات إلى كاتي بعد توقيفه مع سيسيه.
وفي كلمة ألقاها ليل الثلاثاء - الأربعاء عبر التلفزيون الرسمي أعلن كيتا استقالته وحل الحكومة والجمعية الوطنية. وطالب الاتحادان الأوروبي والأفريقي بالإفراج عن المسؤولين الماليين المعتقلين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».