تركيا تطلق أنشطة التنقيب جنوب قبرص

وزيرا خارجية اليونان وقبرص في نيقوسيا أمس خلال محادثات لمناقشة التصعيد التركي (أ.ب)
وزيرا خارجية اليونان وقبرص في نيقوسيا أمس خلال محادثات لمناقشة التصعيد التركي (أ.ب)
TT

تركيا تطلق أنشطة التنقيب جنوب قبرص

وزيرا خارجية اليونان وقبرص في نيقوسيا أمس خلال محادثات لمناقشة التصعيد التركي (أ.ب)
وزيرا خارجية اليونان وقبرص في نيقوسيا أمس خلال محادثات لمناقشة التصعيد التركي (أ.ب)

بدأت سفينة التنقيب التركية «ياووز» أنشطتها في منطقة قريبة من الساحل الجنوبي الغربي لقبرص أمس (الثلاثاء)، في خطوة ينتظر أن تزيد من التوتر مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشرق البحر المتوسط.
وترافق السفينة «ياووز» 3 سفن إمدادات، إضافة إلى سفن حربية تابعة للقوات البحرية التركية. وانطلق عملها بموجب إخطار «نافتكس» أصدرته البحرية التركية السبت الماضي، قالت فيه: «ننصح بشدة جميع السفن بعدم دخول المنطقة خلال الفترة من 18 أغسطس (آب) الجاري وحتى 15 سبتمبر (أيلول) المقبل».
واستأنفت تركيا، الأسبوع الماضي، البحث في مياه متنازع عليها في شرق البحر المتوسط بعد انهيار مفاوضات مع اليونان، بوساطة ألمانية، وذلك بعدما وقعت أثينا اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية مع مصر قطع الطريق على تركيا في تفعيل مذكرة تفاهم وقعتها مع حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 لتحديد مناطق الصلاحية البحرية. وأعلنت أنقرة بعدها أنه لا يمكن لأحد من الآن فصاعداً وضع قدم في المنطقة من دون استئذانها.
واتهمت اليونان جارتها تركيا بـ«تهديد السلام» في شرق المتوسط، بعد إرسال سفينة المسح السيزمي «أوروتش رئيس» إلى منطقة قريبة من سواحلها، مؤكدة أن قرار تركيا إرسال سفينة إلى المنطقة يشكل تصعيداً خطيراً، ويثبت دور تركيا المزعزع للاستقرار.
وانتقدت قبرص الاتحاد الأوروبي بسبب ما قالت إنه «خجل يرقى إلى سياسة مهادنة» في التعامل مع تركيا التي تخوض مواجهة مع قبرص واليونان بخصوص التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، وذلك بعد عدم حصول اليونان على التزام قوي من شركائها في الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا بسبب إجرائها مسوحاً للكشف عن الغاز في البحر المتوسط في مناطق تقول الدولتان إنهما صاحبتا حقوق فيها.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية في تصريحات للصحافيين، أول من أمس: «للأسف نشهد خجلاً من الاتحاد الأوروبي في القيام بدور ملموس وانتهاج سياسات ردع»، مضيفاً أن الاتحاد يحتاج إلى أن يكون له وجود «أكثر كثافة» في شرق البحر المتوسط.
في السياق ذاته، اعتبر وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، أن الاتفاقية التي وقعتها اليونان مع إيطاليا لترسيم حدودهما البحرية في يونيو (حزيران) الماضي، أضفت قوة على طرح تركيا، مضيفاً أن «اليونان لا تعتمد على أساس قانوني من أجل أطروحة الجرف القاري وتدليلاً على ذلك، يعطي مثالاً من الاتفاقية التي وقعتها أثينا مع إيطاليا».
ورأى أن «جرف تركيا القاري في شرق البحر المتوسط هو المناطق التي تتوافق مع القانون الدولي الذي أبلغتنا به الأمم المتحدة عام 2012، ومطالبات اليونان المبنية على الجزر فقط بطريقة تنتهك هذا الجرف القاري، تفتقر إلى أساس قانوني». وأضاف أن «الجزر لم تؤخذ بعين الاعتبار ضمن اتفاقية البحر الأيوني، التي وقعتها اليونان مع إيطاليا، حيث تم تحديد الاتفاقية من خلال النظر في سواحل الدول في البر الرئيسي».
وجدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده تواصل أنشطتها في منطقة شرق المتوسط «لحماية مصالحها ومصالح القبارصة الأتراك وفقاً للقوانين الدولية». واعتبر أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان «لا قيمة لها، بل إنها تضر بمصالح الشعبين المصري واليوناني مثلما أدرك ذلك بعض السياسيين اليونانيين فيما بعد».
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية في مقابلة تلفزيونية ليل الاثنين/ الثلاثاء، إن بلاده «لا تريد أن ترى أي نوع من التصعيد أو التوتر في شرق المتوسط وتعتقد أن كل الدول التي لديها شواطئ في شرق البحر المتوسط بإمكانها أن تلعب دوراً فعالاً في الأزمة الراهنة... نسعى فقط إلى الحصول على حقنا وحصتنا من ثروات المتوسط».
وانتقد الموقف الفرنسي، قائلاً إن فرنسا «ليس لديها دور لتلعبه في شرق المتوسط ولا تمتلك شواطئ هناك حتى تتدخل... تركيا لديها الشاطئ الأطول في شرق المتوسط ووقعت اتفاقاً بمسألة الجرف القاري مع حكومة الوفاق في ليبيا من هذا المنطلق لحماية حقوقها، والتدخل الفرنسي في مشكلة المتوسط، ما هو إلا محاولة من باريس لفرض وتقديم نفسها كقائد في المنطقة... فرنسا تلعب دوراً في شمال أفريقيا وسوريا ولبنان وأماكن أخرى وأعتقد أنهم ربما تمادوا في تدخلهم».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.