الاستخبارات الأميركية تتهم إيران بدفع مكافآت لـ«طالبان» لاستهداف قواتها في أفغانستان

بومبيو: حذرنا كلاً من روسيا وإيران من تمويل هجمات ضدنا وسيكون هناك ثمن باهظ لذلك

قاعدة باغرام الأميركية في أفغانستان التي تعرضت لتفجير انتحاري في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
قاعدة باغرام الأميركية في أفغانستان التي تعرضت لتفجير انتحاري في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاستخبارات الأميركية تتهم إيران بدفع مكافآت لـ«طالبان» لاستهداف قواتها في أفغانستان

قاعدة باغرام الأميركية في أفغانستان التي تعرضت لتفجير انتحاري في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
قاعدة باغرام الأميركية في أفغانستان التي تعرضت لتفجير انتحاري في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

اتهمت الاستخبارات الأميركية إيران بدفع مكافآت مالية لمقاتلي «طالبان» لاستهداف القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان. ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية عن مصادر لم تسمها، أن المكافآت ترتبط بست هجمات على الأقل نفذتها الجماعة المسلحة في عام 2019 وحده، بما في ذلك تفجير انتحاري في قاعدة جوية أميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وبحسب وثيقة إحاطة للبنتاغون، قالت الشبكة إنها اطلعت عليها، فإن المكافآت التي تم تقديمها من «حكومة أجنبية»، إلى شبكة حقاني، وهي جماعة يقودها ثاني أعلى زعيم «طالبان»، ترتبط بهجوم على قاعدة باغرام الجوية في 11 ديسمبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة أكثر من 70 آخرين، بينهم أربعة موظفين أميركيين.
وقد أثار الهجوم على قاعدة باغرام - التي تعد أبرز منشأة عسكرية أميركية في أفغانستان - قلق المسؤولين بشكل كبير، حيث أشار التقرير إلى أن الهجوم كان متطورا وسلط الضوء على نقاط ضعف داخل القواعد والتجمعات الأميركية. وأشارت الوثيقة إلى أن جماعة حقاني استخدمت عبوات ناسفة وسيارات مفخخة في الهجوم واشتبك ما يقرب من عشرة مقاتلين من الموالين للجماعة وحركة «طالبان» في معركة بالأسلحة النارية مع قوات الأمن المحلية بعد الانفجار وتمكنت قوات الأمن المحلية من قتلهم في المعركة.
وقد أدرجت الولايات المتحدة جماعة حقاني، التي يتزعمها مولوي جلال الدين حقاني وابنه سراج الدين حقاني، على لائحة المنظمات الإرهابية في عام 2015.
وتشير تقييمات استخبارات الدفاع والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب إلى أن طبيعة الهجوم وأسلوب التمويل لتنفيذ الهجمات، خاصة الهجوم الانتحاري على القاعدة يشير إلى تمويل إيراني وقد تم رفع هذا التقييم إلى البنتاغون وإلى وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة بعد أيام قليلة من الهجوم. وفي أعقاب الهجوم على قاعدة باغرام لم توجه الإدارة الأميركية اتهامات مباشرة إلى إيران وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن مفاوضات السلام بين الولايات المتحدة و«طالبان» في ذلك الوقت كانت في حالة هشة، وإن إدارة ترمب أعطت أولوية أوسع لتنفيذ اتفاقية سلام والانسحاب من أفغانستان. وخلال الأشهر التي تلت الهجوم تم تكليف عدة وكالات استخباراتية أميركية عملها في التحقيق في علاقات طهران بشبكة حقاني والاستعداد بخيارات متعددة لرد أميركي. وحذر مسؤولو الاستخبارات من أن التمويل المرتبط بالهجوم على قاعدة باغرام ربما يشجع على هجمات أكثر على القوات الأميركية وقوات التحالف في المستقبل، خاصة أن إيران معروفة باستخدام الوكلاء لشن هجمات في جميع أنحاء المنطقة.
ويأتي الكشف عن احتمال أن تكون إيران قد دفعت أموالا لـ«طالبان» في أعقاب الجدل حول المكافآت الروسية للهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي القضية التي قللت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من شأنها باستمرار في الأسابيع الأخيرة، ونفت روسيا هذا الادعاء.
وأضافت شبكة «سي إن إن» أن «الولايات المتحدة قتلت قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بعد أقل من شهر على هجوم باغرام، لكن بعد عملية مطولة شاركت فيها عدة وكالات لوضع خيارات تهدف إلى مواجهة دعم إيران للجماعات المسلحة في أفغانستان». وبحسب مصادر مطلعة، فقد تم اتخاذ قرار في مارس (آذار) بعدم اتخاذ إجراء محدد، لأن المسؤولين لا يريدون تعريض عملية السلام مع «طالبان» للخطر. ورفض المتحدث باسم البنتاغون روب لودوريك الكشف لشبكة سي إن إن عن المناقشات الداخلية المتعلقة بالمعلومات الاستخباراتية حول تورط إيران في هجمات محددة لحركة «طالبان» على القوات الأميركية، لكنه أقر بأن طهران تسعى لتقويض عملية السلام. وقال: «لقد طالبت إدارة ترمب النظام الإيراني مرارا وتكرارا، وعلنا وسرا، أن يكف عن السلوك الخبيث والمزعزع للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم». وأضاف المتحدث باسم البنتاغون «بينما تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على تسهيل إنهاء 19 عاما من إراقة الدماء في أفغانستان، تعمل إيران بنفوذها العدائي على تقويض عملية السلام الأفغانية وتعزيز استمرار العنف وعدم الاستقرار». وبينما يقر مسؤولو المخابرات الأميركية بأن شبكة حقاني لن تطلب بالضرورة أموالا مقابل استهداف القوات الأميركية، فإن وثيقة البنتاغون الداخلية تشير إلى أن التمويل المرتبط بهجوم 11 ديسمبر في باغرام «ربما يحفز على شن هجمات رفيعة المستوى في المستقبل على الولايات المتحدة وقوات التحالف».
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تصريحات مع إذاعة أوروبا وراديو ليبرتي خلال رحلته الأوروبية إن كلا من الخارجية الأميركية والبنتاغون حذروا روسيا وإيران من تقديم مكافآت لتنفيذ هجمات ضد الجنود الأميركيين في أفغانستان.
وقال: «سيكون هناك ثمن باهظ يجب دفعه إذا تم دفع أموال لقتل الأميركيين أو الغربيين الآخرين ولن نتسامح مع هذا الأمر». وقال بومبيو: «نعلم أن الروس قاموا بتسليح (طالبان) في الماضي، ونعلم أن الإيرانيين يواصلون تسليحهم اليوم، ونعرف هذه الحقائق، وسنفعل كل ما نحتاجه لحماية كل جندي أميركي».
من جانبه، استبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة المزاعم التي وصفها بأنه «لا أساس لها» من قبل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فيما يتعلق بإرسال أسلحة إلى «طالبان».
وقال إن ما يحدث الآن في أفغانستان هو نتيجة حرب وتدخلات أميركية. واستبعد خطيب زادة بشكل قاطع اتهامات بومبيو ضد إيران، قائلا إن الوضع الحالي في أفغانستان هو نتيجة لإثارة حرب أميركية وتدخلها في شؤون أفغانستان.



إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا ينظر إليها على أنها عملية جديدة لحل المشكلة الكردية، ثار الجدل حول إمكانية تخلي مقاتلي الحزب عن أسلحتهم.

ووجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة صارمة بشأن حلّ حزب «العمال الكردستاني» نفسه، قائلاً إن «الإرهابيين الانفصاليين باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما... القتلة الانفصاليون إما أن يدفنوا أسلحتهم في أقرب وقت ممكن، وإما سيدفنون تحت الأرض بأسلحتهم. لا يوجد خيار ثالث غير هذين الخيارين».

لا تسامح ولا عفو

وقال إردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في ريزا شمال تركيا، الأحد: «سننقذ بلادنا من آفة الإرهاب التي ألحقها الإمبرياليون بشعبنا في أسرع وقت ممكن، نحن مصممون وعازمون على حسم هذه القضية، وقد حددنا هدفنا في هذا السياق».

إردوغان متحدقاً في مؤتمر لحزبه في طرابزون شمال تركيا الأحد (الرئاسة التركية)

وفي مؤتمر آخر في طرابزون، قال إردوغان: «لا أحد، سواء كان تركياً أو كردياً أو عربياً، لديه أي تسامح مع الإرهابيين الذين هم بيادق في مخططات الإمبرياليين الإقليمية». وأيد إردوغان دعوة حليفه رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، بدء عملية حوار مع أوجلان من خلال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تنتهي بدعوته إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية للحزب، وإعلان حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته، وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في خطوات قانونية للعفو عنه بعدما أمضى 25 عاماً في سجن انفرادي بجزيرة إيمرالي في ولاية بورصة جنوب بحر مرمرة، غرب تركيا.

وقام وفد من الحزب يضم نائبيه؛ عن إسطنبول سري ثريا أوندر، ووان (شرق تركيا) بروين بولدان، بزيارة لأوجلان في إيمرالي، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ونقلا عنه استعداده لتوجيه الرسائل اللازمة، وتأكيده على الأخوة بين الأكراد والأتراك، في ظل الظروف في غزة وسوريا التي تشكل تهديداً خطيراً، على أن تتم العملية من خلال البرلمان وتشارك فيها المعارضة.

لقاء «وفد إيمرالي» مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعد ذلك قام الوفد، الذي انضم إليه السياسي الكردي البارز أحمد تورك، بزيارة لرئيس البرلمان، نعمان كورتولموش وبهشلي، ليستكمل لقاءاته مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وأحزاب المعارضة، باستثناء حزبي «الجيد» و«النصر» اللذين أعلنا رفضهما العملية الجارية.

في السياق ذاته، شدّدت مصادر عسكرية تركية على أهمية مبادرة بهشلي لجعل «تركيا خالية من الإرهاب»، لافتة إلى أنه إذا تحقق هذا الهدف وألقت منظمة حزب «العمال الكردستاني» أسلحتها، فإن العناصر الإرهابية في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، ستتأثر سلباً.

وأكّدت المصادر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية، الأحد، أنه إذا تم القضاء على «التنظيم الإرهابي» (حزب العمال الكردستاني) وإلقاء أسلحته، فسيتم محاكمة المستسلمين من عناصره، وسيتم إطلاق سراحهم إذا وجد القضاء أنهم غير مذنبين، «لكن من المستحيل أن يتم إصدار عفو عن الإرهابيين».

وتوقّعت المصادر هروب قادة حزب «العمال الكردستاني» في جبل قنديل (معقل العمال الكردستاني في شمال العراق) إلى دول أوروبية، إذا تم نزع سلاحهم.

رفض قومي

في المقابل، قال رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، إنه «لا يوجد في تاريخ العالم أي منظمة إرهابية ألقت أسلحتها، هذه كذبة كبيرة».

رئيس حزب النصر القومي التركي المعارض أوميت أوزداغ (حسابه في «إكس»)

وأضاف أوزداغ، في تصريحات الأحد: «نريد (...) أن يدرك (الجمهور التركي) أن ما يحدث فقط هو أن عبد الله أوجلان سيظهر في البرلمان، وسيوجه الدعوة لإلقاء السلاح وسيحصل على العفو». وتابع: «نعتقد أن الوقت قد حان للنزول إلى الشوارع، حتى لا يتم العفو عن قتلة الجنود الأتراك». وأعلن أن حزبه سيبدأ مسيرات في أنحاء تركيا بدءاً من الخميس المقبل، مضيفاً: «حزبنا ليس في البرلمان، لكننا سنحول تركيا كلها إلى برلمان، نحن ضد هذه العملية التي تحرج الأمة وتكسر شرف الدولة التركية».

بدوره، قال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، خلال تجمع لحزبه، الأحد، إن حزبه «لن يقول نعم لأي شيء لا تقوله عوائل الشهداء والمحاربين القدامى».