«تلفزيون الثورة» يستقطب باقة من ممثلي لبنان وإعلامييه

من بينهم منى خوري وراغدة شلهوب وغادة عيد

الإعلامية غادة عيد تشارك في «تلفزيون الثورة»
الإعلامية غادة عيد تشارك في «تلفزيون الثورة»
TT

«تلفزيون الثورة» يستقطب باقة من ممثلي لبنان وإعلامييه

الإعلامية غادة عيد تشارك في «تلفزيون الثورة»
الإعلامية غادة عيد تشارك في «تلفزيون الثورة»

وجد عدد من الإعلاميين في لبنان بـ«السلطة الرابعة تلفزيون الثورة اللبنانية»، مساحة الحرية التي كانوا يبحثون عنها لترجمة أفكارهم. فبعيداً عن القيود التي كانت تصادفهم عند عملهم في هذه المؤسسة الإعلامية أو تلك وفقاً لسياسات متبعة فيها، يأتي «تلفزيون الثورة» بمثابة «فشة الخلق» التي يحتاجون إليها للتعبير عن آرائهم.
مجموعة من الممثلين والإعلاميين ينضمون تحت لواء «تلفزيون الثورة السلطة الرابعة»، وبينهم وسام صباغ، وكارمن لبس، وهشام حداد، وكارلا حداد، وطارق سويد، وطوني أبو جودة وغيرهم. ويشرف على إدارة برامج هذه المنصة الإلكترونية الإعلامية ماتيلدا فرج الله.
المحطة هذه كان قد سبق وأُعلن عن انطلاقها في فبراير (شباط) الماضي. وبسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، تأخر موعد ولادتها وكذلك عرض برامجها المقررة. وهي تعد قناة بعيدة كل البعد عن السياسة، ولا تتبع أي حزب أو فريق. وحسب فرج الله، فإن برامجها التي ستُبثّ ضمن إطلالات قصيرة، تحاكي تطلعات الشعب اللبناني المنتفض في الساحات منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
واستعدادا لانطلاقتها الرسمية المقررة مبدئياً في أوائل سبتمبر (أيلول) المقبل، استطاعت أن تجمع تحت سقفها الإلكتروني مجموعة كبيرة من الإعلاميين اللبنانيين، غالبيتهم اعتاد المشاهد على متابعتهم عبر شاشات محلية أخرى كـ«ال بي سي آي» و«إم تي في» و«الجديد».
ومن الإعلاميات اللاتي يشاركن في تقديم برامجها «أون لاين» راغدة شلهوب، وسنا نصر، ومنى خوري، وغادة عيد، وريما صيرفي، وليليان ناعسة، وغيرهن.
تقول الإعلامية راغدة شلهوب تعليقاً على مشاركتها في المحطة «لقد وافقت على مشاركتي فيها شرط ألا يكون لإطلالاتي أي علاقة بالموضوعات السياسية». وتتابع في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، «اخترت شخصياً طبيعة الفقرة التي سأقدمها والتي ستتعاطى بشكل مباشر مع المواضيع التربوية والمدرسية». وعن مدّة برنامجها وتفاصيله، تقول «ستقتصر مدته على 5 دقائق أتحدث فيها ولمرة في الأسبوع عن مشكلة معينة يصادفها الناس في القطاع التربوي. فأصوب على المشكلات كما على الحلول الخاصة بها مسلطة الضوء عليها من جميع النواحي المتعلقة بالموضوع». وتؤكد شلهوب، أن مشاركتها هذه لن تبعدها عن عملها كمقدمة برامج تلفزيونية في مصر. وتقول «سأكمل مسيرتي الإعلامية العادية وهذه الإطلالة لن تتعارض مع طبيعة عملي. فما أقوم به يصبّ في خانة واجباتي نحو وطني». وعمّا إذا هي متحمسة لخوض هذه التجربة ترد شلهوب «متحمسة نعم، وفي الوقت نفسه قلقة؛ لأنها تجربة تلفزيونية لا تشبه غيرها. فالمعروف عني دبلوماسيتي في أسلوبي الحواري وسأحاول الوصول إلى أهدافي من دون استخدام أي أسلوب صدامي. فالمسؤولية كبيرة خاصة أن كل من هم حولي فوجئوا بقراري هذا؛ ولكني تمسكت بالتجربة؛ لأنها بمثابة خيط يوصلنا إلى التغيير الذي نحلم به. فالشعور بالإحباط الذي يغمرنا لن ينفعه بعد اليوم الركون والاستسلام».
راغدة شلهوب هي إعلامية لبنانية معروفة قدمت مؤخراً برنامج «تحيا الستات» على قناة «النهار» المصرية ولاقى نجاحاً واسعاً.
الإعلامية غادة عيد يعرفها المشاهد اللبناني من خلال برامجها التلفزيونية التي تكشف فيها عن فضائح الفساد. وأحدث إطلالاتها كانت عبر تلفزيون «إم تي في» في برنامج «بدا ثورة». وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «سأقدم فقرة توعوية أتحدث فيها عن أمور إدارية وقانونية. وسيفهم اللبناني من خلالها الأسلوب الصحيح الذي يجب اتباعه من قبل حكامه لبناء غد أفضل، وهذا الأمر سيتيح له محاسبة المسؤول. فلقد اكتفينا من التحدث عن فضائح الفساد وصرنا جميعنا على علم بما يجري في الكواليس السياسية. أمّا المطلوب اليوم فهو اعتماد ثقافة جديدة في تعاملنا مع من يمثلونا في الحكم من زعماء وسياسيين». وتتابع «سأتوجه للنائب وأقول له مثلاً لماذا سكتّ عن هذا الموضوع ولم تسأل الحكومة عنه؟ فمبدأ المحاسبة يجب تطبيقه، ودوري يكمن في كيفية تعليم أصوله للمشاهد من خلال القانون والإدارة الصحيحة».
إعلامية أخرى تنضم إلى «تلفزيون الثورة» وهي منى خوري. صاحبة تاريخ طويل في عالم التقديم التلفزيوني، إضافة إلى مشاركتها في تنظيم مهرجانات بيبلوس. تقول عن تجربتها الإعلامية الجديدة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «لقد تحمّست لدخول هذه التجربة لأننا نعيش أجواء وانعكاسات أوضاع سياسية واجتماعية لا نحسد عليها. كما أن هناك مسافات كبيرة تفصل ما بيننا كشعب وبين المسؤولين السياسيين عندنا، وكأننا نعيش في كوكبين منفصلين. ومن خلال (تلفزيون الثورة) سأكون على تماس مع ثورة الفكر والتغيير التي نحتاجها». وعن طبيعة الفقرة التي ستقدمها توضح خوري «سألقي الضوء على مكامن الفساد في بلادي وكيفية تصليح ما كُسر في داخلنا، بسبب مسؤولينا. كما أحضر لمفاجأة أعلن عنها في الوقت اللازم». وعمّا إذا مدة 5 دقائق كافية لإيصال الرسائل التي تريدها تقول «الموضوع لا يقاس بالساعات، بل بالمحتوى المفيد والقصير معاً. فالإطالة في تناول موضوع معين لا يفيد، والمهم أن أضع أصبعي على الجرح». وتتابع «بصفتي إعلامية يمكنني الاعتراف بأنّي ألجأ في كثير من موضوعاتي إلى الإنترنت لاختصار الوقت. وأسلوب (أونلاين) يرتكز على تحكمه بالوقت بحيث نستطيع استخدامه وقتما نشاء مما يعطي المنصات المعتمدة عليه انتشاراً ملحوظاً. وأكبر دليل على ذلك هو التفاعل الذي أبداه الناس مع الإعلان الترويجي عن قرب انطلاق هذه المحطة؛ إذ شكّل الـ«تراند» الأول على صفحة «تويتر».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».