فادية عبد الغني: أشعر بغربة وسط الأجواء الفنية الحالية

قالت لـ «الشرق الأوسط» : لم أشارك في عمل منذ 3 سنوات

الفنانة فادية عبد الغني
الفنانة فادية عبد الغني
TT

فادية عبد الغني: أشعر بغربة وسط الأجواء الفنية الحالية

الفنانة فادية عبد الغني
الفنانة فادية عبد الغني

قالت الفنانة المصرية فادية عبد الغني، إنها تشعر بالغربة وسط الأجواء الفنية الحالية، وأكدت عدم مشاركتها في أي أعمال فنية منذ ثلاث سنوات، بسبب عدم عرض أعمال عليها ترقى لمستوى طموحاتها كممثلة خلال هذه المرحلة من حياتها، وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط»: «لا أقبل امتهان تاريخي الفني ولا المجازفة باسمي، وأُفضل البقاء في بيتي حفاظاً على مشواري الطويل ونجاحي الذي كان الجمهور شاهداً عليه»، مؤكدة أنها لا تبحث عن المال، ولكن تريد تقديم أعمال في المجال الذي تحبه.
فادية عبد الغني عُرفت بأدوارها التلفزيونية المتنوعة، إذ شاركت فيما يقرب من 120 مسلسلاً مصرياً، بدءاً من مسلسل «المال والبنون» بجزئيه الأول والثاني، الذي قدمت من خلاله أشهر شخصياتها الدرامية «فوزية فراويلة» الشقيقة التي لم تنل حظاً من التعليم، و«مريم» الريفية البسيطة في مسلسل «الوتد»، كما ظهرت في مسلسل «نصف ربيع الآخر» في دور الزوجة التي تعيش حياة هادئة مع زوجها وأولادها إلى أن تظهر حبيبة الزوج الأولى فتعصف باستقرار الأسرة، وتنوعت أدوارها المهمة التي عبرت فيها عبر شخصيات واقعية من المجتمع المصري سواء كانت «ريفية، أو صعيدية، أو أستاذة جامعية، وسيدة عاملة.
ومنذ آخر عمل قدمته في مسلسل «الحلال» عام 2017 لم تشارك في أعمال جديدة، وفسرت ذلك بقولها: «لم تعرض علي أدوار قوية ومهمة، بل أدوار هامشية غير مؤثرة في مضمون العمل الدرامي لذا اعتذرت عنها، ورأيت أنه من الأفضل أن أبقى في بيتي بكرامتي لأنني أرفض المجازفة بتاريخي، فبعد كل هذه السنوات وبعد تراكم الخبرات يجب أن يمنحني العمل مكانتي كممثلة».
وتوضح فادية أبعاد المشكلة الحالية وتقول: «المؤلفون الحاليون لا يعنيهم سوى دوري البطل والبطلة، أما الأدوار الأخرى فلا تجد حظاً من الاهتمام، لكي تكتمل دائرة العمل بشكل مميز، كما كان هناك تعدد لجهات الإنتاج، مما أتاح فرصاً للجميع وتنوعاً للأعمال، لكن مع محدودية جهات الإنتاج تفجرت المشكلة ولم تعد متعلقة بممثل أو عشرة إنما باتت شكوى جماعية لأغلب نجوم الفن الكبار، في الوقت الذي تتكرر فيه وجوه ممثلين وممثلات في كل موسم مما يصيب الدراما في مقتل، وهذه المشكلات لم توجد مع الأجيال التي سبقتنا، لأننا عملنا بجوار الكبار وانطلقنا من خلالهم، وإذا وجدت كانت تحدث بشكل استثنائي ولكن ليس بهذا الشكل الجماعي».
وتعتز فادية عبد الغني بأعمالها التي قدمتها على مدى مشوارها الدرامي الطويل مؤكدة أنها تحب كل الأدوار التي قدمتها بلا استثناء، لا سيما أنها طرحت قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة، وجدت صدى لدى المشاهد، مشيرة إلى أن كل ما قدمته أضاف لها كممثلة وتعلمت منه، بجانب استفادتها ممن عملت معهم من كبار النجوم على غرار نور الشريف وحسين فهمي ومحمود ياسين، وفاروق الفيشاوي، ويحيى الفخراني ومجموعة كبيرة من المؤلفين والمخرجين من بينهم إسماعيل عبد الحافظ، وأسامة أنور عكاشة، ومحمد جلال عبد القوي، كما تعتز كذلك بأعمالها في الدراما الدينية عبر مسلسلي «على هامش السيرة»، «محمد رسول الله»: «كنت أجيد الحوار باللغة العربية الفصحى مما جعل المخرجين يرشحونني لها»، على حد تعبيرها.
وعن الفرق بين أجواء العمل الفني في تسعينات القرن الماضي والفترة الحالية تقول: «المخرج في تسعينات القرن الماضي كان دائماً صاحب الرؤية الشاملة، وصاحب القرار النهائي المسيطر على العمل ككل، وكنا نتسلم السيناريو كاملاً، ويقوم المخرج باختيار الممثلين، وكنا نجري بروفات تمتد لشهرين قبل التصوير لدرجة أنني كنت أحفظ حواري وكل حوارات الممثلين من كثرة تكرارها، ولن أتطرق لعلاقات الصداقة والزمالة وروح الود التي كانت تجمع فريق العمل مما ينعكس على الشاشة ويصل إلى المتفرج، لكن ما يحدث حالياً أن العمل منذ بدايته كفكرة يكتب خصيصاً للنجم، وهو المتحكم في كل شيء، بينما تتم الكتابة على الهواء، إذ يبدأ التصوير بعد كتابة عدة حلقات ولا يعرف الممثلون مصير الشخصيات اللاتي يلعبونها خلال التصوير، وهذه الأجواء تشعرني بالغربة بالوسط الفني الحالي، كيف أبدأ تصوير عمل من دون معرفة تطور الشخصية ونهايتها، وكيف تمضي الأحداث، كل ذلك لا ينفي وجود مطالب لبعض النجوم في القرن الماضي، خاصة بتعديل بعض أدوارهم أو جمل الحوار، وكان ذلك يتم بشكل استثنائي وبموافقة المؤلف والمخرج وقبل بدء التصوير بوقت كافٍ».
وقدمت فادية عبد الغنى ثلاثة أفلام سينمائية فقط هي: «الحقونا»، «فارس ضهر الخيل»، «يا أنا يا خالتي»، وفيلم تلفزيوني «حبيبي أصغر مني» وعن فيلم «الحقونا» الذي لعبت بطولته أمام الفنان الراحل نور الشريف تقول: «تحمست لهذا الفيلم كثيراً لأنه كان يطرح قضية حديثة ومهمة تتعلق بسرقة الأعضاء البشرية وسعدت بالعمل مع نور الشريف الذي كان متفرداً في موهبته وملتزما ومنضبطاً في مواعيده، وأذكر أنني كنت أذهب للتصوير قبل موعدي بساعة فأجده قد حضر قبلي بساعات وجلس يراجع دوره ويستعد له، وكذلك الفنان الكبير محمود ياسين، وكل النجوم الكبار فالكبير ليس بموهبته فقط، وإنما بكل تصرفاته، ورغم ذلك فأنا وجدت نفسي أكثر في الدراما التلفزيونية، حيث أتاحت لي التنوع في أدواري وأن أكون قريبة من الناس».
ورغم أن النجومية تتحقق للفنان كما يرى البعض من خلال السينما، وليس الدراما التلفزيونية، فإن فادية تؤكد: «نجوم التلفزيون لهم تأثيرهم ومكانتهم أيضاً عند الجمهور، فهم يدخلون البيوت من دون استئذان، وتشاهدهم الأسرة كلها ويشعر المشاهد بالقرب منهم، لذلك فإن الدراما التلفزيونية تمنح الممثل نجومية لا تقل عن السينما، زمان كانوا يقولون إن السينما تمنح الممثل الخلود، لأن الفيلم يبقى كشريط يعرض بعد عشرات السنين، وهو ما بات يحققه التلفزيون أيضاً، فأعمالنا يعاد عرضها على مختلف القنوات، وتجد جمهوراً يهتم بها ويجد فيها نفسه لأننا لم ننفصل في أي وقت عن مشاكل المجتمع وهمومه وقضاياه».
وشاركت فادية عبد الغني في عدد من المسرحيات الناجحة بمسرح الدولة والقطاع الخاص منها «الدبابير»، «بوبي جارد»، «دليلة وشربات»، «الأندال»، وتقول عن تجاربها المسرحية: «استمتعت بالمسرح الذي كان مجال دراستي بمعهد الفنون المسرحية، وقدمت عروضاً حققت نجاحاً فأنا أحب الأداء الكوميدي وأضيف لبعض الشخصيات ملامح كوميدية في الأداء، لكن ظلت الدراما التلفزيونية صاحبه نصيب الأسد في مشواري».
وفي حياتها الخاصة، نجحت فادية عبد الغني في عمل توازن بين عملها الفني ورعاية أولادها محمد وسارة، اللذين لم يسلكا طريقها، وعن ذلك تقول: «الفن موهبة بالأساس ولم أفرض عليهما أي شيء في حياتهما وتركت لهما حرية اختيار المجال الذي يناسبهما».
وتتطلع فادية عبد الغني لعودة قريبة للدراما بعمل كبير يناسبها ويعادل حنينها وتاريخها وأعمالها السابقة فالفن بالنسبة لها هواية ومتعة: «الفن ليس (أكل عيش)... لا نريد أن نعمل من أجل أكل العيش، نحن مستورون والحمد لله، نريد أن نعمل لأن لدينا طاقة وخبرة وتراكم أعمال تشهد لنا، وما يحدث حالياً أمر غير طبيعي وتجاهل متعمد لجيل كامل وخلل لا بد من إصلاحه».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».